د. يوسف بن علي المُلَّا
تعود الناس وكجزء من النظافة الشخصية، على الذهاب إلى مراكز تصفيف الشعر وصالونات التجميل لقص الشعر أو الاهتمام به. وبينما هؤلاء الأفراد يتدفقون بانتظام على هذه المراكز، فقد لا يتبادر لهم أبدًا أن الضرر سيحدث لهم بين جدرانها. فكيف به أن يتخيل فقد حياته في ذلك الصالون فقط؛ لأنه أو أنها ذهبت لتصفيف الشعر. فهل هنالك أي احتمال ولو أقل من واحد بالمائة أنك عندما تبحث عن الجمال، قد تصادف الموت بشكل مفاجئ! حقيقة هنالك متلازمة جدًّا نادرة وهي متلازمة السكتة الدماغية... لكن أين؟ ومتى؟ أيعقل أن يحدث في صالون التجميل؟!
بشكل ما ولكونه مصطلحًا مصممًا بشكل مثالي لإخافة أولئك الذين لديهم تصرفات ربما تكون مذهلة وهم يصففون شعرهم، إلا أنني لا أعتقد أن هذا الوصف دقيق لكي أطلق عليه جديًّا متلازمة السكتة الدماغية في صالون التجميل! والأجدى أن توصف بأنها ظاهرة يمكن من خلالها أن يؤدي تمديد عنق المرء فوق حافة الحوض (لغسيل الشعر مثلًا) إلى تقليل إمداد الدماغ بالدم، مما قد يتسبب في حدوث سكتة دماغية.
حيث إن متلازمة جلطة صالون التجميل! هو مصطلح غير طبي وغير حقيقي، ولكن بلا شك غسل الشعر (بالطريقة التي ذكرتها أعلاه) هو مجرد احتمال واحد من مجموعة من الأسباب التي تسبب الحالة الطبية الفعلية المعروفة باسم (تمزق الشريان الفقري) من التمدد المفرط للرقبة. صحيح أن الاسم أقل جذبًا إلى حد كبير، ولكن جزمًا هو اسم مخيف في النهاية. والذي يبدو حقيقة وبشكل مختصر، هو أن بعض الحركات أو الضغوط على الرقبة يمكن أن تؤدي إلى تمزق في الشريان الفقري الذي يمدُّ الدماغ بالدم. من هناك يدخل الدم (وبالتالي يثخن) جدار الشريان، فيتسبب في حدوث جلطة دموية، ثم يعوق تدفق الدم ويحتمل أن يتسبب في حدوث سكتة دماغية.
ومع ذلك، فهي ظاهرة غير مفهومة تمامًا، ولكنها يمكن أن تحدث أيضًا نتيجة لمجموعة متنوعة من الأنشطة غير الضارة. ليس فقط غسل شعرك، ولكن الخروج من السرير بشكل خاطئ في الصباح، والتمدد أو شد الجسم، وحتى العطس!
وواقعيًّا لست هنا بصدد إخافة الناس، فهو أمر نادر جدًّا، فلا نقلق بشأنه، خصوصًا وأنه غير مرجح للغاية، وليس هناك ما يمكنك فعله لمنعه أيضًا. وهنا قد يتساءل شخص ما ويقول على سبيل المثال: لماذا لا نضع مناشف إضافية تحت رقبة المرء في الصالون ربما ستفيد؟! وهنا قد أجيبه بأن الاستيقاظ في الصباح أيضًا يمكن أن يسبب هذا الأمر، فهل من الأفضل ألا ننام أيضًا؟!
وهذا أيضًا يأخذنا إلى تساؤل آخر وهو: هل عرض كألَمِ الرقبة، يمكن أن يكون أحد أعراض تسلُّخ أو تمزُّق بالشريان الفقري؟! لعلَّنا نعي جميعًا أنه من غير المرجح أن يكون هو السائد أو الوحيد، لا سيما وأن ألَمَ الرقبة يمكن أن يكون سببه عددًا كبيرًا من المُسبِّبات، وبالتالي لا يدعو للقلق. بل إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو الأعراض الأخرى الأكثر شيوعًا للسكتة الدماغية، منها ـ على سبيل المثال ـ تراخي عضلات الوجْه، أو صداع شديد يصاحبه غثيان أو تقيؤ، أو الشلل في جانب واحد من الجسم، وفقدان التنسيق في حركة الجسم أو فقدان البصر. فإذا كان الشخص يعاني من أيٍّ من هذه الأعراض، فعليه بالتأكيد التوجُّه إلى قسم الطوارئ بأيِّ مؤسسة صحية.
ختامًا، لا يوجد الكثير الذي يمكن القيام به للوقاية من هكذا حالة، وبشكل أكيد المحتمل ألا تكون أصلًا معرضًا لخطر أكبر في صالون تصفيف الشعر(أو الحلاق) مما أنت عليه في سريرك. آمُل أن يكون هذا المعنى مريحًا، لكنني أفهم إذا لم يكن كذلك!