يقدم «9» تخصصات صحية وأسهم فـي تخريج «614» خريجا وخريجة
منال الزدجالية: توفير بيئة تعليمية تخصصية ذات
جودة عالية لبناء القدرات والمهارات فـي المجالات الصحية

كتب ـ سليمان بن سعيد الهنائي:
■■ يُولي المعهد العالي للتخصصات الصحية التابع لوزارة الصحة جلَّ اهتمامه في إعداد وتأهيل الكوادر الصحية مهنيًّا لرفع كفاءاتهم، حيث يُعدُّ من الصروح العلمية المتفردة على مستوى دول الخليج العربي والشرق الأوسط، كما يقدم المعهد (9) تخصصات وأسهم منذ إنشائه في تخريج ما يقرب 614 خريجًا وخريجة في كافة التخصصات المتوافرة، ويقوم المعهد في استقطاب الفئات الصحية المتخصصة سواء على المستوى المحلي أو الخارجي. حول ذلك تحدثت الدكتورة منال بنت عبدالمجيد الزدجالية ـ عميدة المعهد العالي للتخصصات الصحية بوزارة الصحة قائلة: إنَّ المعهد العالي هو مؤسسة تعليمية عالية تتبع وزارة الصحة، وقد أولت وزارة الصحة اهتمامًا كبيرًا لتنمية الموارد البشرية وحرصت على ترقيته ليكون بديلًا عن معهد عمان للتمريض التخصصي، وجاء إنشاؤه بهدف إعداد وتأهيل الكوادر والفئات الصحية الملتحقة تأهيلًا مهنيًّا في التخصصات الصحية المختلفة وتطوير وتنمية المعارف والمهارات للكوادر والفئات الصحية في التخصصات الصحية، ورفع كفاءتهم من خلال الدورات التدريبية، والتعليم المستمر، تنمية البحث العلمي، وتأصيله في التخصصات الصحية، وتهيئة بيئة مناسبة تحفز على التعلم والإبداع والابتكار والريادة في المجالات الصحية، وتوثيق الصلات والروابط العلمية مع الجامعات والمعاهد المتخصصة المماثلة والمؤسسات المهنية داخل السلطنة وخارجها، وكذلك المساهمة في تنمية وتعزيز صحة المجتمع من خلال نشر الوعي الصحي بين أفراده. ■■
صرح متفرد
وقد أوضحت العميدة أن المعهد يُعد من الصروح العلمية المتفردة غير المتوافرة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، ويقدم المعهد 9 تخصصات صحية على مستوى دبلوم الدراسات العليا، تنبثق من رؤيته ليترجم الدور الذي أنيط له من أجله في والذي يركز على الريادة في التعليم الصحي التخصصي ونتطلع إلى تقديم برامج تخصصية جديدة تلبي حاجة المجتمع العماني والمؤسسات الصحية المختلفة.
وأما عن التخصصات التي يقدمها المعهد ويركز عليها أفادت العميدة منال الزدجالية بأن المعهد يقدم للمنتسبين من الكوادر الطبية المساعدة في مقدمتها مَنْح درجة البكالوريوس في برنامج القبالة ودبلوم الدراسات العليا وفي تخصصات التمريض الكلى وتمريض العناية الحرجة للأطفال وحديثي الولادة وتمريض العناية الحرجة للكبار وتمريض الصحة النفسية وتمريض الطوارئ وتمريض صحة المجتمع ومكافحة ومنع العدوى وإدارة الخدمات الصحية والقبالة.
مهارات المنتسبين
وعن الإضافات والمميزات قالت الدكتورة: إنَّ هناك العديد من هذه البرامج يتم فيها إكساب المنتسبين إليها المهارات والعلوم الأساسية المبنية على أحدث الأدلة والبراهين العلمية تقدم بواسطة نخبة منتقاة من أعضاء هيئة التدريس ممن لديهم الكفاءة العلمية والخبرة العملية وذلك من خلال توظيف أحدث أساليب التعلم المتاحة، مشيرة إلى أن إدارة المعهد تحرص على تدريب المنتسبين ميدانيًّا بالتعاون مع المؤسسات الصحية والمجتمعية المختلفة كلًّا حسب تخصصه ليسهم في إثراء خبراتهم العملية والعلمية وصولًا للمستوى المنشود ورفع كفاءة وجودة التعليم الصحي التخصصي مما يكون له الأثر البالغ على جودة الخدمات الصحية المقدمة بالسلطنة.
