سامي السيابي:
من خلال فريضة الزكاة نستشعر أبعاد الدين الحنيف الذي يشمل بشعائره واقع الحياة، ووقائعها الدقيقة، وفيما مرَّ عليّ من قصص أن أسرة كان ربها يعمل يوميًا لتوفير زادهم، وكان أوﻻده يتمنون لقاء أبيهم والجلوس معه ولم شملهم به، لكن شغف العيش سلبه منهم وحرمهم حنيته وجفى عنهم مورد اللقاء اﻷسري الحميم.
وفي يوم جمعة (والجمعة أنسب يوم لجمع الشمل اﻷسري) طلب أوﻻده منه أن يبقى معهم فقد طال شوقهم إليه، فأبى إﻻ أن يخرج ليوفر لهم زادهم، فقام أوﻻده بتجميع مصاريفهم المدرسية تعويضا له وتنفيسا ﻷنفسهم من أن يهنأوا بحضرة أبيهم والتسامر معه.
أليس أنس الجمع اﻷسري أحرى باشتماله في يوم عيد؟.. نعم، لتأتي زكاة الفطر ترفع عن تلك اﻷسرة وأمثالها ربكة العيش وحرجها وشقوتها، فيلتئم بها نسيج اﻷسرة وورودها في باقة مرصعة بالسعادة والمودة المتبادلة فيما بينها. هذا هو اﻹسلام الدقيق الشامل الذي ارتضاه لنا بارئنا ـ جلَّ في علاه... رضيت بالله ربا وباﻹسلام دينا وبمحمد نبيًا ورسوﻻً.
تخرج زكاة الأبدان من غالب قوت البلد، وقيل إضافة على ذلك (الزبيب والسلت والذرة والإقط)، وفي عمان تخرج من الأرز أو الطحين أو التمر، والوزن يساوي (2.05) كجم عن كل شخص، فإن كان عدد الأشخاص في العائلة (8) تضرب هذا العدد بالمقدار (8) × (2.05) = (16,4) كجم، ويمكن إخراجها نقداً على أن يكون النقد مساويًا لقيمة الوزن وتخرج من نوع القوت الذي تشتريه لأهل بيتك.