زار معالمها ـ هيثم العايدي:
في رحلة تعريفية بالسياحة الهندية بتنظيم من الخطوط الجوية الهندية زار وفد يضم (الوطن) ووممثلين عن عدد من الشركات السياحية بالسلطنة جمهورية الهند في جولة شملت معالم حيدر اباد ومدن دلهي وجايبور واجرا الذين يعرفون بالمثلث الذهبي للسياحة الهندية.
وقد بدأت الرحلة بحيدر اباد أكبر مدينة في ولاية جنوب اندرا براديش وعاصمتها تلك المدينة التي تأسست على قصة حب بين الأمير محمد قلى وفتاة قروية بالغة الجمال هام الأمير بحبها اسمها بهاجماتي .. وفي موضع قريتها شيد الأمير عند توليه العرش مدينة أطلق عليها بهاجناجار ارضاء لمحبوبته سرعان ما تحول اسم المدينة الى حيدر اباد.
واليوم، تعد حيدر أباد المشهورة بالمذاق الطيب لأرز البرياني وتوأمتها سيكندر أباد المشهورة بالتكنولوجيا والمعلومات.
ومن ابرز المعالم الجديرة بالزيارة في حيدر اباد مدينة راموجي للانتاج السينمائي التي تقع على أطراف حيدر اباد وتمتد على مساحة تقدر بألفي هكتار على سطح يابس ذي طبيعة مرتفعة،وبحيرات موزعة على مساحات متفرقة وعدد من التلال الجميلة .
ووتعد هذه المدينة وجهة لصناع الأفلام السينمائية حيث يقول القائمون عليها ان المنتج يدخلها بالسيناريو وفريق العمل ولا يخرج منها الا باكتمال تصوير فيلمه بشكل كامل نظرا لما تتضمنه من مختلف المجسمات التي تشمل كافة مظاهر الحياة بالهند بل وخارجها التي لن يشعر المشاهد باختلافها عن الاماكن الطبيعية مهما كان دقيق الملاحظة.
فهناك الأحياء الأوروبية والأميركية اضافة الى قرى ومدن بمختلف الولايات الهندية اضافة الى الصحاري كصحراء الربع الخالي أو تجسيم للسواحل بالهند وخارجها.
وتشهد شوارع المدينة التي تضم أيضا مكاتب ادارية وعدد من الصحف ومحطات التلفزة حركة نشطة للحافلات لاتي تقل السياح والزوار لتطوف بهم أنحاء تلك المدينة التي تضم ايضا سلسلة من الفنادق الضخمة لسكن المنتجين وصناع السينما والسياح على حدٍ سواء. ناهيك عن منطقة مخصصة لمسابقات المغامرات والتحديات.
وعلى طرف آخر من حيدر اباد تقبع مدينة أبولو الطبية حيث تعد مجموعة أبولّو أكبر مقدم لخدمات الرعاية الصحية في آسيا، وتقدم خدمات صحية على المستوى العالمي وهي أول المستشفيات الحاصلة على اعتماد اللجنة الدولية المشتركة لجودة الرعاية الصحية (JCI) في الهند، وقد نمت لتشمل عدة منشآت صحية عالمية، منها اضافة لحيدر اباد مستشفيات في بنجالور وتشيناي ونيو دلهي وغيرها.
وتضم مستشفيات أبولو التي تمتد علاقتها مع السلطنة الى نحو عقد من التعاون نحو 57 مستشفى في الهند تغطي كافة مناطقها فيما عدا مومباي نظرا لضيق المساحة لان مستشفيات أبولو لا تفتتح فرعا الا على مساحة كبيرة حتى يتسنى لها تقديم الخدمات كما يقول المسؤولون هناك.
كما تضم مستشفيات أبولو 1400 صيدلية في رقم كبير تطمح ابولو الى رفعه لـ2000.
وقد قامت مدينة أبولو الطبية في حيدر اباد بعمل 25 عملية عيون في شهر واحد لمواطنين عمانيين وهو رقم كبير مع العلم انه لم تسجل أخطاء طبية خلال العام الماضي.
وتضم مدينة ابولو الطبية في حيدر اباد بين فريقها مترجمين للغة العربية لمساعدة المرضى القادمين من المنطقة.
وبالتعاون بين المدينة الطبية في حيدر اباد والفروع المنتشرة في الهند وأيضا فرعها في السلطنة الذي يعد الوحيد بمنطقة الخليج تقدم مستشفيات ابولو خدمات علاجية متكاملة مع متابعة مستمرة من الأطباء بالمدينة الطبية في حيدر اباد الذين يتواجدون في فرع السلطنة لـ3 أيام كل شهر قد تزيد حسب الحاجة.
