صلالة ـ «الوطن»:
نظمت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ممثلة في لجنة الشعر الفصيح، وبالتعاون مع كلية الآداب والعلوم التطبيقية بجامعة ظفار، أمس الثلاثاء الجلسة الاحتفائية الخامسة من سلسلة (قراءات في المجموعات الشعرية). الجلسة التي بثت عبر الاتصال المرئي وأدارها الدكتور بسام الشارني تناولت مضامين الاصدار الشعري (وارف كظله) للشاعر العماني الدكتور عمر محروس الصيعري. وقدم الدكتور شفيق النوباني رؤية تحليلية اتخذها من عنوان الديوان مدخلا إلى عوالمه الشعرية، فحلل العنوان الذي يقوم على التشبيه المعكوس، وتناول الملامح التأملية التي تنبني عليها قصائد الشاعر، كما لاحظ النوباني وجود نصوص مرجعية بدت في خلفية بعض قصائد الشاعر، كما هو الحال في قصيدة الشاعر الجاهلي الحطيئة (وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل) التي بدت في خلفية قصيدة من قصائد الديوان، إذ أسهمت هذه النصوص المرجعية في توليد دلالات النص. كما تناول النوباني طبيعة التأمل الذي تنطوي عليه قصائد الديوان، فهو تأمل يتراوح بين الوجودي والفكري والروحي، وهوتأمل كثيرا ما يتجه نحو الذات وتفاعلاتها الداخلية أو تفاعلاتها مع محيطها، إذ يمثل المكان انعكاسا للذات، مما يجعل هذا المكان ملتحما بالذات مرتبطا بها وبذكرياتها وطفولتها. أما شعرية البوح في ديوان وارف كظله فتحدث عنها الدكتور مراد الحاجي، وركزت المداخلة على كثافة حضور البوح في نصوص الشاعر عمر محروس، حتى أن اغلب قصائده يطغى عليها مفاهيم اليوح والسر والتجلى والانكشاف مما يشي حسب قراءة الحاجي بأن الشاعر يعتبر الشعر بوحا بمكنونات الذات غير أن هذا الإلحاح على البوح يجعل النص ينشد إلى مدارات تجعل فيه نفحات رومنطيقية حيث البوح يشترك فيه الشاعر مع الرمال والجبال والأرض. ويقول الحاجي أن البوح والسر متلازمان في قصائد محروس مما يدل على عوائق جمة تمنع الشاعر من أن يعلن كلماته حرة طليقة فيصير البوح منشودا يرافقه الهمس والحنين إلى أن تنفتح الجهات للقول ويتحرر الشاعر من ثنائية الكتابة والمحو ويخرج البوح من الطرس إلى السطح. ويشير الحاجي : لعل طغيان البوح والخوف من كشفه جعل من نصوص الشاعر محاولة للخلاص من قيود التأويل التي يعلن أنه يضيق بها ذرعا، حيث بوحه يحنطه المؤولون ويسيرون به مسارات مقولات شعراء القطيع في حين يرجو لبوحه أن يتحررويكون عاريا من انتظارات تستعبد معناه وتأسره. وهذا ما يجعل الديوان مكاشفة وتجليا يعيدان للرمز قوته ونضارته التي يفقدها في خضم التنميط والسعي إلى المعنى الواحد الأوحد. تضمنت الفعالية قراءات شعرية للشاعر الدكتور عمر محروس الصيعري.