فيما تستمد العلاقات العُمانية المصرية متانتها من عُمق التاريخ والموثَّق بالأدلة قبل ما يقارب 3500 سنة قبل الميلاد.. فإن هذه العلاقات تشهد تطورات متتالية من منطلق حرص قيادتي البلدين على ترسيخ دعائمها واستكشاف آفاق تعزيزها.
والمباحثات التي تجري بين حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها فخامته إلى سلطنة عُمان، عملت على المُضي قُدمًا بهذه الآفاق إلى ما يرتقي لمستوى طموحات الشعبين العُماني والمصري الذي يكنُّ كل منهما للآخر الكثير من التقدير والاحترام.
ولعلَّ المواقف الإيجابية المتَّخذة من قِبل البلدين على الصعيد السياسي تعكس مستوى الرُّقي الذي بلغته هذه العلاقات النموذجية، سواء على مستوى التعاون الثنائي في مختلف المجالات أو التنسيق المتبادل في إطار العمل العربي المشترك.
وهذه المواقف الإيجابية والتي منها تطابق الرؤى تجاه القضايا الإقليمية والدولية، بل ووقوف سلطنة عُمان الدائم إلى جانب الشقيقة مصر في العديد من الملفات الحيوية والتي تخصُّ الأمن القومي المصري مِثل جهود مصر لمكافحة الإرهاب وكذلك مفاوضات سدِّ النهضة، والتي أكَّدت فيه السلطنة وجوب التوصل إلى اتفاق يُلبِّي مصالح جميع دول الأطراف أمْر يشجع على المزيد من الانسجام والتشاور والتفاهم والتنسيق والتعاون المشترك تجاه العديد من القضايا الأخرى، وكذلك تجاه كافَّة مهددات الأمن القومي العربي لتبقى العلاقات العُمانية المصرية أحد الأُسُس التي يرتكن عليها الاستقرار والأمن للبلدين بصِفَة خاصة وللمنطقة بشكْلٍ عام.
المحرر