أظهرت الزيارات المتبادلة بَيْنَ جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مع قادة الدول الشقيقة والصديقة، حرص جلالته على تنمية أواصر العلاقات الطيِّبة التي بنَتْها السَّلطنة منذ انطلاق نهضتها المباركة، والاستفادة منها في طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والعمل على إقامة تبادل تجاري يُسهم في تعميق تلك العلاقات المتينة التي بُنيَتْ على أُسُس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير، مع الاحتفاظ بدَوْرِ السَّلطنة الحَيَوي في إرساء السلام في المنطقة والعالم، الذي يُقدِّره الجميع ويعمل على تفعيله؛ بفضل سياسة الحياد الإيجابي السَّاعي دائمًا إلى تحقيق مصالح دول المنطقة وشعوبها. فقد حرص جلالته ـ أبقاه الله ـ على إقامة علاقات طيِّبة مع دول المنطقة والعالم، قائمة على التعايش السِّلمي بَيْنَ الأُمم والشُّعوب وحُسْن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول.
لقَدْ عملت السَّلطنة تحت القيادة الحكيمة لقائد البلاد المفدَّى على تعديد أوْجُه الاستفادة من العلاقات السياسية والدبلوماسية، لتتخطى دَوْرَها السياسي، وتتَّجه نَحْوَ تكامل اقتصادي بنَّاء، يسعى إلى تحقيق مصالح الجميع، ويعمل على تحقيق التنمية المستدامة، وتعميق دَوْرِها في جوانب الحياة كافَّة. فالسَّلطنة تؤمن بأنَّ التكامل الاقتصادي هو بوَّابة إرساء السلام، التي ستقضي على ما تشهده المنطقة والعالم من صراعات، فتوحيد المصالح ركيزة تُقلِّل من مساحات التبايُن، فالسَّلطنة تَسِيرُ بخطًى واثقة، وبنهج يُوازِن في علاقاتها الخارجية، ويُعزِّز مكانتها الدولية، وموقعها الاقتصادي الإقليمي، وتعمل على الانفتاح على العالم، بما يُرسِّخ من مكانتها، ويجعلها دولة صديقة لغالبية دول العالم، حيث تسعى جميع القوى العالمية إلى إقامة علاقات شراكة استراتيجية معها، وأضحت عنصرًا مُهِمًّا في الحفاظ على التوازن والاعتدال في محيطها الإقليمي، بل أضحت هي أحد أهمِّ العوامل التي تحقق هذا التوازن إقليميًّا وعالميًّا.
ووفقًا لذلك، فإنَّ زيارة فخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى السَّلطنة اليوم الاثنين، لا تخرج عن هذا السِّياق الذي سَعَتِ السَّلطنة إلى تحقيقه، حيث تُجسِّد هذه الزيارة حُسْن الجوار والعلاقات الطيِّبة التي تربط السَّلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتأتي في إطار الحرص السَّامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ وفخامة الرئيس الدكتور إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تعزيزها في شتَّى المجالات؛ خدمةً لمصالح البلدَيْنِ الصديقَيْنِ، حيث ستشهد الزيارة مناقشة المجالات والجوانب المشتركة بَيْنَ البلدَيْنِ الجارَيْنِ بما يُسهم في تحقيق مصالحهما وتطلُّعاتهما.
إنَّ أهميَّة هذه الزيارة تتخطَّى العلاقات الثنائية؛ لِمَا تملكه الدولتان الصديقتان من تشابُكٍ في العلاقات الإقليمية والعالمية، وينظر لها المحيط الإقليمي والعالمي بترقُّب، حيث يُنتظر أنْ يلعب الدَّور العُماني الحَيَوي دَورًا في تحقيق التقارب المأمول على المستوى الإقليمي؛ لِمَا تملكه السَّلطنة من علاقات وُدٍّ وأخوَّة وصداقة مع محيطها الإقليمي والعالمي، يُعدُّ ركيزة أساسية في تقريب وجهات النظر المتباينة، فصوت الحِكمة العُماني كان دائمًا الرهان الحقيقي لكُلِّ ساعٍ للتعاون البنَّاء المُثمر. وبالرغم ممَّا تحمله الزيارة من أهميَّة كبرى على الصعيد الثنائي بَيْنَ الدولتَيْنِ الصديقَيْنِ، لكنَّها أيضًا تحمل الخير لكافَّة الدول الشقيقة والصديقة، فالسَّلطنة تعمل على تحقيق التوازن المطلوب الذي سيُسهم في تحقيق التقارب التنموي المطلوب بَيْنَ كافة دول المنطقة.
وفَّق الله تعالى القيادتَيْنِ الحكيمتَيْنِ لكُلِّ ما فيه الخير لبلدَيْهِما وللأُمَّة الإسلامية، إنَّه سميع مجيب.