سامي السيابي :
مما عهدته اﻷذهان الخيالية عند اﻷجداد عن ليلة القدر أنها كانت ذات طابع هلامي، وبغض النظر عن المنطق لكنها تحمل حديثًا أدبيًا يعرب عن يسر مخيلتهم، فمما رووا: أن اﻷشجار تكون مقلوبة رأسًا على عقب.. فتخيلوا هذا المنظر في شجرة نخيل مثلًا. وأنك إن ﻻمست شيئًا تحول إلى ذهب، ويحكى أن امرأة أدركت ليلة القدر فذهبت مسرعة توقظ زوجها فلمسته فتحول إلى ذهب، ثم ظلت هي وأطفالها في ضنك من العيش مما اضطرها اﻷمر أن تقطع إصبعًا منه لتطعم به أوﻻدها طوال العام حتى تأتي ليلة القدر القابلة فتدعو الله أن يرجعه كما كان.. فهذه الحكايات وغيرها كانت تهيمن على سمر الشياب ولها رواج في سوق الخيال اﻷدبي المحلي الذي يفسر بساطة فكرهم رغم مغايرته للواقع.
وليلة القدر عند المسلمين هي ليلة تقع فيها مناسبة مهمَة حدثت في شهر رمضان، حيث يؤمن المسلمون أن القرآن الكريم قد أُنزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في هذه الليلة المباركة، فقد نصَّ القرآن على ذلك في سورة خاصة هي سورة القدر، وفيها أن هذه الليلة خير من ألف شهر، وفيها تتنزل الملائكة بالرحمات حتى مطلع الفجر، وثبت بالسنة النبوية الحث على تحرِّي هذه الليلة وخصوصاً في الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان، وبالأخص الأيام الفردية من العشر الأواخر، حيث ورد في القرآن الكريم أنها خير من ألف شهر.