تعمل السَّلطنة، منذ انطلاق نهضتها الحديثة، على بناء الإنسان القادر والواعي والمُلمِّ بأدوات عصره كافَّة، وتحرص دائمًا على توفير المناخ المناسب الذي ينهض بعزائم شبابها، وتعمل على توفير التدريب والتأهيل اللازم لهم، حتى يتسنَّى لهم لَعب الدَّور المنوط بهم، في طريق تجديد نهضتهم المباركة، تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ والذي يعمل منذ تَولِّيه مقاليد الحُكم على توفير مناخ مُواتٍ للشَّباب، والعمل على تسليحهم بما يُعينهم على مهام المستقبَل، كما وجَّه جلالته ـ أبقاه الله ـ بضرورة إيجاد آليَّات وقنوات اتِّصـال معهم لإيضاح كافَّة الجهود المبذولة لتلبية متطلبات مَسِيرة التنميـة فـي مختلـف القِطاعـات، والاستماع إلى تطلُّعـاتهم واحتياجـاتهم، ‏كما وجَّه المختصِّين في الدولة بعقْـد لقـاءات دَوْريَّة مع الشَّباب لهذا الغرض ومناقشة الموضوعات التي تحظى باهتمـامـهم، ‏والاستماع إلى آرائـهـم ووجهـات نظـرهم، بمـا يساعدهم على أداء دَوْرهم المنشود في الإسهام بمَسِيرة البناء والتنمية الشاملة لهذا الوطن العزيز.
وذلك إدراكًا من القائد المفدَّى بأنَّ الشَّباب هم ثروة الأُمم ومَوْرِدُها الذي لا يَنضبُ وسواعدها التي تَبني، هم حاضر الأُمَّة ومستقبَلها، لذا وعدهم دائمًا بتوفير العناية التي يستحقونها، مشددًا على حكومته بتوفير كُلِّ الاهتمام والرعاية والدعم لتلك الفئة ذات الأهميَّة الكبرى من الشَّعب العُماني، حيث إنَّ الاهتمام بالشَّباب والاعتناء بهم والعمل على تحقيق آمالهم وطموحاتهم، وتفعيل كُلِّ الأدوات اللازمة لتحقيق تلك الغايات والأهداف، ستصبُّ بالتأكيد نَحْوَ رفعة الوطن وأبنائه، فَهُمْ بُناة الحاضر وقادة المستقبَل، لذا وجَبَ على الأطراف الفاعلة كافَّة تحقيق تلك الرؤى والعمل وفق تلك التوجيهات السَّامية، التي بالتأكيد ستصنع جيلًا يملك أدواته، ويستطيع تحمُّل مسؤوليَّات بلاده كاملة.
ويُعدُّ المؤتمر السَّنوي الذي وصل لِسنَته التاسعة (قادة المستقبَل ومراحل التغيير.. فن توظيف مهارات الذكاء العاطفي) إحدى تلك الأدوات المُهمَّة التي تعرِّف الشَّباب بكيفية صناعة الإدارة القيادية وتقييم وتطوير مهارات الذكاء العاطفي لديهم، ومعرفة كيفية حلِّ المشكلات والموضوعات ذات الاهتمام في الإدارة؛ لرفع وتعزيز الكادر الإداري القيادي. فمِثل هذه البرامج تُسهم بالتأكيد في رفع مهارات وكفاءات القيادات الوطنية في مختلف المستويات الوسطى والعليا، فالسَّلطنة تزخر بالكوادر والكفاءات القيادية الشَّابَّة التي تحتاج إلى الفرصة وتهيئة الظروف المناسبة لإبراز إبداعاتها ومواهبها، وأنَّ القيادات الشَّابَّة ستحدث الفارق في المرحلة المقبلة من خلال ما تملكه من معرفة ومهارة في إيجاد الحلول الناجعة في التحدِّيات التي قد يواجهونها في محيط عملهم، ومِثل تلك المنتديات والمؤتمرات فُرصة لشباب عُمان؛ لكَيْ يتسلحوا بالعلوم المفيدة في الجوانب الإدارية، والتي ستُعينهم في المستقبَل على القيام بواجباتهم بطُرقٍ علمية حديثة ستصنع الفارق للوطن والمواطن.
إنَّ تلك الفاعليَّات المتخصِّصة تعمل على إكساب شبابنا مهارات علمية وعملية، تُسلِّحهم بقدرات وخبرات، تكون خير عَوْنٍ لهم في مواجهة تحدِّيات المستقبَل، سواء كانت مهنية أو شخصية، فبالعلم تحيا الأُمم، وبسواعد أبنائها تُبنى، والأبناء المتعلمون المتسلحون بأحدث الطُّرق العلمية، هُم البوابة الحقيقية لتطبيق رؤية "عُمان 2040" المتكاملة في المستقبَل. إنَّ رفعة الوطن تحتاج منَّا أنْ نسعى إلى توفير نِسَب التدريب والتأهيل اللازمة للشَّباب. ولِنَفْس الغاية والهدف، على أبنائنا الشَّباب النَّهل والتزوُّد بكُلِّ ما يوفر، وأنْ يسعوا جاهدين لاكتساب تلك المهارات المطلوبة.