مفاوض: كييف تعتزم استئناف المحادثات مع موسكو بحلول أغسطس

برلين ـ عواصم ـ وكالات: حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج في مقابلة نشرتها صحيفة “بيلد” الألمانية من أن الحرب في أوكرانيا قد تستمر “لسنوات” وحث الدول الغربية على توفير دعم طويل الأمد لكييف. وأكد “علينا أن نستعد لاحتمال أن يستمر ذلك (الحرب) لسنوات. علينا ألا أن نخفف دعمنا لأوكرانيا حتى لو كانت الأكلاف مرتفعة ليس فقط على صعيد الدعم العسكري لكن أيضا بسبب أسعار الطاقة والمواد الغذائية التي تشهد ارتفاعا”. ورأى ستولتنبرج أن هذه الكلفة لا تقارن بالثمن الذي يدفعه الأوكرانيون يوميا على خطوط الجبهة. واعتبر كذلك أنه في حال حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهدافه في أوكرانيا كما فعل عند ضمه شبه جزيرة القرم في 2014، “فسنضطر عندها إلى دفع ثمن أعلى بكثير”. من جهته نبه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الحلفاء الغربيين إلى ضرورة الاستعداد لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا، وحض على تقديم دعم متواصل لكييف أو المخاطرة بـ”أعظم انتصار للعدوان” في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفي مقال حمل توقيعه ونشر على موقع صحيفة “صنداي تايمز”، كتب جونسون إن الدول الأجنبية الداعمة لكييف يجب أن تتحلى بالجرأة لضمان أن يكون لدى أوكرانيا “القدرة الاستراتيجية للصمود، وفي النهاية تحقيق النصر”. وقام جونسون بزيارة مفاجئة لكييف الجمعة، غداة زيارة زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا للعاصمة الأوكرانية لدعم ترشحها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وعرض رئيس الوزراء البريطاني على الرئيس فولوديمير زيلينسكي برنامج تدريب عسكري مكثف للقوات الأوكرانية لمساعدتها في القتال ضد القوات الروسية. ونبّه جونسون في مقالته من ألف كلمة التي نشرت مساء السبت إلى أن “الوقت هو العامل الحيوي الآن”. وأضاف “كل شيء سيعتمد على مدى قدرة أوكرانيا على تعزيز قدراتها للدفاع عن أراضيها في شكل أسرع من تجديد روسيا لقدراتها للهجوم. مهمتنا هي في جعل الوقت يعمل لصالح أوكرانيا”. وحدد جونسون خطة دعم من أربع نقاط “للتمويل المستمر والمساعدة التقنية” ينبغي الحفاظ على مستوياتها “للسنوات المقبلة” وربما تعزيزها. وسبق أن حذر من حرب طويلة الأمد تستمر حتى نهاية العام المقبل، مع تكرار المسؤولين الأوكرانيين دعواتهم للحصول على مزيد من الأسلحة والمعدات. في السياق فتح سيرجي جايداي حاكم منطقة لوجانسك الواقعة في شرق أوكرانيا حيث تدور حاليا معارك عنيفة مع القوات الروسية جيوب سترته الواقية من الرصاص التي وضع فيها خراطيش بنادق وإسعافات أولية، مشددا على ضرورة الاستعداد للأسوأ. وجايداي البالغ السادسة والأربعين هو حاكم منطقة لوجانسك، بما في ذلك مدينة سيفيرودونيتسك، حيث يخوض الروس حرب شوارع، وليسيتشانسك، حيث بات دوي المدفعية أمرا شبه ثابت. وقد عيّنه في منصبه هذا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال جايداي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية “إنه وضع صعب في مدينة (ليسيتشانسك) وفي المنطقة ككل”، إذ إن الروس “يقصفون مواقع قواتنا 24 ساعة في اليوم”. في ليسيتشانسك، هناك مؤشرات على استعدادات لمعركة شوارع، إذ ظهر جنود يحفرون وينصبون أسلاكا شائكة وشرطيون يضعون مركبات محترقة على جوانب الطرق لإبطاء حركة المرور. وأضاف جايداي “هناك تعبير +استعدّ للأسوأ وسيأتي الأفضل من تلقاء نفسه. بالطبع نحن بحاجة للاستعداد”، محذرا من خطر تطويق القوات الروسية مدينة ليسيتشانسك عبر قطع طرق الإمداد. وتابع “نظريا هذا ممكن. هذه حرب، وأيّ شيء قد يحدث، قد نجد أنفسنا محاصرين في نهاية المطاف. ربما سيكون هناك قتال حتى في ليسيتشانسك. هذه حرب”.
إلى ذلك، تعتزم أوكرانيا استئناف محادثات السلام مع روسيا، بحلول نهاية أغسطس المقبل، عندما يتم تنفيذ عمليات لهجوم مضاد. وقال كبير المفاوضين عن كييف، ديفيد أراخاميا في مقابلة مع إذاعة “صوت أميركا” إن أوكرانيا ستكون في وضع أفضل للتفاوض. وأعرب أراخاميا عن اعتقاده بأن أوكرانيا ستجري عملية مع شن هجمات مضادة في أماكن مختلفة، بدون الخوض في تفاصيل. ومع احتدام الحرب في أوكرانيا، توقفت مفاوضات السلام.