- مواطنون: الإصلاحات الحالية لم تتجنب مسارات الأودية ولا تتضمن إنشاء جسور وعبارات صندوقية
- مناشدات برفع كفاءة الطريق ليواكب مختلف التغيرات المناخية

استطلاع ـ عيسى اليعقوبي:
■ ■ يشكل طريق (الخابورة ـ عبري) أهمية بالغة للقاطنين في المناطق المحاذية له ولسالكيه القادمين من وإلى محافظتي الظاهرة وشمال الباطنة، وبعد الحالة المدارية (شاهين) تأثر هذا الطريق ودمرت أجزاء كبيرة منه، وإلى اليوم لم تتم صيانته بشكل كلي، ومع الأسف وحسب ما أفاد به مواطنون في هذا الاستطلاع أن الاصلاحات الحالية لم تتجنب مسارات الأودية وليس هناك بوادر لإنشاء جسور وعبّارات صندوقية لمرور الأودية مما يعني استمرار المعاناة من جهة وهدر المال العام من جهة أخرى.
(الوطن) التقت بعدد من قاطني المناطق المحاذية للطريق واستمعت إلى آرائهم للتعامل مع هذه المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها. ■ ■
هدر للمال العام
في البداية يقول هلال بن سالم السعيدي ـ من سكان وادي شافان بولاية الخابورة: معروف عن طريق (الخابورة ـ عبري) بأنه الرابط البري الحيوي بين محافظتي الظاهرة وشمال الباطنة، حيث كان أجدادنا يسلكون هذا الطريق ليل نهار على ظهور الإبل والحمير والمعروف عنه أيضًا بطريق القوافل، وفي عهد النهضة المباركة التي قادها باني عمان المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد ـ طيّب الله ثراه ـ تم شق هذه الطريق لمرور السيارات ذات الدفع الرباعي، وفي عام 2001م تم إنشاء شارع مسفلت، ولكن مع الأسف لم يكن التخطيط بدرجة عالية بحيث يتواكب مع مختلف الأنواء المناخية مما جعل الطريق ضعيف جدًّا أمام جريان الأودية.
وأضاف: بعد إعصار شاهين الذي دمّر هذه الطريق بنسبة عالية، لم يستوعب المسؤولون الدرس من الآثار التي تلحقها الأنواء المناخية بالطرق، حيث يتم حاليًّا إعادة الطريق بنفس المواصفات السابقة التي لا يمكنها التعامل مع قوة الأودية، وهذا يعد هدرًا للمال العام، لذلك أناشد الجهات المختصة بالتدخل وعمل عبّارات صندوقية لمجرى الوادي وإذا كان هناك مجال بإبعاد خط السير عن مجرى الأودية سيكون أفضل بطبيعة الحال. كما أننا نطالب الشركة المنفذة بسرعة تنفيذ أعمال هذا الطريق لما له من أهمية بالغة، حيث إن هناك مدارس ومعلمين يسلكون هذا الطريق يوميًّا مما سبب لهم الكثير من المشكلة، وأيضًا هناك مستشفى مرتبط بالمستشفيات المرجعية، فعند نقل أي مريض تكون هناك صعوبة في النقل، أضف على ذلك أن الوادي به عدد سكان كبير وتأخير صيانة هذا الطريق تسبب في تعطيل سياراتهم بسبب وعورته بعد إعصار شاهين.
وناشد السعيدي الجهات المختصة بالإسراع بعمل لوائح إرشادية في منطقة نجد الشرجباني، حيث هناك خطر كبير على مستخدمي الطريق لوجود تورم في الشارع بصورة تسبب حوادث للمستخدمين خصوصا إذا كانوا غرباء عن المكان.
مشكلة مستمرة
وقال حسن بن علي الحوسني: إنّ طريق (الخابورة ـ عبري) عبر وادي الحواسنة ومروره في قرى الوادي يُعدُّ من نِعم الله سبحانه وتعالى ولم يكن ليتحقق لولا توفيق المولى ـ جلّت قدرته ـ ثم اهتمام الحكومة الرشيدة وحرصها على راحة المواطنين، حيث يمر هذا الطريق وسط سلسلة جبلية مترامية الأطراف، فكان التصميم لهذا الطريق وفق المواصفات والخرائط المرسومة ولكن بدون ضمان لانسيابية حركة السير، فأصبح الطريق يتوقف تمامًا بمجرد جريان الأودية، ولكون الوادي يتميز بامتداد واسع في جبال الحجر الغربي، وبالتالي يستمر جريانه لفترات طويلة تستمر أحيانًا ثلاثة أيام متواصلة فتكون النتيجة شللًا كاملًا لحركة السير على طريق يزيد طوله عن ١٠٠ كم، فالقادمون من الخابورة عليهم الانتظار في موقع الغيز اليابس، والقادمون من عبري بعد أن يقطعوا مسافة تزيد عن ٨٠ كم من مركز ولاية عبري عليهم الانتظار أيضًا في موقع السويقمية أو العودة مرة أخرى إلى عبري قاطعين المسافة نفسها وكذلك تنقطع الدراسة وخدمات المستشفى فلا يتمكن الطالب والمعلم والطبيب والممرض والمريض من الوصول لهدفه.
