كيتو ـ أ ف ب: بعد ساعات على تعليقه الحوار مع قادة السكان الأصليين الذين يترأسون حركة احتجاج على غلاء المعيشة في الإكوادور، أفلت رئيس الإكوادور مساء الثلاثاء من الإقالة مع رفض البرلمان مذكرة بهذا الشأن تحمله مسؤولية الأزمة السياسية في الإكوادور. حصلت مذكرة إقالة جييرمو لاسو، بسبب سوء إدارته للتظاهرات التي تشل الإكوادور منذ اسبوعين، على تأييد 80 صوتا، فيما كان يحتاج تمريرها إلى 92 صوتا على ما أظهرت النتائج التي تلاها الأمين العام للبرلمان الفارو سالاسار في جلسة افتراضية نقلت عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكان لاسو انتخب في مايو 2021.
وتتمتع المعارضة البرلمانية بالغالبية في البرلمان الذي يضم 137 نائبا والمؤلف من مجلس واحد إلا أنها منقسمة. وقد صوت 48 نائبا ضد مذكرة الإقالة التي عرضها حزب الرئيس الاشتراكي السابق رافاييل كوريا الذي حكم الإكوادور بين العامين 2007 و2017. وفي اليوم نفسه، أعلن لاسو تعليق الحوار الذي بوشر الاثنين مع قادة التظاهرات مبررا قراره هذا بمقتل عسكري في هجوم في الليلة السابقة.
وقال رئيس الإكوادور المحافظ في كلمة مقتضبة “لن نجلس مجددا للحوار مع ليونيداس إيسا الذي لا يدافع إلا عن مصالحه السياسية وليس عن مصالح قاعدته” منددا ب”هجوم إجرامي”.
ويترأس ليونيداس إيسا اتحاد السكان الأصليين(كوني) النافذ في الإكوادور الذي يشكل رأس حربة التظاهرات التي تشل الإكوادور منذ أكثر من أسبوعين للمطالبة خصوصا بخفض أسعار المحروقات. وتشكل كيتو التي يتجمع فيها نحو عشرة آلاف متظاهر من السكان الأصليين من أصل 14 ألف محتج في كل أرجاء الإكوادور مركز هذه التعبئة. وجالت مجموعة تضم عشرات المتظاهرين الثلاثاء في العاصمة حول حرمين جامعيين ومركز ثقافي يشكل قاعدة لهم مسلحين بحراب أو دروع، فضلا عن حي الكاتدرائية. ولم يسجل وقوع أي حادث كبير او مواجهة الثلاثاء. وقال وزير الداخلية باتريسيو كاريو إن الحكومة “لا تنوي فرض حالة الطوارئ مجددا. الوضع يسوده الهدوء”. وكانت احتجاجات سابقة قادها السكان الأصليون أسفرت عن سقوط ثلاثة رؤساء بين العامين 1997 و2005.