تُمثِّل الزيارة الرسمية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إلى سلطنة عُمان اليوم مدخلًا جديدًا يُعمِّق من العلاقات العُمانية المصرية الأخوية التي تتَّسم بالمتانة طوال التاريخ الحضاري الممتدِّ لآلاف السنين، والتي لم تتأثر يومًا بأنواء السياسة، ولم يعكر صفوها حدث مهما كان تأثيره، وذلك بفضل روابط الأخوة القائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتي تنظر بعناية إلى مصلحة الشعبين الشقيقين، بعيدًا عن التشنجات التي تؤثر سلبًا على تلك الروابط، كما يحمل الطرفان دائمًا مشاعر طيِّبة تتخطَّى العلاقات الثنائية، وتعمل على الاستفادة من الثقل والمكانة الإقليمية للبلدين، بشكْلٍ يحفظ دائمًا الأمن والاستقرار الإقليمي، وهو سَمْتٌ فريد يتجلَّى في العلاقات العُمانية المصرية، أسهم بالتأكيد في مواقف عدَّة في إيجاد حلول لمشاكل كادت تعصف بأمن واستقرار المنطقة، التي تحمل جميع دولها مكانة خاصة للجانبين العُماني والمصري.
ولعلَّ أهمَّ ما يميِّز هذا اللقاء الأوَّل من نوعه الذي يجمع حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ بأخيه فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أنَّه يأتي في خضمِّ مساعٍ حثيثة من القاهرة ومسقط، نَحْوَ تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، وذلك وفق خطط وبرامج تتجلَّى في رؤية عُمان 2040، وخطط النهوض المصري 2030، اللتين تحملان شَعبَيْ سلطنة عُمان ومصر نَحْوَ آفاقٍ جديدة تحمل طموحاتهما وتطلعاتهما لرحابة المستقبَل، وفق خطط وبرامج إصلاحية تستشرف الحاضر لبناء المستقبَل، الذي يستحقه أبناء عُمان ومصر، لتكون تلك الخطط والبرامج مِحْور نقاشات قيادتَي البلدين الشقيقين؛ بهدف تعزيز أوْجُه التعاون الثنائي، وتطويره نَحْوَ آفاقٍ أرحب لمستقبَل أكبر إشراقًا ونماءً وازدهارًا.
وبحسب البيان الصادر عن ديوان البلاط السُّلطاني، فسيتمُّ خلال هذه الزيارة بحثُ عددٍ من المجالات ذات الاهتمام المشترك، وخدمةً لمصالح البلدين الشقيقين وبما يحقِّق تطلعات وآمال شَعبَيْهما، إضافةً إلى بحثِ عددٍ من الموضوعات التي تهمُّ الجانبين في ضوء المُستجدات الإقليمية والدولية، مما سيزيد من الزَّخم الإعلامي المتابع للزيارة التي يترقبها المحيط الإقليمي والعالمي؛ نظرًا للدَّور المُهمِّ الذي تلعبه الدولتان في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، والمساعي الدائمة لتقريب وجهات النظر وإنهاء الخلافات، بشكْلٍ يزيد من مستوى التعاون البنَّاء بَيْنَ شُعوب ودوَل المنطقة، ما يصبُّ في تحقيق الأهداف التنموية لكافَّة أبناء المنطقة. فالدَّور العُماني والمصري كان دائمًا يدفع نَحْوَ تحقيق تلك المصالح والآمال التي يتطلع لها الجميع (دوَلًا وشُعوبًا).
ويدرك قائد البلاد المفدَّى وأخوه فخامة الرئيس الضيف، التطلعات التي ينتظرها أبناء عُمان ومصر من وراء هذه الزيارة، وسيعملان معًا على تحقيق تلك التطلعات، وتقوية أواصر الأخوة بعلاقات قائمة على تحقيق المصالح المشتركة، خصوصًا البُعد الاقتصادي منها. فالمنتظر من وراء الزيارة يرسِّخ أهميَّتها، ويدفع الجميع نَحْوَ تحقيق التكامل المنشود القائم على تبادل المنفعة، خصوصًا مع ما يملكه الجانبان من مُقوِّمات واعدة، جغرافية وبَشَرية وطبيعية، قادرة على إحداث الفارق في المستقبَل القريب، وبناء منظومة من التعاون تكون مثالًا يحتذى به على المستويين العربي والعالمي، فالبلدان يملكان رصيدًا كبيرًا من الاحترام بَيْنَ دوَل وشُعوب المنطقة والعالم، يجعلهما أكبر قدرة على تحقيق أهدافهما المشتركة.