سعيد السيسي
تُعد ريادة الأعمال من إحدى الغايات التي يسعى إليها كل شخص حالم وراغب لتأسيس مشروعه الخاص، حيث إنها العملية التي يتم من خلالها تحديد فكرة مشروع تجاري معيَّن ثم البدء في إنشائه وبنائه؛ بهدف الحصول على ربح مالي وتحقيق الذات بامتلاك مملكته التجارية الخاصة بك بدلا من العمل لدى الغير. من منطلق المثل العربي "أول الغيث قطرة"؛ فنجاح أي مشروع تجاري يبدأ بالفكرة الناجحة الواقعية والقابلة للتنفيذ على أرض الواقع. فالأفكار الريادية تعكس مدى قدرة الريادي على الابتكار والإبداع واقتناص الفرص واستغلال الموارد المتاحة، فالفكرة المبتكرة بمثابة المادة الخام التي يصنع منها الشخص الريادي النجاح في العمل التجاري. وعليه، فهناك العديد من المصادر الجيدة للأفكار التجارية الناجحة ومنها:
أولًا: المهارات الشخصية والهوايات: لدينا جميعا العديد من الهوايات والمهارات التي من الممكن تحويلها إلى أفكار مشاريع ناجحة مثل مهارات التصوير والطباعة والتصميم والطبخ والخياطة، وكذلك هواية الصيد أو ممارسة الرياضة...إلخ، ومن الممكن تحويلها إلى فكرة مشروع ناجح.
ثانيًا: المشاكل: الكثير من الأفكار التجارية تكمن في المشاكل التي نواجهها في حياتنا اليومية، فعلى سبيل المثال: تم اختراع المكيف لحل مشكلة الحرارة المرتفعة في دول مجلس التعاون الخليجي. فكان السبب وراء هذا المنتج هو مشكلة الحرارة الشديدة. فلو بحثنا في المشاكل اليومية من حولنا، سنجد الكثير من الأفكار التجارية التي يمكن تحويلها إلى مشاريع ناجحة. فمثلا تم استخدام طائرات الدرون لتنظيف المباني والأبراج شديدة الارتفاع والتي كانت تُكلف أموالًا طائلة لتنظيفها، وكذلك صعوبة تنفيذ المهمة بالأيدي البشرية.
ثالثًا: الخبرات المهنية: نظرًا لأن الدخول إلى عالم البيزنس أو التجارة غير مرتبط بعُمر معيَّن، فالخبرات المهنية تساعد أصحابها على فهم عميق لموضوعات فنية وغير فنية معيَّنة والتي يمكن تحويلها إلى مشروع تجاري ناجح. فمثلًا: نجد شابًّا عشرينيًّا قد اكتسب خبرة مهنية أثناء دراسته أو بعد إتمام دراسته لفترة من الزمن ويستطيع تحويلها إلى فكرة مشروع تجاري بفكر مبتكر. ونجد أيضًا رجلًا خمسينيًّا متقاعدًا ولديه القدرة على العطاء يقوم بتبني فكرة مشروع على غرار الخبرة المهنية التي اكتسبها خلال فترة عمله، سواء في القطاع الخاص أو الحكومي.
رابعًا: اتجاهات الأفراد ونمط حياتهم: بالنظر إلى العالم الخارجي وسلوكيات واتجاهات الأفراد والأسر، نستطيع الحصول على فرص وأفكار لمشاريع تجارية. فمثلًا: الأُسر العاملة ذات الدخول المزدوجة في حاجة إلى من يساعدهم في القيام بأدوارهم الاجتماعية مثال جليسات أطفال أو حضانات لرعاية أبنائهم وبناتهم أثناء وجودهم في مقر عملهم. فالأُم التي تعمل تكون في حاجة إلى من يلبِّي طلبات المنزل من منتجات غذائية جاهزة وغير جاهزة لها ولأُسرتها. فكلما قمت بتحليل اتجاهات وميول من حولك، ستعثر على أفكار تجارية كثيرة.
وأخيرًا: زيارة الأسواق الخارجية الإقليمية أو العالمية: من خلال السفر إلى أو زيارة المواقع الإلكترونية أماكن مختلفة حول العالم، يمكنك تبنِّي فكرة مشروع قابلة لتنفيذ في وطنك. فمثلًا: التجارة الإلكترونية على غرار أمازون وعلي بابا، قام الكثير من رواد الأعمال بابتكار مشاريع تجارية مماثلة والتي لقيت نجاحًا كبيرًا.
وعليه، فإن المشاريع التجارية الناجحة تبدأ بفكرة مبتكرة ومُجدية. الأفكار موجودة حولنا وبداخلنا، ولكن في حاجة إلى تقييم والتأكد من مدى قابليتها للتنفيذ. فالفكرة تبدأ من مصادر عدة، فقد تكون من الهوايات أو المهارات الشخصية أو المشاكل أو خبرات الأفراد المهنية أو اتجاهات الأفراد ونمط حياتهم، أو فكرة مُطبقة في الخارج. فالتفكير الابتكاري التحليلي، ستجد فكرة مشروعك التجاري الناجحة.