[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
” في عدوانهم الأخير على قطاع غزة رأى الصهاينة البسالات الفلسطينية فانذهلوا: أنفاق ممتدة تحت الأرض, مقاتلون فلسطينيون أقسموا على القتال ضد عدو الدين والدنيا والحياة. فوجؤوا بعمالقة يدركون بأنهم سيكونون خالدين بعد استشهادهم. لم يغرهم شيئا في الدنيا: لا أموال ..لا أولاد .. ولا الجاه ... يغريهم فقط الدفاع عن الوطن الفلسطيني،”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قالت القناة الإسرائيلية الثانية، ( حسب ما نقلته وكالات الأنباء) إنه وبعد مرور قرابة النصف عام على انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة، " إلا أن هناك شيئا ما، وحالة لم يسبق لها مثيل أخذت بالازدياد في صفوف الجنود الذين قاتلوا في غزة". وأضافت القناة: إن المئات من الجنود الذين قاتلوا في القطاع وعادوا لبيوتهم يعيشون في حالة من الخوف والكوابيس لا تفارقهم طوال ساعات الليل، "فالجنود يتحدثون عن استفاقتهم من النوم وأشباح في وجوههم". ونقلت القناة رواية عن أحد الجنود يدعى دافيد بن سيمون (22 عاماً) أصيب جراء قذيفة هاون أطلقتها المقاومة الفلسطينية قائلا: "ما زلت حتى هذا اليوم أعيش صوت الانفجار وقوته فعند سماع صوت رعد الشتاء أتصور بأن كل الرعد هو صوت لسقوط قذيفة هاون". وكانت صحيفة "معاريف" الصهيونية، قد أعلنت الاثنين الماضي، أن الشرطة العسكرية تحقق في انتحار 3 جنود من لواء "جفعاتي" (أحد ألوية النخبة) على خلفية مشاكل نفسية لها علاقة على ما يبدو باشتراكهم في المعركة البرية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
نعم .. معركتنا عادلة فنحن على حق, لذا فمقاومونا وشهداؤنا على مدى قرن زمني يظهرون لهم في أحلامهم ... يزورونهم ككوابيس تقض مضاجعهم أبد الحياة. هم لقطاء جاؤوا يغتصبون أرضنا الفلسطينية العربية الطاهرة, وفلسطين هي مهد الحضارة وانطلاق التاريخ ومسرى الأنبياء. هي الصخرة التي تحطم عليها غرور الغزاة من نابليون بونابرت مرورا بالصليبيين وغيرهم وصولا إلى رحيل البريطانيين عن بلدنا, مصير الحركة الصهيونية ووليدها الاستيطاني عن أرضنا سيكون مثل مصائر كل غزاة فلسطين: الهزيمة.. الانكسار.. والذهاب إلى مزابل التاريخ .. وبقاء فلسطين العروبة خالدة خلود الدهر. الأرض الفلسطينية تقاوم المحتلين على طريقتها .. تماما مثلما السماء والبحر الفلسطيني. مثلما أسوار عكا وحبات التراب والشجر الفلسطيني!.
وعدت الحركة الصهيونية اليهود في كل أنحاء العالم: بأن وطنهم "الموعود" سيدر عليهم السمن والعسل والخيرات! أتوا .. يأتون .. وقادمون سيصدقون الرواية! يأتون فيروا الأرض الفلسطينية عكس كل الوعود الكاذبة: يحسونها جحيما ... ترابها يهتز تحت أقدامهم, سماؤها نار تحرقهم. أشجارها تتجسد في مقاومة... أبناؤها يدفعون أرواحهم في سبيلها فتهتز الصورة في أدمغتهم وتكون الكوابيس والأصوات من حولهم ... وهم الذين ماتوا من قبل مئات المرات رعبا من مقاومتنا الباسلة في معارك المواجهة مع العدو.
في عدوانهم الأخير على قطاع غزة رأى الصهاينة البسالات الفلسطينية فانذهلوا: أنفاق ممتدة تحت الأرض, مقاتلون فلسطينيون أقسموا على القتال ضد عدو الدين والدنيا والحياة. فوجؤوا بعمالقة يدركون بأنهم سيكونون خالدين بعد استشهادهم. لم يغرهم شيئا في الدنيا: لا أموال ..لا أولاد .. ولا الجاه ... يغريهم فقط الدفاع عن الوطن الفلسطيني، فطلبوا الشهادة وأقدموا عليها .. لذا يخترقون معجزة الدفاع عن شرف الوطن. اما الغزاة فهم غرباء عن تاريخنا عن حضارتنا .. يدركون في دواخلهم هذه الحقيقة ..فينهزمون رغم تسليحهم الحديث وينهزمون في دواخلهم قبل الهزيمة في المعركة. قرعوا رؤوسنا بتمسك جيشهم بـ " طهارة السلاح" فرأينا مذابحهم ..جرائمهم ..هدمهم للبيوت على رؤوس أصحابها.. شهدنا فاشية جديدة متمثلة في هذه الحركة الصهيونية العنصرية الحاقدة على كل من هو إنساني وجميل .
نعم : من يمتلك الحق هو الأشجع في القتال. من يمتلك الأرض هو القادر على السير في دروبها حيث تسري حبات ترابها في شرايينه ... يصنع مقاومته من نسغ رحيق أزهارها وهديل حمامها فيكون التماهي بين الوطن وأبنائه طبيعيا .. لذا من الطبيعي دوما أن يصنع الفلسطيني مقاومته حتى بالوسائل البسيطة : أحجار , عجلات سيارات , سكاكين , مقاليع وقبل كل شيء :الإيمان بحقه وبعدالة قضيته, فتكون التضحية التي تتجسد في كثير من الحالات على شكل معجزة في زمن لا معجزات فبه! تكون البسالة وتتجسد في الشهادة طعما ولونا واستبسالا !.
وحياة ...أما الدخيل على الأرض والوطن فيظل مثل مرتزق لا ارتباط له بهما ولا إحساس لديه بانتماء لأي منهما! من الطبيعي والحالة هذه أن تملأ الثقة بالانتصار نفوس أبنائه .. وأن تكون الكوابيس في النهارات وفي ليالي للغرباء الطارئين عليه.
قالوا وشددوا التأكيد في زمن خفوت المقاومة الفلسطينية على: أن قبور الشهداء كانت تتحرك في الليل احتجاجا على عدم تحرك الأحياء!. هكذا هو الفلسطيني الأصيل يقاوم مغتصبي أرضه حيا وميتا!. أما الطارؤون الغرباء عن أرواحنا وتاريخنا وأرضنا وأشجارنا .. يظلون جبناء في نهاراتهم ولياليهم... فنظهر لهم أشباحا .. كوابيس تؤرقهم أبد الدهر .