[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
هي عملية فدائية لمن نسي هذا التعريف من اركان السلطة الفلسطينية ومن بعض الذين يخفون رؤوسهم في الرمل كالنعامة. فدائي من فلسطين التي ستظل كعبة الفداء ازهقت روحه الانفعالات الوطنية، فاذا بانفعال هائل قومي التعريف يضج في روحه، حين قتل الاسرائيلي أعضاء حزب الله، وكل المناضلين الذين بوصلتهم فلسطين هم اخوة في الدم.
اكاد اجزم ان المحرك من خلال تلك العملية الفدائية هي الشراكة في المصير، كل فلسطيني هو بالضرورة ابن مخلص للارض العربية، وكل لبناني هو فلسطيني، وكذلك هو السوري والعراقي والمصري وغيره .. تضيق اسرائيل الخناق على نفسها كلما اخترعت لعبة دم تحاول من خلالها ان تغلق مشهدا، فاذا بها تؤدي الى هبة قد لاتتوقعها، مع ان الاسرائيلي الذي عمّر في المنطقة نتيجة خلل عربي وليس بناء على قوته الذاتية، بات يعرف ان الالم الفلسطيني تمدد في عروق المنطقة منذ زمن بعيد، فهذا لبنان الفلسطيني والسوري الفلسطيني والعراقي الفلسطيني، وهذه امة يضج في داخلها مشروع تحرير بات مرئيا لنا.
سلمت يد ذاك الفدائي الذي اتخذ من تل ابيب تحفة اسرائيل كما تسميها مسرحا لثورة لن يوقفها الا عودة الحق لأصحابه، فكل مالدى الفلسطيني سلاح، سواء طعنا، او خنقا، او رشقا بالحجارة، او دهسا، انها اسلحة القوة الذاتية التي لايستطيع احد معرفة اسرارها سوى الشعب الذي لديه اعظم التضحيات في التاريخ، ولديه تلك العبقرية في اختراع السلاح الضرورة .
ليس مجنونا ذاك الفدائي الذي يحاولون الاعتداء على عقله، واذا كان هذا النوع من الجنون يؤدي الى هذه الطريقة الفدائية فليكن، لكن العقل الذي فكر وجهز واختار وهجم واصاب هو قمة العقلنة، وهي استكمال تاريخ طويل من خيارات شعب يفرج كربتنا دائما، ويفرحنا بافعاله، ويقدم لنا هدايا ثمينة في لحظات صعبة.
اما السؤال الذي يجب ان يسأل بعد عملية تل ابيب الفدائية، هل هو واحد من ردود حزب الله، واذا لم تكن فهي لابد ان مر شريطها على عقل الفدائي فجعلها ردا له توقيته ولحظته الصائبة.
ثم ان عملية تل ابيب تأتي في توقيت آخر مهم للغاية يعيشه اهل الكيان الاسرائيلي وهو القلق النفسي المتصاعد من حزب الله. ستظل الانفاس الاسرائيلية تلهث خوفا مما يخبيء لهم الحزب في جعبته من ردود، وسيندم قادة اسرائيل على كل تهور يرتكبونه اتجاه حزب الله او سوريا وغيره، بل انهم سيندمون على عملية القنيطرة وما قبلها، ولن يكون امامهم سوى حصد الوقائع المميتة .. فحزب الله سيظل يتابع مهمات ردوده دون ان يعني انها ستكون غدا او بعده، لأن الاصل في أجمل مايفعله الآن ان يجعل المجتمع الاسرائيلي برمته على قلق دائم وخوف مستمر وربما انسحاب من اسرائيل الى غير رجعة.
عملية القنيطرة هزمت الاسرائيلي بدل ان تريح باله، فتحت عليه اللعنات من حزب الله الى سوريا الى ايران وقبلها وبعدها الى كل فلسطيني يتأجج وطنية وقوميا ويريد الآن وليس غدا تحقيق الحساب مع عدوه التاريخي.