سامي السيابي:
اختلف العلماء الفضلاء متى يؤمر الصبي بالصوم على أربعة أقوال، فقيل: من سن السابعة، قياسًا على الصلاة:(مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين) (رواه أحمد وأبو داود)، وقيل: من سن الثاني عشر، وقيل: عند بلوغه سن الرشد، وقيل: متى ما طاق الصوم. ويبدو أنّ القياس على الصلاة قياس على الفارق، فالصلاة لا تحتاج إلى مقدرة كالصوم، وإنما يمكن أن يقاس على عمود الدين جانب (التدرج)، وهو ما يعرف في عصرنا (بالتدريب قبل التوظيف)، ولا يكتفى بالقدرة على الصوم دون التدرج والتدرب وسفينة التدريب أبحر بها الصحابة تحت شراع النبوة من حديث الرُّبَيِّع ـ رضي الله عنه ـ تقول:(كنا نَصُومُه ـ أي: عاشوراء ـ ونُصَوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللُّعبة من العِهْن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناهُ ذلك حتى يكون عند الإفطار)، إذن لا بد أن يجتمع أمران في تأهيل الصبية على الصوم (المقدرة والتدريب).
وفي المقدرة تراعى بنية الصبي، وبنيته بعد العاشرة حسنة كما يبدو، فإن كان ضعيفًا فلا يُرهق بما لا طاقة به فإنما بنيته بنية بناء، فلننتبه ولا تأخذنا العزة بالدين حيث لا محل لها، فما شاد الدين أحد إلا غلبه ولنتقي الله فيهم ولا نكون سببا في هلاكهم. ويكون التدريب ـ حسب اقتراحي ـ والتدرج، أن يصوم من الصباح إلى منتصف النهار في سن العاشرة، وفي الحادي عشر: يصوم يومًا، ويفطر يومًا، وفي الثاني عشر: يصوم يومًا، وفي اليوم التالي يصوم إلى منتصف اليوم، في الثالث عشر: يصوم يومين، ويصوم التالي إلى منتصف النهار، وفي الرابع عشر: يصوم رمضان كله، وهو سن دخول التكليف ـ عادةً ـ خصوصًا الذكور، وأقل سن لبلوغ الفتيات ـ في زمننا ـ هو سن التاسعة فأعلى، فلننتبه.