بالضوء وثق عراقة الأماكن وحياة الناس

كتب ـ خالد بن خليفة السيابي:
الشغف الفني والحس الضوئي دفع بالمصور عبدالله بن خميس العبري لتوثيق مشاهد متنوعة تعود بنا إلى أيام الزمن الجميل زمن البسطاء والحياة والسكينة، حيث وثقت عدسته جمال العادات والتقاليد العمانية الأصيلة وأبرزت عراقة الحارات القديمة بولاية الحمراء وأيضا حطت رحال عدسته ببيت الصفا الذي يضم في جنباته تجسيدا لحياة العمانيين قديما.
وحول هذه المشاهد يقول عبدالله العبري : الحارات القديمة هي الرّحم الأول الذي فرّخ المدن ، هذه الحارات بدأت تستعيد عافيتها بجهود المخلصين لها، حيث بدأت الكثير من المشاريع الشبابية باستغلال بعض المرافق وتحويلها إلى مقاه ومتاحف وغيرها.
عندما تتجول في الحارة القديمة بولاية الحمراء ، فإنك تستعيد بالمشاهد التي تراها سيرة حارات كثيرة في عمان ، فالسكيك هي السكيك، والأبواب هي الأبواب، والوجوه تتشابه، والسائح المنبهر بالتفاصيل الموغلة في القدم هو نفس السائح الذي هرب من الحداثة، وعندما تصل إلى الحارة القديمة في ولاية الحمراء ستنبهر بتفاصيل الأبواب والكتابات المحفورة عليها والتي يزيد عمر بعضها عن ١٢٠ عاما ، ستنبهر بتلك التفاصيل الطينية وتشم روائح من مرّوا ومن بنوا . وأضاف: تصل إلى (بيت الصفا) البيت الذي يمتلئ بتفاصيل كثيرة يصعب حصرها بداية من المشغولات القديمة وانتهاء بتجسيد الحياة القديمة على أرض الواقع، تفاصيل كثيرة ومكونات أكثر هذا البيت الذي ظل صامدا حوالي ٤٠٠ سنة وكان له تأثير كبير على الحياة الاجتماعية بدأ يستعيد بعض وهجه مرة أخرى.
ويبعث ( العبري ) رسالة لكل زائر يبحث عن جمال الأماكن بقوله : لا يتسع وقتك أيها الزائر للإحاطة بها في زيارة واحدة، وكأنه كتب عليك العودة مرة أخرى، لتكمل حديث القرى ، فصور الجمال ممتدة، وأجزاؤه لا تنتهي، وأنت مرحب بك حيث يممت سمعك وبصرك لتستوعب ذلك الحديث الممتد جمالا وخلودا، ستعود لترى تفاصيل الحياة التي العمانيون تتجسد أمام ناظريك، ليس عبر شاشة ولكن كحقيقة تمارس بكل دقة .