البعض يقتحم المجال الفني بدون فهم الأساسيات

محمود الجابري: هناك استعجال فـي نشر أعمال غير مكتملة فنيا وبها الكثير من النواقص والأخطاء.
غنية المجرفية:الساحة العمانية لا تبحث عن المصور إنما تبحث عن الفنان المتمكن.
خلود التميمية: لكل مصور طريقته فـي تحويل الفكرة وإخراجها بالرؤية التي تتناسب مع خبراته ومقدرته على فهم المتلقي.
آدم العلوي: المصور الناجح يفكر خارج الصندوق ويأتي بأفكار متفردة ونابعة من خطوات مدروسة.

تحقيق ـ يوسف بن سعيد المنذري:
■ ■ لايختلف اثنان على أهمية التصوير الفوتوغرافي في التوثيق وبث الرسائل التوعوية والترويج للسياحة وبلورة الأفكار الإبداعية وتحويلها لمضمون فني، حيث أصبح هذا المجال جزءا أساسيا في صميم الأحداث، فلا يمكن أن يمر حدث بدون توثيق، كما أن البرامج المتخصصة أصبحت توفر مساحة شاسعة لعرض الأعمال، والطلب على المصورين زاد في السنوات الأخيرة سواء لتغطية الفعاليات والأنشطة أو لجوانب ترويجية في تصوير المنتجات والأزياء للوحات الإعلانية وللنشر في شتى المواقع فالصورة لها عمق واسع وتأثير مختلف بما تختزله من تفاصيل، حيث يعدها البعض وسيلة معبرة ولغة تفهمها كل الشعوب، ومع الطفرة الإلكترونية الهائلة التي تشهد تنافسا محموما من أجل تقديم الجديد من قبل الشركات المنتجة أصبح من السهل اقتناء الكاميرا وأصبحت العدسات تشكل حضورا لافتا في كل الأرجاء، فعلى الصعيد المحلي انعكس إيجابا بحصد السلطنة المراكز المتقدمة في المسابقات العالمية فضلاً عن أدوار المصورين والمصورات في استكشاف وتوثيق معالم السلطنة الأثرية والسياحية وحضورهم المميز في المناسبات الاجتماعية والوطنية، إلا أن تزايد العدد بشكل هائل قد أفقد البعض معرفة وتعلم الأساسيات والاستعجال بصعود السلم والغرور وعدم تقبل النقد، ( الوطن ) استطلعت آراء بعض مصوري النخبة حول سلبيات وايجابيات كثرة المصورين . ■ ■

في البداية يقول المصور محمود الجابري رئيس فريق نخل للتصوير الضوئي وعضو الجمعية العمانية للفنون (التصوير الضوئي): لكل مجال وجهان إيجابي وسلبي وتزايد أعداد المصورين يثري الساحة الفنية ويسهم في نشر ثقافة الصورة ويخلق تنوعا فكريا، ولكن يجب أن يكون بشكل منظم ووفق خطوات مدروسة ومحسوبة ففي تنوع الأفكار ينطق الإبداع والذي من خلاله نستطيع الترويج للسلطنة سياحياً، وأضاف: بعض المصورين والمصورات أهدافهم محدودة جدا وقد يصابون بالغرور من خلال اعجاب المتابعين بعيدا عن جودة العمل وقوته ، كما ألاحظ بأن هناك استعجالا في نشر أعمال غير مكتملة فنيا وبها الكثير من النواقص والأخطاء في تكوينها واضاءتها وعدم اختيار الزاوية المناسبة وهنا نستشف غياب فهم الأساسيات المتعلقة بإخراج العمل الفني وخطواته الصحيحة وما يزيد الأمر سوءا عدم تقبلهم للنقد لتجويد أعمالهم ومعالجة الأخطاء وهم في بداية المشوار، حيث يتم الاكتفاء بنشر الصورة ورصد معدل الإعجاب، وأوضح الجابري بأن بداية المشوار في عالم التصوير تتطلب حضور حلقات العمل التدريبية لصقل المهارات وتنمية القدرات ومتابعة المختصين في المجال والاستفادة من ملاحظاتهم.

وقالت المصورة غنية بنت سالم المجرفية عضوة الجمعية العمانية للفنون (التصوير الضوئي) : هذه الأيام الكل يحمل الكاميرا وتزايد عدد المصورين في نظري جميل ولكن الزيادة بدون إنتاج فني راق فهي زيادة لا نرغب فيها لأن العشوائية تؤثر بشكل كبير على الفن الحقيقي الذي نسعى لتطبيقه والحفاظ عليه، وقد رأيت واقع الذين دخلوا مجال التصوير ومع مضي مدة بسيطة أصبحوا ينادون بأعلى صوت بأنهم مصورون محترفون وخبرة ولكنهم لا يملكون المعرفة ولا المهارة ولا التطور في الأفكار الإبداعية وللأسف هذا ينعكس على إنتاجيتهم ويظلون في مكانهم متقوقعين يعيشون في وهم الاحترافية وهم عكس ذلك .
وأضافت: الساحة العمانية لا تبحث عن المصور إنما تبحث عن (الفنان) المتمكن وقبل كل شيء، كي نقول تبحث عن فنانين هو أن نفهم ثقافة الفن والفنان ليس فقط يعرف معنى الصورة بل كيف يحترم الصورة بدايةً ونهايةً بالمختصر يفهم فيزياء الصورة من تكوين وتثليث وكادر وموازنة الاضاءة والظل وإن لم يفعل هذا فهو ليس بفنان وإنما فقط مصور ينتج صورا يكسب منها رزقه أو يبحث عن الإعجاب فمن يريد تعلم فن التصوير ويزيد من معدل خبرته عليه أن يشبع نفسه (ثقافة فنية) ويعرف المصطلحات وأسرار الفن بكل تفاصيلها وأن يراعي في التقاط الصورة بحيث أنه إذا ما رآها أي شخص يفهم مغزاها من غير صعوبة فهذا الفنان الناجح الذي يوصل المغزى للآخرين بطريقة احترافية فالفن يحتاج إلى ملكات أربع هي : المخيلة والفهم والروح والذوق ويرتبط الفن بالجمال وبالحس والذوق الفني بداخلنا .

وفي نفس الإطار يقول المصور آدم العلوي عضو بفريق جعلان للتصوير الضوئي يقول: المصور الناجح هو الذي يفكر خارج الصندوق ويأتي بأفكار متفردة ونابعة من خطوات مدروسة وخطة واضحة المعالم ليشكل بصمة لمسيرته وليكون منافسا في المسابقات المحلية والعالمية، ويتفق العلوي مع بقية المصورين بأن المصور إن لم يصقل مهاراته سيستمر هاويا فقط بعيدا عن عالم الاحتراف.

وترى المصورة خلود التميمية بأن لكل مصور طريقته في تحويل الفكرة واخراجها بالرؤية التي تتناسب مع حجم خبراته ومقدرته على فهم المتلقي مهما اختلف المجال أو الرسالة التي يسعى لإيصالها المصور حيث أتاح هذا المجال للبعض المهنة وفق التخصص في المجال كون المصور أصبح ركيزة أساسية في المشاريع التي تتطلب الترويج، كما أصبح حضور العدسة مهما في مختلف الفعاليات لنقل وتوثيق أهم التفاصيل فالصورة ابتكار ومحتوى ورسالة تختزل ما رأته العين وأنتجته العين الثالثة.