أدم ـ العُمانية: تنفرد سلطنة عُمان بتراث حضاري وتاريخي عريق يزخر بثقافة متأصلة وموروثات أصيلة تعكس مدى ارتباط الإنسان العُماني ببيئته ومجتمعه ومن بين هذه المورثات “التهلولة”، تلك العادة التي يتم إحياؤها في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة. وتحافظ محافظة الداخلية على إحياء هذا المورث، ويتجدد كل عام بصور متناغمة، فقد شارك أكثر من 800 شخص ذكورًا وإناثًا، صغارًا وكبارًا من أهالي ولاية أدم في إحيائه، حيث صدحت حناجرهم بعبارات إيمانية ذاتية تجسدت في “سبحان الله تعوذنا من الشيطان .. سبحان الله تسمينا بالرحمن.. سبحان الله برب العرش والأركان.. سبحان الله وهو الملك المنان”، في مشهد إيماني ومسير جماهيري إحياءً لعادة التهلولة المباركة. انطلق الحدث الاستثنائي من أمام مجلس عام جامع البوسعيد، حيث حمل المؤدون المصابيح التقليدية والشموع مرددين عبارات التهليل والتكبير والتسبيح.
وصولًا إلى نقطة النهاية أمام ساحة مجلس عام حصن الهواشم، وللمكان هيبته ووقعه المغاير حيث المرور بين جنبات البيوت وأصوات المشاركين تتعالى في الطرقات بعد صلاة المغرب في نظام متفرد وصفوف منتظمة يقرأ عليهم أحد القراء كلمات التهلولة المعروفة والبقية يرددون خلفه بعبارات واحدة في مشهد يعبر عن فرحة الأطفال بهذه التظاهرة الدينية، مع مشهد لتوزيع الهدايا على المشاركين الأطفال. تضمنت الاحتفالية إلقاء عدد من الأناشيد، حيث أدى أطفال ركن الطفل التابع لجمعية المرأة العُمانية بولاية أدم عددًا من الفقرات التراثية.
وفي سياق المناسبة قال طلال بن سالم الهاشمي أحد المنظمين والمشاركين: تأتي إقامة التهلولة الجماعية للمرة السادسة بعد توقفها جراء جائحة كورونا.
وقد حرصنا على مشاركة أكبر عدد من أبناء الولاية وتميزت هذه المناسبة بحسن الإعداد والتنظيم وكان الإقبال على المشاركة كبيرًا.
جدير بالذكر أن التهلولة المباركة تُعد من العادات التراثية العُمانية التي تنتقل من جيل إلى آخر حيث تشعر المشاركين من خلالها بالطمأنينة والخشوع والتقرب إلى الله وتسود بينهم المحبة والسعادة وظلت هذه العادة المباركة باقية حتى وقتنا الحاضر بسبب ارتباطها بفضل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة وهي أيام الحج المباركة.