د. أحمد بن سالم باتميرا
علاقاتهما راسخة وتاريخية ووثيقة، فالتواصل الحضاري بين سلطنة عُمان ومصر بدأ بجلب اللبان منذ مصر الفرعونية في عهد الملكة حتشبسوت التي سعت إلى مد يد الصداقة والسلام، وتواصلت هذه العلاقات التاريخية والطيبة في الماضي والحاضر، وشهدت الكثير من المواقف السياسية التي لا تنسى.
فالعلاقات العُمانية المصرية اتسمت بالخصوصية القائمة على الاحترام والتقدير المتبادل عبر المراحل التاريخية المختلفة، وستبقى وطيدة ومستمرة وطيبة مهما تغيرت القيادات والأحداث، وزيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لسلطنة عُمان هي ترجمة حقيقية لمتانة هذه العلاقات الثنائية الوثيقة، وتتويج للعديد من اللقاءات والاتصالات بين قادة البلدين الشقيقين.
فزيارة ومحادثات فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم لمسقط ولقاؤه بأخيه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ تكتسب أبعادا مهمة ومحورية في العلاقات الثنائية الطيبة من جهة، وما تمر به المنطقة العربية والعالم من أحداث وتطورات من جهة ثانية، والتي تتطلب من قيادتي البلدين مناقشتها بكل وضوح وشفافية للمِّ الشمل العربي وتجاوز الأزمات والتحديات بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام، خصوصا وأن القمة العُمانية المصرية تأتي وسط حراك سياسي ودبلوماسي عربي قبل انعقاد القمة الأميركية مع قادة وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن ومصر والعراق في المملكة العربية السعودية الشهر القادم.

لذا فإن العلاقات الثنائية بين مسقط والقاهرة راسخة وتاريخية، وتزداد رسوخا وثباتا في عهد جلالة السُّلطان هيثم بن طارق والرئيس عبد الفتاح السيسي مع هذه الزيارة، التنسيق الكامل والتشاور الدائم هو سمة العلاقات بين البلدين الشقيقين على مختلف المستويات.
فالقمة العُمانية المصرية تأتي وسط ظروف شائكة تمرُّ بها المنطقة، تتطلب من البلدين التدخل بحكمة للإسهام في حل القضايا المطروحة على الساحة، خصوصا وأن البلدين قد لعبا على مدى السنين الماضية دورا تاريخيا وأدوارا في غاية الأهمية في حل العديد من القضايا العربية والدولية. لما يحظى به البلدان من مكانة عربية ودولية، ولما تتميز بهما علاقاتهما من تاريخ عريق ووثيق، ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية المرتبطة بإرساء السلام، ودعم جهود استقرار المنطقة، ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
وبما أنها الزيارة الأولى للرئيس المصري لسلطنة عُمان في عهد جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ فإن جلسة المباحثات ستكون شاملة لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسوف تكون بلا شك أيضا فرصة لمراجعة بعض الأمور بينهما فيما يخص تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستفادة من تجارب البلدين في مختلف المجالات.
فالعلاقات العُمانية المصرية يحتذى بها، لما لها من تاريخ طويل من التنسيق والتعاون المشترك في خدمة قضايا الأمة، حيث تميزت العلاقات بين البلدين في الماضي والحاضر بالعمق والمتانة والاستقرار، فهما يعدان ركيزتين أساسيتين من ركائز استقرار المنطقة والعمل العربي المشترك.
أخيرا، نقول لفخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حللت أهلا ونزلت سهلا في أرض سلطنة عُمان أرض السلام والتاريخ والحضارة، متمنين لمصر العروبة والقلب الكبير دوما الرخاء والاستقرار والأمن والأمان. والله من وراء القصد.