علي بدوان
بات واضحًا أنه مع تفاقم انتهاء عهد "الحكومة الإسرائيلية الحالية" برئاسة رئيس الوزراء نفتالي بينيت، سيلوِّح هذا الأخير أكثر من أي شيء آخر، حاد، وصارخ، بأنه يقف في موقفه من الفلسطينيين، والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967، والقضية الفلسطينية عمومًا بشكلٍ مدروس، وملموس، ومحسوس. وبالفعل
فقد عمَّم نفتالي بينيت، في مناسبة مرور أول عام على تأليف حكومته الائتلافية، بمشاركة يائير لبيد، والتي صادفت في الأيام القليلة الفائتة، مذكّرة بهذا الشأن، أعاد إلى الأذهان فيها أنه أعلن، منذ أول أيام تسلمه مهمَّات عمله في مواجهة حكومة المعارضة برئاسة نتنياهو، أنه لن تكون هناك مفاوضات مع القيادة الفلسطينية الرسمية، وكان بذلك أول "رئيس حكومة إسرائيلي" يجاهر وبفجاجة منقطعة النظير بمواقف وتقاطعات، وتحوُّلات، منذ انطلاق عملية تسوية مدريد ـ أوسلو على مسارها في أوسلو عام 1993.
ووفق مصادر "إسرائيلية" طازجة في معلوماتها مؤخرًا، في يونيو/ حزيران 2022، فإن زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى منطقة الشرق الأوسط المشتعلة دون توقف، أن الزيارة تتم بين 13 و16 تموز/ يوليو المقبل، و"ستكشف عن خطوات أميركية لـ"تعزيز اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط". وفي تعزيز "مصالح إسرائيل وذلك في ظل الحديث عن مساعي واشنطن لتشكيل حلف دفاعي في المنطقة، يضم عدة دول". وذلك وفق مصادر مختلفة، ونافذة في المنطقة، في إشارات ومعلومات أخيرة، يجري تداولها بكثافة.
وفي هذا الأمر، فإن رئيس الحكومة الحالية، الحكومة، القلقة، الحكومة ـ اللوغاريتمية ـ نفتالي بينيت، وفي مسار الوضع العام، يعمل على رفع وتيرة الاستيطان والتهويد، في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بما في ذلك تثبيت البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي الضفة الغربية والقدس، على النقيض من الشرعية الدولية والأممية وقراراتها ذات الصلة. وفي مناطق مختلفة من الضفة الغربية والقدس المحتلة، والمساس بوتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك، واشتمالها على ممارسة صلواتٍ يهودية، وتشديد إجراءات تهويد مناطق المدينة العربية الإسلامية والمسيحية، وهدم المنازل الفلسطينية في القدس بموازاة السعي من قبل المتطرفين "الإسرائيليين" لتجريم رفع العلم الفلسطيني وغير ذلك.
في هذا السياق، رحَّب رئيس حكومة الاحتلال، اليميني المتطرف، نفتالي بينيت في بيانٍ له، عن الزيارة المتوقعة للرئيس الأميركي ـ جو بايدن ـ لفلسطين المحتلة... لاحظوا... رحبَّ؟ بزيارة الرئيس الأميركي ـ جو بايدن ـ، إلى الشرق الأوسط كرئيس، واصفًا إياه بأنه "صديق حقيقي لـ"إسرئيل"، وهذا الأمر نستطيع أن ندرك من خلاله الاندلاق "الإسرائيلي" لصالح موقف دولة الاحتلال مؤخرًا.
إلى هنا، وفي واقع الأمر، فإن ما يُسمى برئيس الحكومة "الإسرائيلية" المهتزة، نفتالي بينيت طرح ويطرح، مقاربة "ركل ورمي القضية الفلسطينية وتهميشها"، والاستعاضة عن حل القضية الفلسطينية بإطلاق مبادراتٍ وهمية، و"مشاريع وفقاقيع صابونية" للضحك على ذقن الفلسطينيين. إن تنظيرات "خنفشارية" يُطلقها الكثيرون، من عتاة الحكومة "الإسرائيلية"، تقول وبفجاجة مُدقعة، وهدفها الحط من الحقوق الوطنية والقومية للشعب العربي الفلسطيني، تقول هناك دولتان فلسطينيتان: واحدة في قطاع غزة، وواحدة في الأردن، ولذا لا مكان لدولة ثالثة، غير قابلة للتطبيق أو الولادة.
أخيرًا، وللمعطيات القائمة، نقول، ونعيد القول: إن زيارة الرئيس الأميركي ـ جو بايدن ـ، محسوبة تمامًا، "إسرائيليًّا، وأميركيًّا. والهدف الأميركي تعويم "إسرائيل" واعتبارها جزءًا من خريطة المنطقة.
إن أكذوبة دولة الاحتلال، وعنوان الحل الاقتصادي، وما يُسمى "مشروع مارشال"، تتهاوى كل يوم، وتفضح "سلام اللاسلام".