تعليم النشء علوم القرآن الكريم والعقيدة والفقه والسيرة النبوية الشريفة
أكثر من ٤٠ مركزا صيفيا تابعا للفرق الأهلية والرياضية بالولاية

الرستاق ـ من منى بنت منصور الخروصية:
■■ يعد فصل الصيف وقتا مناسبا لملء فراغ الطلبة وتفجير طاقاتهم الإبداعية، وفي هذا الصدد انتشرت مبادرة أهلية في ولاية الرستاق وهي إقامة المراكز الصيفية والبالغ عددها حوالي ٤٠ مركزًا صيفيًّا أهليًّا في مختلف مناطق الولاية. (الوطن) التقت بعض أهالي الولاية لمعرفة آرائهم وتطلعاتهم حول طبيعة الأنشطة بالمراكز الصيفية. ■■
استغلال الوقت
يقول حميد بن مسعود السيابي ـ رئيس لجنة التعليم بغرفة تجارة وصناعة عُمان: يتسابق أهل الخير والصلاح في كل صيف من كل عام على إقامة البرامج والأنشطة الصيفية بما يعود على الأبناء بالنفع واستغلال الوقت، فقد حرصت إدارة جامع الإمام الرحيلي بفلج الشراة لهذا العام على إقامة عدة برامج أهمها:(تحفيظ القرآن الكريم، العقيدة، فقه الطهارات، فقه الوضوء والصلاة، أخلاقنا).
وعن أبرز التحديات التي تواجه إدارات هذه المراكز أوضح أن الدعم المادي هو أهم تلك التحديات، فقد تحتاج هذه البرامج إلى مبالغ مالية كبيرة لإقامتها، ومع نهاية البرامج تحتاج هذه المراكز إلى أن تكرم طلابها المشاركين كنوع من الدعم والتشجيع لهم. وقال: نأمل في السنوات القادمة أن تتسع رقعة هذه المراكز وتتعدد فيها الأنشطة والبرامج التي تعود على الأبناء بالنفع والفائدة ويكون هناك تنسيق مثل السابق بين وزارتي الأوقاف والشؤون الدينية ووزارة التربية والتعليم من حيث استغلال بعض المدارس لإقامة أنشطة وبرامج تعليمية وترفيهية.
الحلقات التعليمية
زايد بن مبارك الهلالي قال: إن من أبرز التحديات التي تواجه مراكز تحفيظ القرآن الكريم والمساجد التي تقام بها الحلقات التعليمية لتعليم الناشئة القرآن الكريم وعلومه، وكذلك العلوم الدينية الأخرى كالعقيدة والفقه والسيرة والأخلاق والعلوم العلمية والدينية الأخرى تكمن في الآتي: عدم وجود مكان مخصص للتعليم كدور تحفيظ القرآن الكريم وعلومه بحيث يكون بها كافة التجهيزات الخدمية والتقنية، وعزوف كثير من المتطوعين عن التدريس بالمراكز الصيفية بحكم ارتباطاتهم العملية والأسرية، ولا يوجد لفتة مجتمعية لدعم مثل هذه المراكز ماديًّا ومعنويًّا، والتي تعنى بتربية النشء، عدم توافر مناهج خاصة معتمدة من قبل الجهات المعنية والأهلية الخاصة تبسط العمل في المراكز الصيفية وإنما هي مجرد اجتهادات فردية، وفقدان كبير لدور كثير من الأسر في تعليم أبنائها القرآن الكريم وعلومه والزج بهم في مثل هذه المراكز.
شغل وقت الفراغ
ويقول محمد بن حبيب اليعربي: المراكز الصيفية لحفظ القرآن الكريم تعد بيوت لإشغال أوقات أبنائنا وفراغهم بما يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم ويخصهم بالفهم الحسن للدين الإسلامي الحنيف مما يجعلهم خيرة للمجتمع الطيب المتمسك بالعادات والتقاليد الدينية، ولكي ينمو أطفالنا بشكل أسرع في السنوات الخمسة الأولى في عمرهم ويجعلهم ذا فهم لقيم ديننا الحنيف، ولكن الأبناء يحتاجون بجنب المراكز الصيفية إلى مساعدة الآباء على تطوير عقولهم بشكل سليم وصحي في التخاطب والتواصل مع شرائح الاجتماعية. وأضاف: أما بالنسبة للتحديات التي تواجهها المراكز الصيفية، أولًا: قلة الكادر التعليمي بحجة الإجازات الصيفية، وثانيًا: تحديات الموارد المالية التي تكون شحيحة والمراكز تحتاج إلى دعم مالي وتجهيزات وإعداد منهج معين لتحفيز الطلاب، وثالثًا: عدم وجود قاعات مخصصة للمراكز الصيفية غير المدارس والمساجد، ورابعًا: عدم انتظام بعض الطلاب في الدراسة بحجة الخروج في بعض الأوقات للتنزه مع الأهل مما يوجد بعض الإشكاليات للكادر الإداري.
