طالب بن سيف الضباري
من الامور التي تحولت إلى هاجس يؤرق الكثير من طالبي الخدمة ومراجعي بعض أجهزة الخدمات الحكومية، الطوابير وفترات الانتظار الطويلة والتي في اغلب الاحيان تكون على حساب وقت المراجع وتضاعف من جهده، فالاستفسار عن معاملة او انهائها يحتاج الى ساعات نظرا لاسلوب وآلية العمل المتبعة في نوافذ تقديم الخدمات وعدم المبالاة لدى بعض الموظفين ومراعاتهم لاوقات المراجع، علما بأن كل الجهات تستخدم احدث البرامج الالكترونية ويتم تتبع وانهاء الاجراءات آليا، لكن تبقى هناك حلقة مفقودة حول الاسباب التي تؤدي الى طول فترة الانتظار لانهاء معاملة لا تتطلب من الوقت سوى دقائق معدودة، في الوقت الذي يمكن حل ذلك عبر عدد من الطرق والاساليب ومن بينها الاسراع في تطبيق البرامج الالكترونية ذاتية التفاعل مع المراجع دون الحاجة الى التدخل البشري، كما هو الحال لدى بعض الجهات التي نجحت فيها الا حد كبير واراحت وارتاحت من اعداد المراجعين الذين يترددون على نوافذ الخدمة لديها، وفي الجانب الاخر فتحت لها مراكز خدمة طوال اليوم في بعض المراكز التجارية لتتيح الفرصة لطالبي الخدمة المراجعة في الوقت الذي يتناسب مع ظروفه.
فتسهيل الاجراءات وتبسيطها يتطلبها ايجاد مثل هذه البدائل في الوقت الحاضر خاصة بالنسبة لبعض الجهات التي لاتزال في بداية التحول الإلكتروني وتحتاج الى المزيد من الوقت لتكييف برامجها مع الخدمات من الناحية القانونية والمالية والتنظيمية، فمركز خدمة في مول او مركز تجاري هذا يعني انك قد وفرت على نفسك اولا ضغط عمل اقل وسهلت على المراجع الوقت والجهد وسرعة الانجاز، خاصة اذا عملت بنظام اللامركزية ومنحت المزيد من الصلاحيات لتقديم خدمة في الاساس لها أحكام وخطوات تقديم نظمها قانون وقرارات منفذة له ولوائح واليات عمل متفق عليها مسبقا، إننا في سباق مع الزمن واذا لم نسياير السرعة التي تتحرك فيها التقنية في مجالات الخدمة ، سنجد انفسهم في مؤخرة الدول التي لاتزال تتبع تقليدية حتى في الجانب التقني فالعالم اليوم يتكلم عن جيل خامس في هذا الجانب ونحن لانزال لم نستوعب الجيل الذي قبلة ، فتلك الاوراق التي تطلبها بعض المؤسسات حتى الخاصة ومنها المصارف مع كل معاملة تقدم حتى ولو سبق وان قدمت نفسها قبل ايام، يدل على اننا نحتاج الى وقت طويل للتفاعل مع العالم تقنيا.
إن سرعة التحول في وايجاد بدائل لتسهيل وتبسيط الاجراءات والتعدد في منافذ الخدمات يؤدى الى العديد من الايجابيات ينعكس اثرها على الكثير من مفردات الحياة، ولعل من ابرزها قلة الازدحامات ليس على تلك المنافذ وانما ايضا على الطرقات ،فضلا عن ذلك يتيح المجال لجهات تقديم الخدمة التفكير بهدوء لاستحداث طرق وأساليب اخرى تساعد على سرعة الانجاز وتطور من جودة العمل، الى جانب التقليل من الحركة على الطرقات وانبعاث الغازات نتيجة الاحتراق المستمرة للبنزين وكذلك التلوث الناتج من عوادم المركبات، فكلفة ذلك بطبيعة الحال باهضة الثمن على المدى القصيروالبعيد الا ان معالجة ذلك وان كان في بدايته يتطلب بعض الاموال الا انه يوفر الكثير على حساب ما سوف ينفق على ما ذكرنا من اثار اجتماعية او بيئية.
اننا في بلد ومنذ فترة ليست بالقصيرة نتحدث عن التحول الى الحكومة الالكترونية واننا قد قطعنا شوطا كبيرا في ذلك، الا اننا لم نلامس حتى الان ذلك التحول من خلال تلك المعطيات التي ذكرت، فهل لانزال غير مستوعبين لحجم ذلك التحول ام اننا لا نملك الممكنات سواء البشرية والمادية للوصول الى العلامة الكاملة ، فليس من المعقول ان يتزاحم الناس منذ الصباح الباكر على بعض المؤسسات الحكومية والخاصة عبر طوابير وقوفا او جلوسا لانجاز معاملة ولا نزال لا نملك حلولا جذرية لمعالجة ذلك.

أمين سر جمعية الصحفيين العمانية
[email protected]