سامي السيابي:
رمضان محطة التزود ونصب الشباك وسوق وافر الربح، ففيه النافلة عن أجر فريضة والفريضة عن سبعين فمن الكياسة استغلاله بصنوف الخير.. ففاتورة الحساب فيه مفتوحة بلا عدد من جوانبها الثلاث عند الكريم الجواد فهو يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب ورمضان شهر الصبر، والجزاء فيه مباشر من لدنه (الصوم لي وأنا أجزي به)، وتلين فيه القلوب بالصفح واللين (ومن عفا وأصلح فأجره على الله).. فصمه إيمانًا واحتسابًا يغفر الله لك ويجزل لك المثوبة.
فليكن نصيبك الأوفر في الشهر من القرآن الكريم، فقد خصه الله تعالى بإنزال سيد كتبه في سيد شهوره على سيد أنبيائه بسيد ملائكته (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، (إنا أنزلناه في ليلة القدر)، (إنا أنزلناه في ليلة مباركة)، فكان نبينا يتدارسه مع معلمه جبريل كل رمضان، لذلك أيقن العلماء أين تكمن دسامة الأمر، فتجدهم يهجرون كتبهم في رمضان لينصبوا فخاخهم لتلاوة القرآن، فعليكم بالقرآن تلاوةً وتدبرًا كمًّا وكيفًا، ففيه الحرف بحسنة إلى عشر إلى سبعين ضعفًا في رمضان، فما بالك بختم القرآن كله مرة أو مرتين أو أكثر فهنالك من العلماء من يختمه عشر مرات، ومنهم ثلاثين مرة، ومنهم ستين، ففي النهار مرة وفي الليل مرة.. فأين نحن من هذه التجارة الرابحة الخيالية الربح؟.