ويقوم فرع السلطنة باجراء الفحوصات اللازمة كما تمتاز مستشفيات ابولو بعدم وجود فترة انتظار كما يتم نقل الحالة من السلطنة الى الهند في بعض العمليات الدقيقة حيث تولى مجموعة ابولو استقبالها فور وصول الطائرة الى المطار.
وفي مدينة ابولو الطبية في حيدر اباد يوجد قطاع كبير لفحوص السرطان والمسح الذري والعلاج الكيماوي وعمليات زراعة النخاع وفي قطاع فحوص السرطان يوجد جهاو مسح ذري للكشف عن السرطان يعتبر هو الأول من نوعه في الهند وهو جهاز حساس للغاية يتعدى سعره المليون دولار حيث يقوم بمسح كامل للجسم للكشف عن وجود خلايا سرطانية في عملية تتكلف نحو 600 دولار وتستغرق نصف ساعة تسبقها ساعة ونصف تبدأ مع اعطاء حقنة يكون الجلوكوز أهم مكوناتها.
فالجهاز يقوم على مراقبة حركة الخلايا بعد الحقن بالجلوكوز لكنه لا يعمل على كشف سرطان الدم نظرا لكثرة الخلايا ونشاطها في الدم.
كما يوجد ايضا العديد من أجهزة المسح في مدينة ابولو الطبية بحيدر اباد منها جهاز جاليوم و(سبيكت سي تي) وفارجان وهي أجهزة تحدد بدقة موضع الاصابة بالسرطان وتقدم صورا ثلاثية الابعاد.
والزائر لحيدر اباد لا بد له من المرور بتشارمينار ذلك المسجد ذو المنارات الاربع والذي يحيطه الان سوق يحمل نفس الاسم وتم تأسيسه من قبل مؤسس حيدر أباد عام 1591 في مركز تخطيط المدينة الأصلي ويتكون من أربع مآذن رشيقة ترتفع إلى ارتفاع 48.7 م فوق سطح الأرض.
ويطل شارمينار على أربعة طرق رئيسية وكل كل مئذنة فيه تتكون من أربعة طوابق ويفصل بين كل طابق وآخر شرفة وبداخل كل واحدة نحو 149 سلمة يمكن للزائر استخدامها للصعود لاعلى ليتمتع بمنظر خلاب للمدينة.
ويقع المسجد في الطرف الغربي من السقف المفتوح والجزء المتبقي من السقف كان بمثابة محكمة خلال فترات حكم قطب شاهى.
قصر تشاو محل
وهناك أيضا قصر تشاو محل الذي كان أحد مقرات حكم حيدر اباد عندما كانت خاضعة لحكم نظام الملك وقد بني هذا القصر في عدة مراحل وهو الآن واحد من المباني التراثية ويضم أربعة قصور تجمع بين الطراز المغولي والطراز الأوروبي مع عدد من القاعات التي تحوي ممتلكات عائلة نظام الملك.
وقد اكتمل بناء هذا القصر في عهد افضل الدولة اصف جاه الحاكم الخامس من أسرة نظام الملك (1857 ـ 1869) ويعتقد انه أخذ طراز قصور شاه ايران.
والجزء الجنوبي من القصر والذي يعد هو الأقدم يتكون من 4 قصور (أفضل محل وماهتاب محل وثانيات محل وأفتاب محل) ويغلب عليها الطابع التقليدي.
أما الجزء الشمالي من جو محل فبه رواق كبير يحوي مجموعة من الغرف وفي جزئه الشرقي توجد النافورة الرئيسية والحوض ويمتزج فيه الفن المغولي بالفارسي لتخلف تحفة معمارية باقية حتى وقتنا هذا.
متحف سالار جونج
وبعد قصر تشاو محل يمكن العروج الى متحف سالار جونج الذي يأخذ الزائر في ابحار وسط مقتنيات وتحف أثرية من مختلف الأماكن والتي جمعها مير يوسف علي خان (1889 ـ 1949) والذي كان رئيسا لحكومة حيدر اباد وكان مولعا بجمع التحف حتى خلف هذا المتحف الذي يضم واحدة من أكبر المجموعات من التحف في العالم وتشمل الخزف الصيني ، كية اليابانية ، والتماثيل الشهيرة بما في ذلك محجبات ريبيكا ومارجريت وأحد الشياطين السبعة الرئيسيين وهي تماثيل من الرخام تميزت بالابداع والدقة في صنعها، ومجموعة رائعة من الخناجر والتحف الأوروبية ومجسمات الجنود في العصور المختلفة اضافة الى لوحات فنية نادرة. مقسمة جميعها في قاعات مختلفة يتنقل بينها الزائر ويكون قرار الخروج من بين هذا العبق التاريخي المتنوع واحدا من أصعب القرارات.