هيثم العايدي
في قرار يبدو مفصليا بين مرحلتين تتجه كل من فنلندا والسويد إلى طلب الانضمام لحلف شمال الأطلسي، ما يعني التخلي عن حياد استمر لعقود، وأيضا تكثيف الضغط على روسيا، حيث سيؤدي ذلك القرار الذي سيتخذ تحت ضغوط الحرب الروسية الأوكرانية إلى نشر سلاح حلف الناتو على الحدود المباشرة لروسيا.
وفي إشارة إلى بلوغ هذا القرار مراحل متقدمة، حيث أظهر تحليل دفاعي أصدرته الحكومة السويدية يوم الجمعة، أن من المرجح أن السويد سوف تستفيد من عضوية حلف شمال الأطلسي، حيث إن ذلك سوف يرفع معايير الصراع العسكري، وبالتالي سيكون له أثر وقائي على الصراع في شمال أوروبا.
كما عدَّت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندا "أن الأزمة الروسية هيكلية وممنهجة ومطولة" .. لكن التحليل يحصر الآثار السلبية المحتملة لعضوية السويد في الناتو هو رد فعل روسيا المحتمل، مشيرا إلى إمكانية لجوء روسيا للهجمات السيبرانية، خصوصا وأن موسكو دعت السويد علانية إلى عدم الإقدام على هذه الخطوة.
وبالمثل فإن فنلندا أعلنت العزم على تقديم طلب الانضمام للناتو حتى أن رئيسها ساولي نينيستو أبلغ في اتصال هاتفي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بخطط الانضمام إلى الناتو، فيما عدَّ بوتين أن تخلي فنلندا عن السياسة التقليدية للحياد العسكري سيكون خطأ، إذ لا توجد تهديدات لأمنها، وفق بيان من الكرملين.
وحال تنفيذ هذه الخطوة سيشكل انضمام فنلندا للناتو خطة ضاغطة على روسيا، خصوصا أن بين البلدين حدودا بطول ما يقرب من ١٣٠٠ كيلومتر، الأمر الذي يعني إمكانية نشر قوات من دول الناتو وأسلحة وربما صواريخ على طول هذه الحدود.
كما أن فنلندا والسويد حال الانضمام ستعطيان مع كل من إستونيا ولاتڤيا وليتوانيا، ثم بولندا والسويد والدنمارك وألمانيا للحلف سيطرة كاملة على معظم بحر البلطيق، بالإضافة إلى أن موقع فنلندا والنرويج سيمنح الحلف سيطرة على جزء من بحر الشمال.
ويبدو أنه وتحت ضغط الحرب الروسية الأوكرانية فإن طلب الانضمام لن يجد معارضة وسط رغبة كافة أعضاء الحلف في تكثيف الضغط على موسكو، حيث أعلنت الولايات المتحدة أنها "ستدعم طلب فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إذا اختارتا تقديم مثل هذا الطلب" فيما أعرب الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا عن دعمه الكامل لمحاولة السويد الانضمام للحلف، في حين لم تعرب دولة عن تحفظاتها سوى تركيا بسبب إيواء الدول الاسكندنافية لأعضاء في حزب العمال وهو أمر يمكن تسويته.
وحال إعلان الانضمام والذي سيشكل تحديا صريحا وضغطا على روسيا، فهل ستكون ردود فعلها الصمت، وهو أمر مستبعد تماما أو فتح جبهة إضافية، خصوصا وأن المعارك في جبهة أوكرانيا ما زالت مستمرة ولم يكن قرار فتح محاور متعددة داخل أوكرانيا قرارا سليما، فكيف سيكون الأمر بفتح جبهات في دول أخرى أو الدخول في مفاوضات تنهي الحرب في أوكرانيا مقابل عدم انضمام السويد وفنلندا؟