■ مناقشة المجالات والجوانب المشتركة بين البلدين بما يسهم فـي تحقيق مصالحهما وتطلعاتهما
■ السلطنة وإيران.. علاقات تاريخية وحسن جوار ومصالح اقتصادية متبادلة
■ زيارة الرئيس الإيراني للسلطنة فرصة لدعم الجهود الدبلوماسية فـي مختلف القضايا
■ مليار و336 مليون دولار أميركي حجم التبادل التجاري العام الماضي بين البلدين

مسقط ـ العُمانية: يقوم فخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بزيارة إلى السلطنة غدا (الاثنين).
جاء ذلك في بيان صادر عن ديوان البلاط السُّلطاني أمس فيما يأتي نصه.. “تجسيدًا لحسن الجوار وللعلاقات الطيبة التي تربط السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي إطار الحرص السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وفخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تعزيزها في شتى المجالات خدمة لمصالح البلدين الصديقين.
سيقوم ـ بمشيئة الله تعالى وتوفيقه ـ فخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بزيارة السلطنة غدا (الاثنين) الموافق الثالث والعشرين من مايو لعام 2022م وستتم خلال هذه الزيارة مناقشة المجالات والجوانب المشتركة بين البلدين الجارين بما يسهم في تحقيق مصالحهما وتطلعاتهما.
وفَّق الله تعالى القيادتين الحكيمتين لكل ما فيه الخير لبلديهما وللأمة الإسلامية، إنه سميع مجيب”.
وترتبط السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية بعلاقات تاريخية عززها التعاون المشترك خلال الـ50 عامًا الماضية والمصالح المتبادلة وحُسن الجوار.
ويتزامن لقاء حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بفخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في السلطنة غدا (الاثنين) فيما يشهد العالم قضايا دولية وإقليمية مختلفة تهم المنطقة على الصعيدين السياسي والاقتصادي تتطلب تبادل الآراء بين البلدين بما يسهم في خدمة المنطقة بشكل عام.
ويسعى البلدان إلى تحقيق الاستفادة القصوى في الجانب الاقتصادي، لاسيما في قطاعات التنويع الاقتصادي والفرص الاستثمارية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري في العام الماضي مليارًا و336 مليون دولار أميركي. كما بلغ عدد الشركات الإيرانية المستثمرة في السلطنة ألفين و710 شركات؛ منها ألف و163 لمستثمرين إيرانيين بنسبة تملك 100 بالمائة وألف و547 بشراكة عُمانية إيرانية.
وفي القطاع اللوجستي، شهدت حركة البضائع بين موانئ السلطنة التي تديرها وتشغلها مجموعة “أسياد” والمتمثلة في ميناء السويق وميناء شناص وميناء خصب وميناء السلطان قابوس نشاطًا تجاريًّا متزايدا مع نظيرتها من الموانئ الإيرانية لاستيراد وتصدير مختلف البضائع العامة، وقد سجل حجم الاستيراد والتصدير المباشر بين هذه الموانئ ونظيرتها الإيرانية خلال السنوات الماضية مناولة أكثر من مليون و400 ألف طن من مختلف البضائع، لتنمو بعدها الحركة التجارية بين الموانئ العُمانية والإيرانية لتصل لمعدل 5 إلى 7 رحلات يومية.
كما أن مسقط وطهران شهدتا خلال الأشهر الماضية زيارات متبادلة للوفود التجارية، التقى فيها رجال الأعمال من البلدين لتعزيز العلاقات التجارية وعرض الفرص الاستثمارية.
ومما لا شك فيه سيكون لهذه اللقاءات الأثر الإيجابي في زيادة حجم التبادل التجاري خلال السنوات القادمة خصوصًا وأنه من المتوقع أن يوقع البلدان في هذه الزيارة مذكرات تفاهم في الجانب الاقتصادي والتجاري بالإضافة إلى البنى الأساسية والتشريعات والنظم في السلطنة المشجعة والجاذبة للاستثمار. وقد أشارت الدورة الـ19 للجنة العُمانية الإيرانية المشتركة التي عقدت بمسقط في فبراير الماضي إلى التعاون في مجالات الصناعة والتعدين والقطاعين المالي والمصرفي والتعاون في مجال المناطق الحرة وتبادل التجارب البحثية المتعلقة بمجالات الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية.
وعلى الصعيد السياسي، فإن العلاقات العُمانية الإيرانية قامت على أسس ثابتة ومتينة من بينها حُسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مما أسهم في حلحلة عدد من القضايا الإقليمية المعاصرة، حيث يعقد البلدان بشكل مستمر جلسات مباحثات سياسية أبرزها كانت في يناير الماضي بمسقط وبحثت قضايا من بينها محادثات فيينا بشأن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي وصلت فيه هذه المحادثات والمفاوضات إلى مراحلها النهائية والعودة إلى اتفاق عام 2015 الذي أسهمت أيضًا فيه السلطنة بدبلوماسيتها المعروفة في إبرامه. وتعد هذه الزيارة فرصة إضافية لدعم الجهود الدبلوماسية المبذولة في هذا الملف والقضايا الأخرى مثل الأزمة اليمنية التي تدعم بشكل عام ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة وتحقق الأمن والسلم الدوليين. وأوجدت الدبلوماسية العُمانية مساحة لتقريب وجهات النظر محل الخلاف بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعدد من الدول تسفر بشكل دائم في تحقيق نتائج إيجابية بالإضافة إلى أن العلاقات الطيبة التي تربط البلدين أسهمت في الإفراج عن عدد من الأشخاص من جنسيات مختلفة ممن كانت السلطات الإيرانية تحتجزهم على خلفيات أمنية.