ويضيف الحوسني: نناشد وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العمل على رفع هذه المشكلة عن مرتادي هذا الطريق بإنشاء عبّارات صندوقية وجسور تتلاءم مع الأنواء المناخية الاستثنائية والابتعاد عن سياسية الترميم والتي يتكرر معها الصرف وهدر المال العام، كما ندعو الجهات المختصة النظر بعين الاعتبار في رصف الطرق الداخلية الواقعة على جانبي طريق (الخابورة ـ عبري) وذلك أسوة بالطرق الرابطة بين محافظات الباطنة والظاهرة.
* تلافي وقوع الحوادث
عبدالله بن سالم المقبالي شاركه الرأي قائلًا: عند جريان الأودية لا يمكن المرور من الطريق لفترة طويلة لأنه يفتقر لوجود الجسور والعبارات الصندوقية، وبعد جريان الوادي تبقى المياه الغيلية تجرى في مسار الطريق لأكثر من أشهر وفي سنوات الخصب تستمر لمدة أطول مما يتسبب في وقوع حوادث تدهور للمركبات. مشيرًا إلى أن هذه المشكلة سببها المهندسون الذين لم يحسبوا حسابًا لما قد يحدث من تغير الأنواء المناخية، ونأمل بأن تقوم وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بتدارك هذه المحنة التي أتعبت الأهالي والعمل على إنشاء عبارات وجسور تبقي الطريق سالكًا على مدار الوقت من جهة وتساعد على تلافي وقوع الحوادث المرورية من جهة أخرى.
منافع الطريق عديدة
أما أحمد بن سالم الحوسني فقد أوضح بأن منافع هذا الطريق لا تخفى على أحد لذلك حرصت السلطنة منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي على تأمين الحركة من خلاله وذلك بتمهيد طريق بمواصفات بسيطة آنذاك لكي يكون أحد الطرق المهمة في الربط بين السواحل الشمالية للسلطنة والمناطق الداخلية، واستمرت أهميته على مدار السنين كما استمر تطويره إلى أن تم رصفة بالإسفلت لكن للأسف لم يحقق المشروع تطلعات الأهالي ومستخدمي الطريق من حيث عدم تفادي مجاري الأودية في بعض الأماكن، فمع نزول الأودية يؤدي إلى انقطاع السبل بسالكي الطريق والأهالي والحالات الطارئة، كما يكلف ميزانية الدولة أعباء إضافية للصيانة وإصلاح الأضرار التي تخلفها الأودية، ومن المؤكد أن تكلفة الصيانة على المدى البعيد تفوق تكلفة إنشاء عبارات صندوقية.
وأضاف الحوسني: من خلال مراجعاتنا المتكررة للجهات المعنية طرح الموضوع للدراسة أكد المختصون في وزارة النقل والاتصالات أن مشروع إنشاء العبارات الصندوقية ينتظر الاعتمادات المالية فقط واستمر انتظار الأهالي للاعتمادات المالية منذ الخطة الخمسية السابقة، وشاءت الأقدار أن يجرف إعصار شاهين جميع أجزاء الطريق الموجودة في مجاري الأودية. فتأملنا بأن الجهات المعنية ستتلافى الخطأ السابق وستقوم برفع كفاءة الطريق بتفادي مجاري الأودية وعمل حلول لبعض المجاري سواء بالجسور أو العبّارات الصندوقية لكن للأسف هذا لم يحصل ويجري العمل الآن في الطريق بمواصفات أقل من السابق مما يعني استمرار مشكلة الأهالي واستمرار دفع الدولة لتكاليف الصيانة بعد نزول الأودية.
مطالبات مهمة
وأخيرًا قال سالم بن سيف السعيدي: إنّ مطالبات أهالي وادي الحواسنة تتمثل في إصلاح المواقع المتضررة في الشارع من إعصار شاهين، وكذلك تغيير مسار الشارع في المناطق المنخفضة ومجاري الأودية، بالإضافة إلى أنه لا بد من عمل جسور في مناطق عبور الأودية وعبارات صندوقية، وأخيرًا رصف وسفلتت شوارع القرى التي لم يصلها الشارع المسفلت إلى الآن، وما زال أهاليها يشكون من صعوبة التنقل بمركباتها والوصول إلى مقاصدهم بسهولة ويسر.