واكبت مذكرات التفاهم، التي وقَّعتها سلطنة عُمان مع جمهورية تنزانيا المتَّحدة، تطلُّعات وطموحات الشَّعبَيْنِ الصَّديقَيْنِ اللذَيْنِ تربطهما علاقات تاريخية ممتدَّة، والتي تتويجا لهذه العلاقات المتينة الممتدَّة والتي أكَّدتها ورسَّختها جلسة المباحثات التي جمعت حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم وفخامة الرئيسة سامية صولوحو حسن رئيسة جمهورية تنزانيا المتَّحدة ـ حفظهما الله ورعاهما ـ مساء أمس الأول، واللقاء الثنائي الذي جمع جلالة القائد المفدَّى مع فخامة الرئيسة الضيفة صباح أمس، فضلًا عن حفاوة الاستقبال، الذي يؤكِّد عُمق هذه العلاقات الطيِّبة التي تجمع سلطنة عُمان بجمهورية تنزانيا المتَّحدة، حيث حرص جلالة العاهل المفدَّى أنْ يكُونَ على رأس مستقبلي فخامة الرئيسة الضيفة، مستعرِضًا معها العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ وسُبل الارتقاء بها لأرحب الآفاق، وسُبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصالح شَعبَيْهما المشتركة، ويحقِّق المزيد من تطلُّعات وآمال الشَّعبَيْنِ العُماني والتنزاني، إضافة إلى تبادل وجهات النظر تجاه الأمور والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، في محيطهما الإقليمي والعالمي.
ومن المؤكَّد أنَّ هذه المباحثات المُثمرة وحفاوة الاستقبال، والعلاقات التي حرصت سلطنة عُمان دومًا على تنميتها، قد تركت الأثر الإيجابي في نَفْسِ فخامة الرئيسة الضيفة، التي صرحت بكلمات جزلة عميقة المعنى مليئة بالرغبة الصادقة في تعزيز العلاقات القائمة، محمَّلة بالشكر الجزيل لِمَا تقدِّمه السَّلطنة تحت القيادة الحكيمة لجلالة السُّلطان للصَّديقة تنزانيا من دعم ممتدٍّ ومتواصل، معربةً عن أنَّ بلادها عازمة النيَّة على تعزيز العلاقات الاقتصادية بَيْنَ البلدَيْنِ، والبناء على العلاقات التاريخية المتجذِّرة والمستمرَّة؛ لِتكُونَ سلطنة عُمان وجمهورية تنزانيا المتَّحدة نموذجًا متفردًا من العلاقات ذات المنفعة المتبادلة على كافَّة الأصعدة والقطاعات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حرص القائدان على تقديمه للعالم، لِتكُونَ علاقات مُلهِمةً للمحيط الإقليمي والجغرافي للبلدَيْنِ الصديقَيْنِ، ما يعزِّز حركة تجارية تربط القارتَيْن الجارتَيْنِ، حيث تمتلك سلطنة عُمان وجمهورية تنزانيا المتَّحدة موقعَيْنِ استراتيجيَّيْنِ بقليل من التعاون، يستطيعان إحداث الفرق المأمول في المستقبَل القريب المنظور، وسيفتح آفاق تعاون مُثمرة لِمَا يملكه البلدانِ من إمكانات تكاملية، تستطيع تحقيق نهضة اقتصادية تحمل بواعث تنمية شاملة مستدامة، تحمل الخير للشَّعبَيْنِ الصَّديقَيْنِ.
وبنظرة عامَّة يتجلَّى لنا عزم سلطنة عُمان وصديقتها جمهورية تنزانيا المتَّحدة على إقامة علاقات متنوِّعة وممتدَّة، حيث شملت مذكرات التفاهم الست التي تمَّ توقيعها أمس في إطار الزيارة الرسمية للرئيسة التنزانية مجالات متنوِّعة ومتعدِّدة، شملت مجالات الطاقة والسياحة والموارد الطبيعية، والتعليم العالي والتدريب، والمتاحف الوطنية، ومذكرة ثلاثية بَيْنَ غرفة تجارة وصناعة عُمان وغرفة تجارة وصناعة وزراعة تنزانيا وغرفة تجارة زنجبار الوطنية، ومذكرة بَيْنَ جهاز الاستثمار وهيئة ترويج استثمار زنجبار، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم للقِطاع الخاصِّ بَيْنَ الشركة العُمانية لإدارة المطارات ومطار كيلمنجارو، وبَيْنَ الجمعية العُمانية للخدمات النفطية وجمعية تنزانيا لمقدِّمي خدمات النفط والغاز، وبَيْنَ البشائر للحوم والشركة الوطنية لحظائر الحيوانات الحيَّة، وبَيْنَ الشركة العُمانية للاستثمار الغذائي القابضة وجمعية البستنة التنزانية، لتتكامل الأدوار، وتتحقق القفزة الاقتصادية المنشودة، ويعظم التبادل التجاري بَيْنَ الأصدقاء، وليحمل تطلُّعات وطموحات المستقبَل لآفاقٍ واسعة، تُعبِّر عن متانة العلاقات الحاليَّة والقديمة.
وجاءت تصريحات معالي السَّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، والتي أعلن فيها عن إنشاء صندوق استثماري بَيْنَ سلطنة عُمان وجمهورية تنزانيا المتَّحدة يُعنى بالاستثمار في عدَّة قطاعات، منها: الزراعة والصَّيد البحري والتعدين، لترفع من سقف طموحات العلاقات الثنائية، التي كان لهذه الزياة أثَرٌ كبير في دفعها للأمام.