اكتشاف الطلبة الموهوبين
سعيد بن سيف الصلتي يقول: يولي المجتمع اهتمامًا كبيرًا في إعداد وتجهيز المراكز الصيفية بالحويل والتي تحتوي على مجموعة من البرامج والأنشطة التي يتم تنفيذها خلال الإجازة الصيفية لاستثمار وقت فراغ الطلبة بشكل خاص وتلبية احتياجاتهم ورغباتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة تحت إشراف اللجنة الثقافية بمركز صيفي الحويل. مؤكدًا أن من أهم المواد والمناشط التي تصاحب المركز الصيفي للقرآن الكريم تلاوة وحفظًا، بالإضافة للفقه والآداب والسيرة واللغة الإنجليزية ومسابقات علمية، وكذلك من الفوائد أيضًا أن المراكز الصيفية تعطي فرصة الترفيه وممارسة الرياضة وبناء العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى أنها تعد مجالًا لاكتشاف الطلبة الموهوبين في المجالات الرياضية والعلمية والثقافية والفنية والأدبية، لافتين إلى دورها في تعزيز مهارات التواصل مع المجتمع.
أنشطة وفعاليات
ويشاركه حافظ بن سليمان الهنوي بقوله: تشمل البرامج الصيفية للأبناء أنشطة وفعاليات مختلفة لافتًا إلى أن المراكز باتت السلاح الأهم في ظل غياب مدارس القرآن التابعة لوزارة الأوقاف واقتصار عمل واستقبال بعضها فئة عمرية محددة إلى سن سبع سنوات فقط، لذلك ظهرت المراكز فى المساجد والمجالس والتي تهدف إلى شغل أوقات فراغ الأبناء ومواجهة حالات مثل التنمر التي باتت من أبرز تحديات المجتمع وذلك لدور قنوات التواصل الاجتماعي التي نمت تلك السلوكيات نتيجة لجلوس الأطفال طويلاً أمامها. مشيرًا إلى أهمية وضع خريطة واضحة للمراكز الصيفية والتي تلائم عقول الفئات المستهدفة وأفكارهم، وعدم الاعتماد على التسلية أو الترفيه فقط.
نشاطات مفيدة
وقالت خالصة بنت علي الحاتمية: يبحث الكثير من الآباء والأبناء عن أنشطة صيفية لأطفالهم يقومون بها في الإجازة الصيفية، حيث إن فترة الإجازة هي الفترة التي يبدأ فيها الصبي أو الفتاة في تكوين الشخصية الخاصة بهم، ولذلك يجب على الأبناء في هذه الفترة أن يقوموا بنشاطات مفيدة لحياتهم فيما بعد، والأمهات يشتكين من الوقت الضائع لدى أولادهن وغير مُسْتَغَلّ في شيء مفيد، لذلك جاءت فكرة عمل مركز صيفي في قرية الحزم بالرستاق وتم إطلاق اسم خاص للمركز وهو حزم الخير، والحمد لله عدد الطلبة معنا حتى الآن ١٥٠ طالبًا وطالبة مقسمين على مجموعات ويتم تدريسهم تلاوة القران الكريم والتجويد والأخلاق الإسلامية.
شروط واعتبارات محددة
وأخيرًا يقول سعيد بن سيف الشكيلي: نأمل من وزارة التربية والتعليم ممثلة في المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة بإرجاع المراكز الصيفية التي كانت متنفسًا لإبراز مواهب الطلبة وشغل أوقات الفراغ لديهم والتي كانت تقام سنويًّا في مدارسها وفقًا لبرنامج مُعَد من قبل وزارة التربية والتعليم وبإشراف نخبة من التربويين ذوي الخبرات في الميدان التربوي والتي يمكن الاستعانة بمتطوعين لمساندتهم، علما أن هذه المراكز كانت تستقطب عددًا كبيرًا من الطلبة من مختلف المدارس ومن الروافد القريبة للمركز الصيفي وفقًا لشروط واعتبارات محددة من قبل وزارة التربية والتعليم وتوفر تلك المراكز النقل والتغذية المجانية لمنتسبيها، وأولياء الأمور حريصون كل الحرص على إرجاع تلك المراكز ويطالبون وزارة التربية والتعليم بذلك.