الجزائر ــ العُمانية: ينظم المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، يوم 16 مايو الجاري، ملتقى وطنيًّا بعنوان (التراث الثقافي اللامادي الجزائري في كتابات المستشرقين).
ويؤكّدُ المنظّمون أنّ الفكر الاستشراقي علمٌ مستقلٌّ، يُصدِر أحكامًا على العالم الإسلامي، ويُعرِّف الغرب بحضارة الشَّرق عامة، وتُراث المسلمين وآداب العرب خاصّة، وأثرهما في الغرب نفسه، وذلك عبر الدراسات الأنثروبولوجية والسوسيولوجية واللّسانية ضمن النشاط الذي قام به المستشرقون للبحث في تراث أمم الشرق وحضاراتها. ويُشير الملتقى إلى أنّ المستشرقين الفرنسيّين بذلوا جهودًا كبيرةً في دراسة المجتمع الجزائري، والتّعرُّف على مكوّناته، منذ أن وطأت أقدامُهم أرض الجزائر، عبر مقاربة استشراقية متكاملة نُسجت في المعاهد الفرنسيّة، مثل كلّية الآداب واللّغات الشّرقيّة بالسّوربون، وكوليج دو فرونس، ثمّ كلية الآداب بالجزائر والمعاهد المختلفة. ومثّل انعقاد مؤتمر المستشرقين الرابع عشر في الجزائر، عام 1905، الانطلاقة الحقيقيّة للاستشراق في الجزائر، من خلال سلفستر دي ساسي (1758-1838) الذي اهتمّ بالجزائر عبر إسهامه في ترجمة المنشورات الأولى للحملة الفرنسيّة عليها؛ فبرز مع مستشرقين آخرين في مجال الإثنوغرافيا والأنثروبولوجيا التي شهدت ازدهارًا في تلك المرحلة، ونتج عن ذلك وضع خرائط إثنيّة وقَبَليّة للمجتمع الجزائري؛ ومنها خريطةً شاملةً للقبائل الجزائريّة، سنة 1844م.