دائما أردد في معظم مقالاتي أهمية دراسة المشاريع من كل الجوانب قبل تنفيذها ، وأهمها مكمن الخطر على الإنسان ؛ لأن الانسان مكرم وهو اهم المخلوقات وأعظم من المادة؛ لذلك عندما نشرع في مشاريع ما يجب ان نراعي سلامة الانسان، ثم الكسب المادي فمنذ قرار نقل الخدمات التجارية من ميناء السلطان قابوس الى ميناء صحار، أصبح طريق الباطنة يشكل خطرا على المواطن من حيث ارتفاع معل الشاحنات على خط الباطنة الذي معظمه بحارتين فقط. ومعدل الشاحنات الان كثير على هذا الخط وقد يؤدي بحياة الكثيرين ونحن ننادي بخفض معدل الحوادث فكيف ذلك ؟! مع هذا المعدل من الشاحنات بالطوابير والأسراب وقد يصل من 20 إلى 25 في الخط الواحد والمكان الواحد وفي نفس الوقت !! وليس هذا فحسب بل هناك من سائقي هذه الشاحنات من يتجاوز من بين طابور الشاحنات قافزا في خط التجاوز معرضا حياة أصحاب السيارات الصغيرة ذوات معدل السرعة الاقوى؛ فصاحب السيارة الصغيرة لا يتوقع من صاحب هذه الشاحنة انه سيتجاوز ويتفاجأ به في وقت لا يسمح بتفادي الخطر، فلماذا لم نجعل قبل هذا القرار خطا اخر للشاحنات مثل باقي الدول. نحن هنا في سلطنة عمان أزحنا عن سائقي الشاحنات قرار إلزام اليمين وعدم التجاوز، الامر الذي جعلهما لا يراعون خطر تسببهم في حوادث قاتلة ؛ فصاحب الشاحنة يدرك انه لن يضره شيء لو سحق صاحب السيارة الصغيرة بما فيها من خلال تجاوزه, من طابور الشاحنات فكيف نريد ان نحد من الحوادث ؟! وموت الشباب والمواطنين في الحوادث؟! ثم نزج بهذا المعدل في خط حيوي وضيق المسار مثل خط الباطنة الذي يقطن بها معدل سكان كبير ويحتاجون الخط لحركة مرنة. فهو يخدم مستشفيات ومؤسسات ومرضى وموظفين وغيره ويربط بين السلطنة والدول المجاورة، وكلنا يعرف مدى ارتفاع التنقل بين سلطنة عمان ودولة الامارات العربية المتحدة من خلال الجانب الاقتصادي والتجاري.
وليس هذا فقط بل من يقود هذه الشاحنات لا يقدرون مستخدمي الطريق ولا يحترمون القانون. أنا شخصيا منذ أسبوعين كنت في شارع الخدمات ويسرع خلفي صاحب شاحنة حتى كاد ان يقحم شاحنته على سيارتي !! وأود ان اتحرك عنه قليلا ويزيد من السرعة خلفي مع ان السرعة المقررة في شارع الخدمات اقل من 60 وهو ربما يسرع 80 حاولت ان أجنب سيارتي حتى اتصل بالشرطة ولكن لم يترك لي مجالا وصرنا على هذا الحال الخطر حتى اتجهت عنة يمينا في مسار اخر وتابع مساره الخطر. كذلك معدل الدراجات في شوارع القرى وشوارع الخدمات خطير ويعرض حياة المستخدمين الطريق إلى الخطر ورغم ملاحقة شرطة عمان السلطانية لأصحابها ولكن لا حياة لمن تنادي.لذلك نحتاج لرادع لمثل هؤلاء المتجاوزين للقوانين المورية ونحتاج حل سريع لخفض معدل الشاحنات في خط الباطنة قبل أن نخسر مزيد من الأرواح فيكفينا حوادث, ونسأل الله السلامة للجميع ومزيدا من الخير والرخاء للوطن والمواطن و نرتقي ونصبح أفضل.

غنية ذياب سعيد الربيعي
[email protected]