كتب ـ سعيد الغافري:
صدر للكاتب العماني سليمان بن جابر الراشدي كتاب توثيقي بعنوان (مورد الظمآن في التعريف بسمد الشأن) يتضمن الاصدار تاريخ وعراقة سمد الشأن.
وفي هذا الإطار يقول (الراشدي): يعد الكتاب توثيقا مرجعيا وتاريخيا للأجيال والباحثين لما لها من المكانة التاريخية عبر الحقب من الزمن ويتضمن الكتاب عدة فصول.
تناول الفصل الاول جغرافية سمد الشأن ومناخها ومعرفة سبب تسميتها بسمد الشأن والمكتشفات الاثرية التي سبقت قبل ظهور الإسلام والتي أطلق عليها (فترة سمد)، وتعود للفترة 500 – 600 قبل الميلاد، أي العصر الحديدي المتأخر التي تم اكتشافها في عدد من المواقع الأثرية تشمل عدة مستوطنات سكنية، والتي تعود إلى لفترات مختلفة، في كل من (لزق) التابعة لنيابة سمد، وفي سمد الشأن ذاتها أما فترة (لزق) فإنها تعود إلى ألف عام قبل الميلاد، حيث أن المدافن دائرية الوجود التاريخي لصناعة النحاس و العثور على مصنعين للنحاس في قرية الميسر بجانب مصانع أخرى في قرية لزق لا تزال شواهدها باقية حتى الان. ومن أهم ما عثر عليه في سمد الشأن مؤخرا مجسم لرأس حصان تشير الدراسات إلى أنه يعود إلى (2500) عام، وتوجد على هذا المجسم زخارف جميلة، وتجري الدراسات حاليا لتعليل تلك الظاهرة التي تكتشف لاول مرة في عمان. كما أن الحفريات دلت كذلك على اكتشاف ما يعتقد أنه أول نص مكتوب في عمان يعود تاريخه إلى أربعة آلاف سنة، مما يؤكد أن سمد الشأن شهدت حضارة مزدهرة على مدى فترات التاريخ.المتعاقب ومما عثر عليه في المكتشفات الأثرية عام (1989 - 1990) هيكل عظمي للأنثى جمل صغير وُجد في حالة جيدة غير متحللة، وبعنقها عقد من الخرز القيم، يعود تاريخه الى فترات العصر الحديدي- فترة سمد- التي امتدت (600) عام تقريبا.
ويتناول الفصل الثاني الحصون والقلاع و الأبراج حيث يعتبر حصن خزام من أقدم الحصون الأثرية في سمد الشأن، وقد أسسه ملوك النباهة ويعود بناؤه إلى الفترة ما بين القرن التاسع والعاشر للهجرة، وحصن الخبيب الذى بني خلال الفترة ( 1807 - 1856 م) تقريبا.
كذلك يتضمن هذا الفصل عن نبذة موجزة عما خلده المؤرخون والادباء والشعراء من أقوال في ذلك؛ فسمد الشأن مدينة عظيمة خالدة، اسمها يعبر عن عظم شأنها وجلال قدرها وعلو منزلتها
قال عنها الشيخ المؤرخ والأديب القاضي سالم بن حمود السيابي في كتابه (تاريخ عمان):
“سمد الشأن هي العلم المرفوع في الجانب الشرقي من عمان، والمركز المنظور إليه في ذلك المكان، والكرسي العريق بشرقية عمان، حدّث عنها التاريخ أحاديثا سارت بها الركبان، وهي لا تزال في كل العصور كوكب الشرق بعمان”.
أما الفصل الرابع يتضمن أحداثا تاريخية بسمد الشأن فيما الفصل الخامس يحكي عن علماء سمد الشأن من فقهاء وأدباء وشعراء ومكانتهم العلمية والأدبية.