إن الحالة «الإسرائيلية» الداخلية، مستمرة في تبايناتها، بالنسبة للانتخابات الخامسة المُبكّرة، المتوقع إجراؤها (حال تم إجراؤها!!!)، لكن تلك التباينات، لن تصل إلى حد الافتراق القاطع بين مختلف الكتل والتشكيلات الحزبية في «إسرائيل»..

رغم حالة “التطبيل والتزمير” في دولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن الانتخابات التشريعية الخامسة، على قاعدة التوافق “الإسرائيلي الداخلي”، بـ”قانون الأبارتهايد” المرفوض والمُدان على كل المستويات، وخصوصا الأممية، ما زالت حالة المراوحة بالمكان موجودة في “إسرائيل”، مع استمرار أزمة “الحكومة الإسرائيلية”، وحزب رئيس الحكومة، حزب “يمينا” الفاشي المُتطرف، دون نسبة الحسم المطلوبة.
وقد أظهرت نتائج استطلاع أخير للرأي “العام الإسرائيلي”، مساء يوم الاثنين 11/‏7/‏2022، حول الانتخابات العامة للكنيست الخامسة (المعطوفة) على انتخابات ستتم “نظريًّا” تحت ظل “القانون الأعور” المرفوض، والمسمى بـ”الأبارتهايد” لتطبيقه على عموم الأرض المحتلة عام 1967، أن تحالفات حزبية “إسرائيلية” داخلية، تحصل تحت عناوين حزب “كاحول لافان” بقيادة الجنرال بيني جانتس، و”تيكفا حداشا” بقيادة الوزير المنشق عن الليكود جدعون ساعر، سيحصل على 13 ـ 14 مقعدًا. لكنّ هذا العدد من المقاعد لتحالف (جانتس وساعر)، لم يُقرِّب إحدى الكتلتين المتنافستين إلى إنجاز مهمة تشكيل الحكومة المقبلة.
ووفقًا لاستطلاع (القناة 12 الإسرائيلية)، واستطلاع هيئة “البث الإسرائيلية” (“كان 11”)، ستحصل كتلة نتنياهو على 59 مقعدًا، فيما حزب “يمينا” الذي يقوده رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، وتتزعمه حاليا أييليت شاكيد، يمكن أن يحصد على 1.9% من الأصوات.
أيضًا، وبحسب استطلاع “كان”، يحصل حزب “الليكود” على 34 مقعدًا، وحزب “يش عتيد” على 23 مقعدًا، و10 مقاعد لقائمة “الصهيونية الدينية” بزعامة المتطرف (سموتريتش، وبن غفير)، وثمانية مقاعد لحزب “شاس”، وسبعة مقاعد لـ”يهدوت هتوراه”، وستة مقاعد للقائمة العربية المشتركة، وخمسة مقاعد لحزب العمل، وخمسة لـحزب يهود الكتلة الشرقية، حزب “يسرائيل بيتينو”، وأربعة مقاعد للقائمة العربية الموحَّدة، وأربعة مقاعد لـحزب “ميرتس” المحسوب على تيارات “اليسار الصهيوني”.
أيضًا، وبحسب استطلاع القناة 12، سيحصل حزب “يش عتيد” على 23 مقعدًا، وعشرة مقاعد لقائمة “الصهيونية الدينية”، وثمانية مقاعد لحزب “شاس”، وسبعة لـحزب “يهدوت هتوراه”، وستة مقاعد للقائمة العربية المشتركة بقيادة النائب العربي الفلسطيني أيمن عودة.
النتيجة، الراهنة الآن، أنَّ استطلاعات الرأي الأخير في “إسرائيل”، تؤكد أن الحالة الحزبية تتقاطع مع بعضها البعض، في ظل التنافس الانتخابي. الانتخابات المُبكّرة، التي قد تقود لوضع “إسرائيلي” مختلف، من ناحية حكومة جديدة، وبتشكيلٍ جديد لها. وتبقى كل الاحتمالات واردة، في واقع الأمر، خصوصًا وأن التباينات بين مختلف “الأحزاب الإسرائيلية” تتصاعد كل يوم عن اليوم الذي يسبقه، وقد تؤدي العملية برمَّتها لنتائج تراجيدية، مفاجئة، على صعيد النتائج والمآلات المتوقعة في انتخابات، أشبه ما نقول عنها بأنها “انتخابات مسلوقة” وعلى عجل. وكأنها صادرة لتوِّها من تحت النار المشتعلة.
إن الحالة “الإسرائيلية” الداخلية، مستمرة في تبايناتها، بالنسبة للانتخابات الخامسة المُبكّرة، المتوقع إجراؤها (حال تم إجراؤها!!!)، لكن تلك التباينات، لن تصل إلى حد الافتراق القاطع بين مختلف الكتل والتشكيلات الحزبية في “إسرائيل”، حيث الوضع “الإسرائيلي” الداخلي المتململ على حاله، والمنطوي في الاصطدام بين مختلف الأحزاب بعضها ببعض، وسوء في تقديراتها. ومنها تجاوز ونسف ما يُسمى بـ”حل الدولتين”. أي “حل الإجماع والتوافق الدولي”، على ما فيه من “هنات”، ومن ملاحظات أممية، تبديها بعض الأطراف، خصوصًا من الغرب.
في هذا السياق، كان لقاء الرئيس محمود عباس، ورئيس حركة حماس إسماعيل هنية في الجزائر العاصمة، و”للأسف” بمثابة لقاء “بروتوكولي فقط ولا يمكن البناء عليه”. ولم ينجم عنه أي تطورات لها علاقة بملف المصالحة الوطنية الفلسطينية.
فقد عقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لقاءً جمع الرئيس محمود عباس مع إسماعيل هنية، في قصر المؤتمرات غرب العاصمة الجزائر على هامش مشاركتهما في احتفالات الذكرى الستين لاستقلال الجزائر عن فرنسا في 5 تموز/‏ يوليو 1962. وهنا من “شيم الجزائر ودورها الإيجابي الرائع تاريخيًّا في الساحة الفلسطينية” وفي مراحل مختلف شديدة الحساسية.
وفي هذا السياق، كشف رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح، منير الجاغوب، أن اللقاء الذي جمع الرئيس محمود عباس، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الجزائر، و”للأسف” “شكلي، ولم يتم التطرق خلاله للملف الفلسطيني الداخلي”. فـ”لم يتم الحديث الجدي حول أي شيء خلال اللقاء له علاقة بملف المصالحة، أو الوضع الفلسطيني الداخلي”. وهنا الطامة الكبرى، في وقتٍ كان وما زال فيه، ويُفترض به أن تكون فيه الأمور على نارٍ حامية لجهة السعي للخلاص من ملف الانقسام وطيه وإسدال الستار عليه.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
[email protected]