هيثم العايدي
إذا كانت الزيارات الرسمية على مستوى قادة الدول تُعد خير معبِّر عن مستوى ما يجمع القيادات من عمق في العلاقات الأخوية وتطلع إلى تدعيم وتطوير هذه العلاقات.. فإن الزيارة التي يبدأها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عمان اليوم تحمل خصوصية وعمقا؛ كونها تأتي تتويجا لجهود من التشاور والتنسيق بين حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ وفخامة الرئيس المصري وانعكاسا لما يجمع البلدين من علاقات ضاربة في عمق التاريخ وتعاون مشترك يشمل العديد من المجالات وتطلع لدى قيادتَي وشَعبي البلدين إلى المزيد من التعاون.
وبالتأكيد ستعمل هذه الزيارة التي تعد الثانية لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عُمان، وستشهد أول قمة بينه وبين جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم، على البناء على ما تم خلال الزيارة السابقة للرئيس المصري (في عام 2018) حيث تم الاتفاق خلالها على أهمية العمل على تطوير التعاون بين البلدين، خصوصا على الصعيد الاقتصادي وتعزيز التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى العلاقات المتميزة بين البلدين، وذلك من خلال القنوات المختلفة وعلى رأسها اللجنة العُمانية المصرية المشتركة.. بالإضافة إلى تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة بين الجانبين.
وهذا الحرص على تعزيز التعاون بين الجانبين ينبع من حرص البلدين على تحقيق المعدلات المنشودة من النمو الاقتصادي، خصوصا مع شروع البلدين في خطط وبرامج تنموية ضخمة وامتلاكهما رؤى مستقبلية تتمثل في (عُمان 2040) و(مصر 2030) وبما تضمه الرؤيتان من مرتكزات وغايات تفتح المزيد من الشراكات على مختلف القطاعات.
كما أن حرص كل من سلطنة عُمان ومصر على تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة وأهمية الحفاظ على كيانات ومؤسسات الدول وحماية وحدتها الإقليمية وصون مقدرات شعوبها.. أوجد رغبة لدى قيادتي البلدين للتنسيق والتشاور المستمر وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وخلال الزيارة السابقة لفخامة الرئيس المصري توافقت رؤى الجانبين العُماني والمصري بشأن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وخصوصا اليمن بشكل يخفف المعاناة اليومية للشعب اليمني الشقيق، إضافة إلى قضايا المنطقة الأخرى.
ومثلما كانت كل هذه الملفات حاضرة في آليات التشاور والتنسيق بين البلدين، سواء من خلال الرسائل والاتصالات الهاتفية بين القيادتين أو الوفود المتبادلة .. فإنها أيضا ستكون حاضرة خلال المباحثات التي ستشهدها الزيارة وبما يحقق النتائج المرجوة انطلاقا من الاحترام والأخوة المتبادلة بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي.