مسقط ـ العمانية: نظّم النادي الثقافي امس الأول بمقره في القرم محاضرة تناولت (الشعر المسكتي) العُماني (ديوان أبو الصوفي)، للدكتورة هدى بنت عبدالرحمن الزدجالية.
وأشارت الزدجالية في المحاضرة إلى أن المكتبة العُمانية تزخر بعدد من الدواوين الشعرية التي تعد بمثابة وثائق أدبية تاريخية حضارية اجتماعية سياسية، إضافة إلى كونها شاهد عيان على أحداث تاريخية لم يوجد لها ذكر في مصادر تاريخية أخرى، أو مصدر لمعلومات تاريخية وثقت لحقب زمنية مختلفة، ومنها ديوان (أبو الصوفي) أو (الشعر العُماني المسكتي) للشيخ الأديب الشاعر سعيد بن مسلّم بن سالم سليمان بن سالم الجابري المجيزّي السمائلي، الذي عُرف بلقب (شاعر الأسرة المالكة)، كما وصفه السلطان تيمور بن فيصل في مقدمة الديوان. وتناولت المحاضرة حياة الشيخ الشاعر والأديب سعيد بن مسلّم بن سالم سليمان بن سالم الجابري، المولود في سمائل، والذي عاش فيها طفولته وشبابه، لينتقل بعدها إلى مسقط ويستقر به المقام في السيب. وانتقلت الزدجالية للحديث عن ديوان (الشعر العُماني المسكتي) الذي جمعت فيه أشعار الأديب الشاعر سعيد الجابري من قِبل السُّلطان تيمور بن فيصل، وعلى نفقته الخاصة، فكتب مقدمة الكتاب بنفسه، وكانت طباعته في عام 1937م في أوساكا باليابان في مطبعة دار الطباعة الإسلامية العربية لصاحبها ومديرها منصور بن سليمان بن مرعي الكثيري الحضرمي، وذلك دليل بارز لاهتمام السُّلطان تيمور بن فيصل بالعلم والعلماء وتقديره لهم كما جاء في المقدمة من جهة، ولمكانة الأديب سعيد الجابري.
وتطرقت الزدجالية إلى العلاقات العُمانية اليابانية في فترة طباعة الديوان، والأسباب التي دعت السُّلطان لطباعته، وأقسامه، وأهم الأحداث والمواضيع التاريخية التي تطرَّق إليها، ويمثل الديوان إلى يومنا هذا سجلًا أدبيا تاريخيا حضاريا سياسيا.