وتحدث الدكتورة منال عن أبرز الأهداف قائلة: نحرص بكل ما يتوافر لدينا من مقوِّمات لإعداد كوادر صحية مؤهلة من خلال توفير بيئة تعليمية ملائمة وبرامج تخصصية ذات جودة عالية، تسهم في تنمية وبناء القدرات والمهارات البحثية، وإيجاد الحلول لبعض القضايا الصحية، ترتكز ممارساتها القائمة على الأدلة والبراهين، وتعزز القيم العمانية والحس بالمسؤولية، كما يستجيب المعهد العالي لمتطلبات المجتمع ورفاهيته واحتياجاته الصحية والمهنية.
تطوير الكوادر
وأشارت إلى أن التعاون بين المعهد والجهات الأخرى سواء على المستوى المحلي أو الخارجي المتمثل في جانب تطوير الكوادر الطبية المساعدة، مبيِّنةً أن المعهد يقبل الطلاب من مختلف محافظات السلطنة، بالإضافة إلى طلاب من دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، بحيث يتم اختيار وقبول ما يقارب (24) طالبًا سنويًّا لكل برنامج، ويأتي ذلك بناءً على الاحتياجات المدروسة للمؤسسات الصحية، ليتم تدريبهم في مؤسسات صحية مختلفة كلًّا حسب تخصصه، موضحة أنه خلال الخمسة أعوام المنصرمة بلغ عدد الخريجين (567) خريجًا وخريجة على مستوى دبلوم دراسات عليا و47 على مستوى بكالوريوس في القبالة، وحصل عدد من الخريجين على بعثات ومِنَح دراسية لاستكمال دراساتهم العليا سواء محليًّا في جامعة السلطان قابوس أو دوليًّا في جامعات عالمية.
وقالت: يبلغ عدد المنتسبين من الطلبة في المعهد حاليًّا (97) طالبًا وطالبة، ومن المتوقع أن يزيد هذا العدد في العام الأكاديمي القادم، وسلطنة عمان في مرحلة التعافي من الجائحة، وهذا يعني أن المؤسسات الصحية يمكن لها أن تمنح فرصة لموظفيها للدراسة حيث تم تعديل شروط القبول والهدف من ذلك لإعطاء فرصة لأكبر عدد ممكن للالتحاق ببرامجها، ومع هذا التعديل فإنه يمكن لحملة دبلوم التمريض أو العلوم الصحية الذين أكملوا أكثر من ست سنوات ويحملون الخبرة الكافية وعندهم الرغبة في الالتحاق بالتخصصات المختلفة بالمعهد.
دعم التعليم
وأكدت الدكتورة منال أن المعهد يعمل على توثيق الصلات والروابط العلمية مع الجامعات والمعاهد المتخصصة والمؤسسات المهنية داخل سلطنة عمان وخارجها من أجل دعم المسيرة التعليمة وأيضا تبادل الخبرات المختلفة والمشاركة في مجال التدريس مع المؤسسات الاخرى.
وأشادت بالجهود المبذولة من قبل نخبة من أعضاء الهيئة التدريسية والمؤهلين علميًّا وعمليًّا في إدارة البرامج وتنفيذها بما يضمن إنجاح العملية التعليمية وجودتها، مؤكدة أن تبادل الخبرات بين المعهد والمؤسسات الأكاديمية والصحية المختلفة يُعدُّ إحدى الركائز الذي نحرص عليها والقيام بها لنسهم بأدوارنا من أجل التعليم والتركيز على البحوث والتدريب مع عدة مؤسسات تعليمية في سلطنة عمان مثل كلية التمريض بجامعة السلطان قابوس وكلية عمان للعلوم الصحية، وجامعة البريمي وجامعة نزوى.
