الفائز بالميدالية الذهبية عن صورته «تفكير»
■ ■ مسقط ـ العُمانية: يأتي المصور الفوتوغرافي محمد بن سليمان الشعيلي، بواقع فوتوغرافي مغاير مع حدث الصورة، فبالرغم من حداثة تجربته في هذا المجال إلا أنها استثنائية وقادرة للوصول إلى العالمية، فقد تُوج بالعديد من الجوائز الدولية أبرزها الميدالية الذهبية عن صورته (تفكير)، في مسابقة بينالي الشباب الدولي للتصوير الضوئي (الفياب FIAP) في دورتها الـ40، ضمن فئتي تحت 16 سنة، وتحت 21 سنة، في حفل أقيم في قصر فيكيو بمدينة فلورنسا الإيطالية، وحصوله على المركز الرابع في مسابقة كأس العالم بألمانيا على مستوى الشباب، والحصول على ميداليتي (أفضل مصور شاب) عن صورته (life)، كما حصل على الميدالية الذهبية كمصور شاب في فرنسا. ■ ■
ويطوف المصور محمد بعدسته ليقترب من الإنسان، ويغوص في أفكاره محاولا تسجيل العديد من الرؤى المتداخلة لتخرج بعد حين في هيئة صورة ملونة غير متكررة، ويسعى أن يوثق فكرة صوره حيث المختلف من الأشياء وطبيعتها.
والراصد لأعمال الشعيلي الفوتوغرافية يجد أفكاره لا تنصب في اتجاهات متعددة، كما تتركز حيث (الإنسان) بتجلياته وتعدد مساراته، فصوره على الرغم من أنها أخذت حيزا كبيرا على سبيل القول من موسم قطاف الورد في الجبل الأخضر، لكنها في المقابل توثق ما خرجت به جائحة كورونا من أحداث متعاقبة، ولا يغفل الشعيلي رؤية الفن بالفن، فهو قريب من الواقع الاجتماعي الثقافي للإنسان في سلطنة عمان، ومهتم بالأزياء والاكسسوارات التي طالما شكلت جزءا لا يتجزأ من حياته.
يتحدث الشعيلي عن حصوله على الميدالية الذهبية عن الصورة الفوتوغرافية البصرية (تفكير)، وعن ماهية تلك الصورة في الوقت ذاته، ويشير إلى مشاركته بها كونها عملا أحاديا يمثل حيرة وتفكير (عامر الحجري) أحد كبار السن بولاية بدية، فدائمًا ما تكون الوجوه مصدر إلهام له، ويتحدث المصور الشعيلي عن المسابقات الفوتوغرافية التي يراها موجودة بشكل كبير، لكن يجب على كل مصور أو فنان البحث عنها بتمعن واستغلال شبكة الانترنت.
وللشعيلي الكثير من الأعمال التي توثق الخنجر العماني بأنواعه المختلفة، ولم تأت لتكون عبثية، وإنما خطط لها بعناية لما لهذا الخنجر من حضور بارز في حياة الإنسان في سلطنة عمان.
فهو يشير إلى أن التصوير أصبح بالنسبة له أسلوب حياة، يمارسه كي يحظى بجرعة من السعادة، وتنقل في غالب الأحيان ما يدور في بال كل مصور وتعبّر عن مشاعره، ولها دور كبير في نقل الرسالة البصرية الرائعة سواءً كانت رسالة شخصية أو رسالة مجتمعية.
وللمصور الشعيلي التقاطات فنية غير اعتيادية وهذا أوجد له الحضور الفني النوعي في جملة من المسابقات المحلية والدولية، فيشير في هذا الإطار إلى أن لكل فنان عينا تختلف عن العين الأخرى، فلكل فنان ‏سواء كان مصورًا أو رسامًا، نظرته الخاصة وعمله الخاص الذي يمثل به نفسه، ولكن دائمًا ما تبحث عين المشاهد عن العمل المختلف الذي يحمل طابعًا فريدًا من نوعه في تفرد قادر على الجذب، خاصة فيما عندما يتعلق الأمر بالمحكمين في المسابقات.
وعن ماذا تضيفه المسابقات للمصور وما يؤثث مشروعه الإبداعي يوضح الشعيلي أن المسابقات ليست معيارًا للنجاح، لكنها ميدان تنافس شريف تساعد المصورين على تفعيل شغفهم لما تحمله من روح تنافسية وقيمة فنية عالية، وعادة ما تكون سببا في النجاح ودافعًا للاستمرارية ومواصلة المشوار الفني.
وللشعيلي بهاء الحضور مع روح الإنسان العماني وألقه في التقاط صوره خاصة التي تجسد البيئة العمانية بتنوعها ولطالما كانت محفزة للاكتشاف البصري في مجال الصورة الفوتوغرافية التي تعبر عن الحياة العمانية حيث إنسانها وطبيعتها وتاريخها، وثراؤها بالتقاليد والعادات والفنون والأزياء، كما أن بيئته تشكل مصدر إلهام له وباعثا على الاستمتاع، فهو يهوى تصوير وجوه الناس لأن كل وجه هو في ذاته قصة، كما لكل صورة حكاية حسب تعبيره الفني.
ولكل متقن هدف، وهدف الشعيلي هو الوصول بالهوية العُمانية بشكل يليق بوجودها إلى العالمية، هذا ما سيراه كل متتبع بشأن أعماله الفنية وهو يرى أن الهوية العُمانية سفر في عوالم متداخلة من الجمال والاكتشاف، وإبداع غير اعتيادي تشكلت بفعل ما تقدمه الحياة في عمان من عادات وتقاليد أصيلة عرف بها الإنسان العربي، فسلطنة عُمان بلد غني بتراثه الإنساني ومخزونه الفكري وهذا أمر محفز لأن يكون لكل فنان إبداعه الخاص، يتضح جليا في الأعمال الفائزة لأغلب الفنانين العُمانيين.