يحرص حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ على الاعتناء بقوَّاته المسلَّحة، وتقديم كافَّة أوْجُه الدَّعم والاهتمام السَّامي والعناية الكريمة منذ تَولِّي جلالته مقاليد الحُكم، لتواصل أداء مهامها الجسيمة وأدوارها الوطنية بكُلِّ كفاءة واقتدار وبكُلِّ فخرٍ واعتزاز، وذلك إيمانًا بالدَّور الوطني المقدَّس الذي تقوم به قوات السُّلطان المسلَّحة على أكمل وجْه، حيث حققت العديد من الإنجازات في مختلف الجوانب التنظيمية والتدريبية والتسليحية، وحظيت بالعديد من أوْجُه التطوير والتحديث ومظاهر التقدم والازدهار، ويومًا بعد يوم تخطو قوَّات السُّلطان المسلَّحة بثبات وفق منظومة متكاملة الأركان تشمل جودة الأداء والتدريب العالي والتطوير الممنهج والاقتناء المخطط وفق الحاجة للأسلحة والمعدَّات وإنجاز المشاريع الوطنية الطموحة وتأهيل منتسبيها؛ لِتكُونَ دائمًا وأبدًا الدَّاعم الرئيس لجهود التنمية الشاملة في كافَّة رُبوع سلطنة عُمان، والدرع الواقي الذي يحمي البلاد وقت المِحن والأزمات، والحامي العتيد لنهضتها الشامخة المباركة المتجدِّدة.
ويتجلَّى الاهتمام السَّامي لعاهل البلاد المُفدَّى ـ أعزَّه الله ـ في مساعيه الدؤوبة الخاصة بتحديث وتطوير قوَّاته المسلَّحة، ومواكبتها لكافَّة مراحل التقدم لترقى إلى الجيوش الحديثة تدريبًا وتسليحًا، لتعزيز السلام داخل سلطنة عُمان وخارجها كهدفٍ استراتيجيٍّ ضمانًا للأمن والاستقرار والنُّمو والازدهار. فجلالة السُّلطان يؤكِّد دائمًا على أنَّ ثبات ورسوخ الأمن وانتشار الأمان في رُبوع هذه البلاد، ما كان ليتحقق إلَّا بوجود قوَّات مسلَّحة جاهزة وعصرية ومعدَّة إعدادًا عاليًا بكُلِّ فروعها وقِطاعاتها، وأجهزة أمنية ضمنت استقرار البلاد واحترام المواطنين. ودائمًا ما يؤكِّد جلالة السُّلطان ـ أعزَّه الله ـ وفي أكثر من مناسبة تقديره العظيم لقوَّاته المسلَّحة، ودَوْرها في ضمان منجزات ومكتسبات البلاد، ودعم جلالته المستمر لها واعتزازه بدَوْرها الوطني، في حماية هذا الوطن العزيز، والذَّود عن حياضه، والدِّفاع عن مكتسباته، لتبقى الحصنَ الحصين، والدِّرع المَكين في الذَّود عن كُلِّ شِبر من تراب الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه.
وتقديرًا لهذا الدَّور فقد تفضَّل حضرة صاحب الجلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أبقاه الله ـ وشمل برعايته السَّامية الكريمة أمس حفل تخريج الدفعة الـ ٢٢٢ من ضُباط أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتَّحدة، ليؤكِّد جلالة القائد الأعلى والعاهل المفدَّى يومًا بعد يوم على مشاركة أبنائه من القوَّات المسلَّحة كافَّة المناسبات الممكنة، حيث التقى جلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أعزَّه الله ـ بالضباط العُمانيين الدارسين في الأكاديمية، وهنَّأهم بوصولهم إلى هذه المرحلة، مؤكِّدًا أهميَّة مواصلة تطوير مهاراتهم العلمية والعسكرية، ومتمنِّيًا لهم التوفيق في مسيرتهم المستقبلية. إنَّ هذه الرعاية السَّامية الكريمة تؤكِّد أيضًا على حرص جلالته الدائم على تطوير تلك المؤسَّسة الغالية بكافَّة الإمكانات، وتزويد أبنائها بكافَّة العلوم التي تُمكِّنهم من أداء دَوْرهم الوطني، فأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتَّحدة تُعدُّ إحدى أهمِّ وأفضل الوجهات للطلبة العُمانيين المرشَّحين من الجهات العسكرية لتدريبهم وصقل مهاراتهم ومواهبهم، وبناء قدراتهم.
ويُعدُّ تعاون قوَّات السُّلطان المسلَّحة مع أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتَّحدة نموذجًا للتعاون العسكري الكبير بَيْنَ سلطنة عُمان والمملكة المتحدة، حيث تهدف تلك الأكاديمية العسكرية الكبرى التي كان من بَيْنِ خريجيها صاحب السُّمو السَّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد، إلى إعداد قادة المستقبل، وتتمحور فلسفتها في أنَّ القيادة هي محور جميع المناهج الدراسية بالأكاديمية، حيث يدرس الطلاب جميع البرامج التدريبية نفسها والعلمية، وتتغير وتتطور برامج الأكاديمية مع تغير طبيعة الصراع في العالم للوفاء بما يستجد من متطلبات على الصعيد العسكري عالميًّا.