يونس المعشري:
من تلك الكلمتين (أنت كفو) الكل يتذكر فيما تكتب ولأي برنامج تقال، هاتان الكلمتان هي عنوان برنامج تلفزيوني يعرض في مملكة البحرين يبرز الأعمال الإنسانية لشخصيات تركت أثرا كبيرا في مجتمعها، واستطاعت أن تتحدى الكثير من الصعاب بفضل الإرادة والمبادرة الصادقة والعزيمة التي تقهر أشد الجبال صلابة، وهذا ليس بغريب على الأخوة في البحرين الذين يفاجئونا في كل رمضان ببرنامج جديد نابع من عطايا أهل الخير في المجتمع، وقبل عدة سنوات كان هناك برنامج ساهم في دعم الكثير من ذوي الدخل المحدود وعمل على تحسين مستواهم المعيشي، وربما فكرة برنامج (أنت كفو) جاءت بأسلوب مختلف وجميل وحقق ردة فعل إيجابية كبيرة ليس على المجتمع البحريني الشقيق فحسب، وإنما على مستوى الوطن العربي من خلال تقديم الصورة الحقيقية لأبطال في المجتمع، ومن بين تلك الحلقات التي تركت الأثر في نفسية الكثير من المتابعين، حلقة عن رجل الايتام ودوره في رعاية الايتام، وكذلك حلقة المعلمة التي يمكن أن يطلق عليها الأم في تلك المدرسة، وكذلك حلقة ذلك البطل من الأشخاص ذوي الإعاقة الذي استطاع أن يتحدى الإعاقة وأن يكون أسرة ويفتخر به أبناؤه وحلقة الشاب الذي ضحى بنفسه من أجل إنقاذ عائلة من حريق، والكثير من الحلقات التي تتوالى خلال هذا الشهر الفضيل وكل واحدة تترك أثر الاعجاب والاشادة لدى الجميع أكثر عن سابقتها، مثل تلك القصص والنماذج كثيرة في مجتمعنا وصور التضحيات والأبطال لا تعد ولا تحصى ولكن أين هي تلك البرامج التي تفكر خارج الصندوق وبعيداً عن المؤسسة الواحدة، إذا أردت أن تنجح أخرج إلى الشارع وخلك قريب من العامة ستعرف كل شيء، سئمنا وتعبنا من السموم والغث الذي يهل علينا مع اطلالة كل شهر رمضان وما زاد الطين بلة هي تلك الوجوه المنفخة والاجسام التي لا تعرف أين الوضع الطبيعي بها وأين الزوائد، صراخ وعويل وألفاظ مقرفة مقززة وكأن مجتمعاتنا اعتادت على تلك الوضعية السيئة، واستبشرنا خيراً في برامجنا وخرج إلينا بشغالة الكل يتربص لها ، وحلقات متتالية فيها القبر وغيره دون أن نصل إلى حل، التفتوا إلى الصور المشرقة الناجحة في هذا الوطن وازرعوا في الناشئة حب العمل الإنساني والخيري والعمل التطوعي الذي يضرب به المثل في هذا الوطن، شكراً من القلب لكل برنامج يمس الإنسانية ويقدم الصور الناجحة في المجتمع ، بالفعل أنت كفو.
@AlmasheriYounis