يُعدُّ قِطاع السياحة أحدَ أهمِّ القِطاعات التي يُعوِّل عليها الاقتصاد الوطني في خطواته نَحْوَ التنويع الاقتصادي المأمول. لذا تهتمُّ به الدولة وأعدَّت له خططًا وبرامج عديدة تهدف إلى تنميته على كُلِّ السُّبل والأصعدة، ترتبط هذه الخطط برؤية "عُمان 2040". وبرغم ما تملكه البلاد من إمكانات سياحيَّة واعدة ومتنوِّعة، ومنتجات سياحيَّة فريدة تضع البلاد على خريطة السياحة العالميَّة، إذا ما أُحسنت الاستفادة المُثلى منها، فإنَّ شدَّة التنافسيَّة العالميَّة، التي تشهدها صناعة السياحة حَوْلَ العالم، تفرض الاهتمام والاعتناء بإقامة بنية أساسيَّة سياحيَّة متخصِّصة، ترفع من كفاءة استخدام الإمكانات السياحيَّة الحاليَّة، حيث تُعدُّ العناصر الرئيسة للبنية الأساسيَّة السياحيَّة مِثل مرافق الإقامة، ومؤسَّسات تقديم الطعام، وشبكة النَّقل، وبيئة المعلومات السياحيَّة وغيرها، مكمِّلة للمُقوِّمات الطبيعيَّة السياحيَّة، وبدُونِ تلك البنية الأساسيَّة يصعب المنافسة إقليميًّا وعالميًّا، بالإضافة إلى حُسن الترويج لتلك الإمكانات الواسعة في البلدان المختلفة؛ سعيًا لجذْب السَّائحين عَبْرَ التعاون مع كبرى شركات السَّفر في العالم.
ومن هذا المنطلق، سَعَت السَّلطنة ـ ممثَّلةً في وزارة التراث والسياحة ـ إلى إقامة حلقات عمل ترويجيَّة متنقِّلة عن البلاد وجهة سياحيَّة عالميَّة على مدار العام من الـ17 إلى الـ19 من مايو الجاري في كُلٍّ من فرنسا وإيطاليا؛ وذلك نظرًا للأهميًّة السياحيَّة لتلك الدولتَيْنِ، حيث تملك كُلٌّ من فرنسا وإيطاليا صناعة سياحيَّة متميِّزة عالميَّة، جاذبة لمعظم السَّائحين من رُبوع المعمورة كافَّة، كما تأتي تلك الحلقات الترويجيَّة ضِمْنَ خطَّة تسريع تعافي القِطاع السياحي التي تطبقها الوزارة، كما أنَّها تسعى إلى استهداف أسواق سياحيَّة مميَّزة من خلال التعريف بأهمِّ المعالم الحضاريَّة والثقافيَّة وأبرز المواقع والمُقوِّمات السياحيَّة والبيئيَّة التي تزخر بها السَّلطنة، والترويج للحِزم السياحيَّة وللمؤسَّسات والمنشآت المشاركة في الحملة، والتي تشمل عروضًا خاصَّة وبأسعار تنافسيَّة تحتوي على تذاكر السَّفر والإقامة في منشآت فندقيَّة متنوِّعة، وممارسة عدَّة أنشطة، والقيام بجولات سياحيَّة مختلفة، بحيث تتيح للسَّائح خوض تجربة سياحيَّة عربيَّة أصيلة ومتميِّزة تتضمن جولات سياحيَّة وبرامج متخصِّصة لمحبِّي سياحة المغامرة والاستكشاف، بالإضافة إلى توفير العديد من الأنشطة العائليَّة والبحريَّة وغيرها الكثير.
وتُشكِّل مِثل هذه الحملات الترويجيَّة عاملًا مُهمًّا في تسريع استعادة تدفُّقات الحركة السياحيَّة القادمة للسَّلطنة، بعد التراجُع الذي شهدته الحركة محليًّا وعالميًّا؛ بسبب تداعيات جائحة كورونا، والتي أثَّرت بالسَّلب على الحركة السياحيَّة في العالم. إنَّ الترويج عَبْرَ ِمثل هذه الحلقات التي تأتي بمشاركة أصحاب السَّعادة السُّفراء ووفد من وزارة التراث والسياحة، كما سيرافق وفد السَّلطنة (27) من أبرز شركاء القِطاع السياحي والفندقي وقِطاع الطيران بالسَّلطنة، وبمشاركة أكثر من 200 مؤسَّسة سياحيَّة من السَّلطنة وفرنسا وإيطاليا، سيُعطي الزَّخم المطلوب السَّاعي للترويج للسياحة في السَّلطنة، خصوصًا وأنَّ إيطاليا وفرنسا أحدُ أهمِّ الأسواق السياحيَّة استقبالًا وتصديرًا للحركة السياحيَّة حَوْلَ العالم.
لقد أضحى التسويق السياحي أحدَ العوامل الرئيسة للنهوض بهذا القِطاع الواعد الذي تُعوِّل عليه السَّلطنة كثيرًا لتحقيق النهوض الاقتصادي المأمول، وتنبع أهميَّته من الدَّور الذي يلعبه في جَذْب السيَّاح رغم المنافسة العالميَّة الشرسة في قِطاع السياحة، حيث تحاول كُلُّ دولة إبراز مُقوِّماتها السياحيَّة بُغْيَةَ الاستحواذ على أكبر نصيب مُمْكن من الأسواق المُصدِّرة للسَّائحين، وذلك من خلال تكوين صورة إيجابيَّة وترسيخها في أذهان السَّائح اعتمادًا على مختلف السياسات التسويقيَّة، والحضور في الأماكن الجاذبة للسَّائحين حَوْلَ العالم.