هل بدأ عام نزوى الإسلامي ؟ .. بهذا السؤال يطرح الكاتب المصري محمد القصبي فكرته في هذا العدد .. حيث يشير "القصبي" عبر احد لقاءاته ان عمان لا ينقصها التاريخ، بل ينقصها التأريخ ، ويؤكد ان الاحتفاء بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية يحتاج للمزيد من الترويج مؤكدا ان الوقت ما زال متاحا للوصول إلى الشارع العربي والإسلامي ، حيث يقول مازالت الفرصة متاحة لأن نعمل كي تحتل المدينة مكانة مركزية في الذاكرة الجمعية العربية والإسلامية ، ولن يكون هذا بزنزنة الفعاليات في أجواء احتفالية بمدينة نزوى نفسها أو مسقط أو جامعة السلطان قابوس أو النادي الثقافي بالقرم ، هذا مهم ، لكن ما لا يقل أهمية أن يتجاوز أمر المدينة الجغرافية العمانية ، بل والخليجية ، وليت السفارات والملحقيات العمانية في الخارج تعكف على تنظيم ندوات عن تاريخ المدينة وتراثها بالتعاون مع اتحادات الكتاب والجامعات والمراكز البحثية بهذه الدول، على أن يشارك في هذه الفعاليات باحثون متخصصون.
ويواصل الدكتور أحمد بن عبدالرحمن بالخير استاذ الدراسات اللغوية بكلية العلوم التطبيقية بصلالة إطلالته عبر نافذته اللغوية فيطرح في هذا العدد موضوع "جمالية اللغة العربية" ويقول: إن المتأمّل في الثقافة يجد أن لكل ثقافة من ثقافات شعوب العالم عنصرين أساسيين ، هما : الحرية واللغة. فكلما تجذّرت الحرية في المجتمع ، وامتلكها جميع الأفراد ، ازداد العطاء والإبداع في جميع ينابيع الثقافة وفروعها. وحرية الثقافة تزهر وتعبق وتنشر العطور من خلال اللغة المعبّرة عنها ، وعندما تتوسّع أوجه الثقافة يتوجّب على اللغة أن تلبي احتياجاتها في دقة التعابير وأناقتها وجماليتها.
وفي تاريخياته المتجددة يقدم الباحث محمد بن حمد الشعيلي موضوعه هذا العدد بعنوان "انجلترا وفرنسا .. ضد الوجود الهولندي في الخليج"حيث يشير في مقدمته ان النفوذ الفرنسي في المنطقة اخذ يتجه إلى التصاعد في عام 1677م، في الوقت الذي أخذ فيه النفوذ الهولندي يتدهور، ولعل أبرز عوامل ذلك التدهور ترجع في أسبابها إلى الحروب المتتابعة التي خاضتها هولندا ضد انجلترا الفترة بين عامي 1652م و1674م، إذ نتج عن تلك الحروب استنزاف شديد لقوة الهولنديين البحرية والعسكرية، وازداد الأمر سوءاً بالصراع الذي نشب بين هولندا وفرنسا في عام 1674م على عهد لويس عشر 1643–1715م، وفوق ذلك أسفرت الثورة العظمى التي حدثت في انجلترا في عام 1688م عن إقصاء جيمس الثاني عن العرش وارتقاء ابنته ماري وزوجها وليم أوف أورانج العرش كملكين مشتركين، وأصبحت المصالح الهولندية في ظل ذلك الاتحاد تابعة للمصالح الإنجليزية، واستمر ذلك الوضع قائماً حتى عام 1697م.
ويحاور الزميل خميس السلطي في هذا العدد الشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة عشية لقائه به اثناء مشاركته في مهرجان الشعر العماني التاسع الذي أقيم في مدينة نزوى التاريخية ديسمبر من العام الماضي.
كما تنشر الكاتبة عزيزة الطائية ورقة عمل مقدمة لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي بالشارقة بعنوان "أدب الطفل والخيال العلمي" ، يقدم الباحث محمد عبدالله العليان موضوعه حول "اكتشاف أثر مسجد الشيخ العفيف في منطقة خور روري جنوب السلطنة" ، بينما نواصل في العدد تقديم الجزء الأخير من بحث "منهجية كتابة التاريخ الموسيقي" للباحث العراقي حسين اسماعيل الأعظمي.