[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
يعيش النازحون العراقيون محنة حقيقية، دون أن تتحرك أطراف داخلية ولا عربية ولا دولية ولا منظمات إنسانية للوقوف معهم وايجاد حلول لمعاناتهم المتزايدة.
لا أحد يتحدث عن اربعة ملايين نازح عصف بهم العنف بكل أشكاله وشردهم من منازلهم وشتت العائلة الواحدة، ولا أحد يدافع عن عمليات الحرق والسرقة التي تطال بيوتهم وممتلكاتهم في وضح النهار.
عندما خرج المتظاهرون في اعتصامات واسعة في عدة محافظات عراقية، تصدرت أخبار الاعتصامات السلمية الفضائيات ونشرات الأخبار والوكالات والإذاعات، وبثت الفضائيات لساعات وساعات وعلى مدى عام كامل هتافات وكلمات وتصريحات قادة المظاهرات من سياسيين حكوميين ومعارضين للحكومة والعملية السياسية، وظهرت وجوه جديدة لناشطين ومحللين وسياسيين جدد، امتلأت الشاشات بهم وبالحشود المليونية، وما أن تنتهي الصلاة في كل جمعة، ويخطب هذا ويصرخ ذاك، حتى يذهب الجميع إلى موائد عامرة أو في أفضل حال يكون في بيته مع اسرته ينال ما يريد من مأكل وملبس ، لكن غالبية الناس والعوائل والاطفال من المناطق والمحافظات التي شاركت بالمظاهرات والاعتصامات من اواخر عام 2012 حتى نهاية عام 2013، أصبحوا في العراء، نازحين مشردين يرزحون تحت وطأة البرد والجوع والحاجة والمرض.
أطفال وشيوخ يموتون دون أن تقام لهم مراسم العزاء، بل وللأسف الشديد، يقول أقاربهم رحم الباري بهم وخلّصهم من الجحيم اليومي.
السياسيون المتأنقون الذين كانوا يتسابقون لحضور الاعتصامات، ويُظهرون حرصا كبيرا وعزيمة شديدة لمؤازرة المعتصمين والدفاع عن حقوقهم وعن عوائلهم ومعتقلاتهم ومعتقليهم، أصبحوا الآن في المنطقة الخضراء يعيشون برفاهية وترف ولا أحد منهم يسأل عن ملايين النازحين.
لم نسمع من هؤلاء وغيرهم عن موقف جاد وحاسم يقول للحكومة الآتي:
يجب عودة جميع العوائل النازحة إلى بيوتها ويجب منع حملات تفجير المنازل وسرقة الممتلكات واعتقال الناس والقتل اليومي.
لم نسمع بإقرار تعويضات للعوائل التي خسرت الكثير بسبب نزوحها، وأن النازحين المساكين المغفلين المغضوب عليهم قد أوصلوا هؤلاء في مسرحيات هزلية اسمها الانتخابات لكراسي الرفاهية والترف.
لم يقف الأمر عند ساسة العراق وموقفهم من الملايين من النازحين العراقيين، بل يشمل ذلك الدول العربية التي تستقبل قادة الحكم في العراق، الذين يوغلون في إيذاء النازحين بمختلف الوسائل والأساليب، وتصمت دول العالم أيضا والمنظمات الدولية تهادن الحكومة.