بغداد ـ (الوطن) ـ وكالات:
أنهت القوات العراقية عملية فض الاعتصام المناهض الذي كان مقاما في الأنبار بمحافظة الرمادي، في خطوة اعتبرتها الحكومة نصرا على ما يسمى "تنظيم القاعدة"، فيما اندلعت اشتباكات بين القوات العراقية ومسلحين امتدت إلى مدينة الفلوجة المجاورة، في حين أعلن 44 نائبا في البرلمان استقالتهم إثر هذه الخطوة.
وأعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي أن عمليات الأنبار العسكرية هي أكبر ضربة لتنظيم "القاعدة" الذي خسر ملاذه الآمن في مخيمات الاعتصام غرب العراق.
وقال المالكي، بعد ساعات من اقتحام القوات العراقية ساحات الاعتصام في الأنبار، إن "العمليات العسكرية الجارية في الأنبار وحدت العراقيين خلف القوات المسلحة وهذا هو عنوان الانتصار الحقيقي".
وأضاف المالكي، خلال لقائه بجمع من زعماء العشائر العراقية، إن "عمليات الأنبار هي أكبر ضربة للقاعدة التي خسرت ملاذها الآمن في مخيمات الاعتصام وهو أمر واضح ومعروف لدى الجميع ومعلن في وسائل الإعلام من خلال تهديدات أعضاء هذا التنظيم الإرهابي من داخل هذه المخيمات".
وتابع :"تضحيات الجنود العراقيين هي التي حققت الأمن ووفرت الأرضية المناسبة لتطوير الاقتصاد وعمل الشركات العالمية في مجالات البناء والإعمار"، مشيرا إلى أن "هولاء الجنود يستحقون التكريم والتقدير لتضحياتهم الكبيرة دفاعا عن العراق".
وكانت قوات الأمن العراقية اقتحمت مخيما لمحتجين في وقت سابق أمس في مدينة الرمادي ما نتج عنه اشتباكات دامية، حسبما ذكرت وسائل إعلام عراقية.
ونقل موقع السومرية نيوز العراقي عن علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء قوله إن الشرطة في مدينة الرمادي (118 كم غرب بغداد) انتهت من إزالة خيم ساحات الاعتصام بالتنسيق مع الحكومة المحلية للمحافظة، مشيرا إلى أن "مصادر العمليات العسكرية في الأنبار أكدت أن الشرطة المحلية والعشائر وبالتنسيق مع الحكومة المحلية في الأنبار انتهت من إزالة الخيم التي في الساحة وفتحت الشارع الذي كان مغلقا".
وأضاف الموسوي أن "الشرطة عثرت على سيارتين مفخختين تم معالجتهما عن بعد ويجري جمع الأعمدة والهياكل الخاصة بالمخيم"، مشيراً إلى أن "ذلك جرى دون أية خسائر بعد فرار القاعدة وعناصرها من الخيم إلى المدينة".
وقال مصدر في ديوان محافظة الأنبار إن 10 أشخاص قتلوا فيما أصيب 40 آخرون باشتباكات بين مسلحي العشائر وقوات الجيش والشرطة شرقي الفلوجة، مؤكداً أن هناك عدداً من الأطفال والنساء بين القتلى والجرحى.
وامتدت الاشتباكات بين قوات الأمن العراقية ومجموعات مسلحة في الرمادي إلى مدينة الفلوجة القريبة، بحسب ما أفاد ضابط برتبة نقيب في الشرطة.
وقال الضابط في شرطة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) "تشهد الفلوجة اشتباكات بين الجيش العراقي ومسلحين أدت إلى إحراق عدد من الآليات العسكرية".
من جهته قال الطبيب عاصم الحمداني من مستشفى الفلوجة العام ان الاشتباكات ادت ايضا الى اصابة 11 من المسلحين بجروح.
من جانبهم تقدم 44 نائبا عراقيا باستقالاتهم بعد فض الاعتصام مطالبين بسحب الجيش من المدن واطلاق سراح النائب الذي اعتقل السبت الماضي.
واعلن النائب ظافر العاني في بيان تلاه في مؤتمر صحفي وإلى جانبه رئيس البرلمان اسامة النجيفي "قدم اعضاء مجلس النواب من قائمة المتحدون للإصلاح استقالاتهم"، معلنا اسماء 44 نائبا قرروا الاستقالة.
واعتبر البيان ان الاحداث الجارية في الانبار تشكل "حربا بعيدة عن الارهاب، هي بالتأكيد ليست حرب الجيش ضد الشعب، وليست حرب الشيعة ضد السنة، انها حرب السلطة، حرب الامتيازات السياسية". على حد قوله.