مراجعة مستمرة
أما فيما يتعلق حول آلية التنسيق والرصد للمواءمة بين المعهد ووزارة الصحة من أجل تحقيق التأهيل والتطوير والنهوض بما يتواكب مع الطفرة التكنولوجية في المجال الصحي مؤكدة أن جميع البرامج في المعهد العالي تقدم بناء على حاجة السلطنة لهذه الكوادر التخصصية، ويتم مراجعة هذه الاحتياجات بشكل دوري، إضافة إلى ذلك القيام بمراجعة مستمرة لمناهج البرامج كل ثلاث سنوات ونستعين فيها بذوي الخبرة في مجال التخصصات، ولدينا متخصصون نحرص على إشراكهم في اللجان وهم من أعضاء في الهيئة الأكاديمية.
أحدث التقنيات
وأوضحت الدكتورة أن المعهد تتوافر فيه بيئة تعليمية متطورة مزودة بأحدث التقنيات تشمل المختبرات المحاكاة والقاعات الصفية والارتباط المباشر مع مراكز التدريب العملي في المؤسسات الصحية والأكاديمية المختلفة، ونشير هنا إلى أننا نحرص على المواءمة ليتوافق مع احتياجات سلطنة عمان، ويتم تدريب الهيئتين الأكاديمية والإدارية على كل ما هو جديد، مبيِّنة أن جائحة (كوفيد ـ 19) أثَّرت على العملية التعليمية ليس في السلطنة فحسب بل عالميًّا، وانتهج المعهد نظام التعلم عن بُعد بسبب ما آلت إليه الظروف، وسعينا إلى القيام إلى تدريب أعضاء الهيئة الأكاديمية على كيفية استعمال بعض المنصات المتاحة لكي يتم استخدامها لاحقًا بما يتناسب مع أهداف البرامج، وقد أدى هذا إلى استغلال التحديات كفرص يمكن من خلالها تطوير التعليم الصحي التخصصي، مما سهل علينا في عملية القبول والتسجيل للمترشحين للدراسة في المعهد وذلك بتطوير نظام إلكتروني مبسط يسمح لأي مترشح التقديم للدراسة إلكترونيًّا من أي مكان من سلطنة عمان أو خارجها.
التأهيل والتطوير
ونوهت الدكتورة منال بأن مساهمة المعهد في مجال التأهيل والتطوير وصقل المهارات وتعزيز الجوانب المهنية للطواقم الطبية المساعدة يأتي وفق المعيار الذي يتم عبر آلية تقييم الأداء من حيث العمل على اعتماد منهج لكل برنامج تخصصي وفق المعايير والأهداف الوطنية والدولية المتعلقة في مجال الدراسة ذات الصلة، فجميع البرامج تعتمد على خطة تدريب تم إعدادها ويتم مراجعتها لتتواءم مع أهداف المعهد والبرنامج بمواصفات عالية، مشيرة إلى أنه يتم تقييم الأداء من أجل تحقيق المخرجات المقررة في البرنامج وأيضا لنحقق الأهداف وذلك من خلال استخدام الأدوات والأساليب المبنية الأدلة والبراهين الحديثة والموثقة والتي يتم إعدادها من قبل ذوي الاختصاص في هذا المجال، ويتم مراجعتها من قبل ذوي الخبرة، بالإضافة إلى ذلك فإن جميع المساقات والبرامج تخضع للتقييم من قبل المنتسبين إليها، ويتم الأخذ بعين الاعتبار والأخذ بجميع المقترحات والملاحظات الواردة منهم.
أبرز التحديات
أما فيما يخص التحديات التي تواجه المعهد فذكرت الدكتورة منال بأنه لا توجد مؤسسة تعليمية إلا ولديها تحديات فقد شهد المعهد في ظل الأزمة الاقتصادية والظروف المالية خلال السنوات الأخيرة، وعلى سبيل المثال، نقصًا في الموارد المالية والبشرية والبنية التحتية، وفرص التدريب تضاءلت، وأصبحت محدودة. ومن التحديات أيضًا تفشي وباء فيروس كورونا الذي كان له الأثر السلبي على العملية التعليمية، حيث أسهم في تقليل أعداد المتقدمين في معظم التخصصات بالمعهد العالي وذلك لحاجة المؤسسات لموظفيها.