جاءت كلمة السلطنة في القمة التي ألقاها صاحب السمو السيد أسعد بن طارق نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان، معبرة عن موقف سلطنة عُمان الداعم لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ضمن حدود الرابع من يونيو1967م..


استبقت إسرائيل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمملكة العربية السعودية للمشاركة في قمة جدة للأمن والتنمية التي شارك فيها دول مجلس التعاون ومصر والأردن والعراق مع أميركا، بحملة دعاية مكثفة، عن إقامة تحالف عسكري يجمع إسرائيل بالدول المشاركة للدفاع عن المنطقة في مواجهة التهديدات الخارجية، وأن القمة خطوة على طريق التطبيع مع إسرائيل، وقبيل انطلاق القمة استبقت الدول العربية المشاركة، وأصدرت بيانات تؤكد عدم وجودها ضمن أي تحالفات أو أحلاف عسكرية، موجهة ضد أي من دول المنطقة، في تكذيب صريح للمزاعم الإسرائيلية.
كما كانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في القمة؛ من خلال كلمات قادة الدول المشاركة وممثليهم، وحتى الرئيس الأميركي بايدن تحدث عن حل الدولتين، ولكنه ساوى بين الضحية والجلاد، ورهن آليات التحرك للحل إلى رغبة واستعداد الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، رافضا ممارسة أي نوع من الضغوط على إسرائيل للعودة لمائدة المفاوضات.
جاءت كلمة السلطنة في القمة التي ألقاها صاحب السمو السيد أسعد بن طارق نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان، معبرة عن موقف سلطنة عُمان الداعم لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ضمن حدود الرابع من يونيو1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حقوق اللاجئين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، مجددا الدعوة للمجتمع الدولي والدول المؤثرة، لبذل المزيد من الجهود لاستئناف عملية السلام، وبدء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والقانون الدولي.
وتوالت كلمات قادة الدول العربية المشاركة في القمة، ليؤكدوا ضرورة حل القضية الفلسطينية، والضغط الدولي من أجل إحياء مفاوضات السلام والتوصل لحل نهائي لا رجعة فيه، مؤكدين أنه لا استقرار في المنطقة دون التوصل لحل للقضية الفلسطينية، وندد القادة العرب المشاركون في القمة بالتعنت الإسرائيلي، إزاء مقترحات التسوية السلمية مع الفلسطينيين، مشيرين إلى أن مصادر التوتر وعدم الاستقرار ستظل قائمة في المنطقة، ما لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني، وإصرارها على التوسع في بناء المستوطنات، وتغيير الواقع على الأرض في القدس المحتلة، واستمرارها في فرض الحصار على قطاع غزة.
وأكد القادة العرب، أنه لم يعد ممكنا استمرار الاحتلال بسبب السياسات الانتقائية في تطبيق الشرعية الدولية، وتفضيل سياسة القوة وفرض الأمر الواقع على مبادئ العدالة والإنصاف، مؤكدين إجماع الدول العربية على مبادرة السلام العربية، واستعدادها التطبيع مع إسرائيل، حال قيامها بتسوية القضية بناء على الشرعية الدولية، رافضين أن يكون دور العرب اقتراح التسويات، ودور إسرائيل رفضها، والإمعان في التعنت، كلما قدم العرب تنازلات، وكما يتحجج قادة إسرائيل بالرأي العام، فإن لدينا في العالم العربي رأيا عاما ضاغطا يرفض التطبيع المجاني مع إسرائيل.
ورفض القادة العرب المجتمعون، التبريرات الإسرائيلية المستمرة، للتملص الدائم من استحقاقات التسوية العادلة للقضية الفلسطينية، مرة بحجة عدم وجود شريك فلسطيني موثوق، ومرة تتهم فصائل المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، رغم وجود سلطة فلسطينية شرعية، اعترفت بوجود إسرائيل وأبدت استعدادها للوصول لحل للقضية عن طريق التفاوض السلمي، ولكن يبدو أن إسرائيل مستفيدة من هذا الوضع، وتعول على عاملي الوقت، وفارق القوة، ولكنها واهمة، فالفلسطينيون شعب الجبارين لا ينسون ولا يفرطون في قضيتهم، مهما كانت الضغوط والتضحيات، ومهما طال الزمن.

محمد عبد الصادق
[email protected]
كاتب صحفي مصري