مع تقارب ساعة الحدث الكبير وهو انطلاقة كأس العالم وللمرة الأولى في تاريخ منطقة الخليج والتي لا نتمناها أن تكون الأخيرة على الرغم من صعوبة الحصول على ود الفيفا بأن تستضيف هذا الحدث الكبير، وهي المرة الثانية التي سيكون في آسيا بعد تقاسم الاستضافة قبل ذلك بين اليابان وكوريا، ها هي دولة قطر الشقيقة تجاوزت كل الصعاب ورفعت راية التحدي والنجاح ليشهد لها العالم أجمع، بأنها تمكنت أن تنتهي من بناء الملاعب أو الجواهر الكروية إن صح التعبير، وتسابق الزمن لتنهي كل شيء في زمن قياسي قبل الحدث، ولا يمكن ان نقول قطر وحدها ستكون المستفيدة من هذا التجمع العالمي، بل جميع دول الخليج التي ستشهد الزحف الجماهيري بعد ان أعلنت سلطنة عمان قبل فترة بأنها اعدت العدة لاستقبال الجماهير وسيتم تخصيص رحلات يومية مكثفة إلى دولة قطر، وباتت الفنادق هي الأخرى تستعد لهذا الحدث، ومثل هذه الأحداث العالمية لا يمكن أن نقول هناك حدث رياضي أكبر من كأس العالم رغم المنافسة في لعبة واحدة وهي كرة القدم بعكس الأولمبياد ولكن الشعبية الطاغية الأولى جماهيرياً هي كرة القدم، كنا نتوقع أن يكون هناك حراك قوي وكبير وعروض مميزة يتم الإعلان عنها للجذب الجماهيري، لكن الواقع حتى الآن لا يوجد شيء ظاهرياً إلا إذا كانت هناك مفاجآت ستكون في وقتها، لأن الحدث متبقية عليه أقل من أربعة أشهر من الآن، وكانت أهم مفاجأة التي فجرها نادي صحار عندما اعلن عن استضافة أحد المنتخبات العالمية وتلك الاستضافة تحسب لهذا الوطن بأكمله وكذلك توقعنا أن يكون هناك تحرك من كل الجهات لدعم ولاية صحار بأكملها لتلك الاستضافة وشاهدنا بالأمس وصول أحد عمالقة كرة القدم قبل الاعتزال والتحول لرئاسة الاتحاد الكاميروني لكرة القدم وهو صامويل ايتو الذي وصل سلطنة عمان على رأس وفد لمعاينة الأماكن التي ستكون حاضرة لاستضافة منتخب بلاده ، يفترض أن نبدأ من هنا استغلال هذا التواجد وأن يكون هناك تواجد اعلامي كبير وتكون رسالة موجهة للمنتخبات الأخرى بأن تشق طريقها قبل الوصول إلى قطر من خلال هذا البلد واستثمار تواجد المنتخبات في سلطنة عمان لجذب المزيد من الحضور الجماهيري خلال فترة انطلاقة كأس العالم في شهر نوفمبر القادم، ومن هنا نستطيع أن نجعل من الرياضة صناعة مزدهرة تشمل الجوانب السياحية والاقتصادية والرياضية، لا أعتقد في العهد القريب سنشهد وجود هذا الحدث العالمي في منطقة الخليج وهي فرصة لن تتكرر علينا استثمارها وأن نستغل تواجد المنتخب الكاميروني إذا رأي القائمون على هذا المنتخب بأن مدينة صحار الجميلة كانت اختيارهم الأمثل ونحن نتمنى بالفعل أن تكون صحار وسائر ولايات هذا البلد خيارا جميلا امام المنتخبات العالمية المشاركة في مونديال قطر.

* يونس المعشري
AlmasheriYounis@