مما لاشك فيه أن الحكومة الموقرة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله وأبقاه ـ تبذل جهودا كبيرة من أجل النهوض بالقطاع الصحي بالوطن، من خلال تخصيص ميزانية ضخمة لجذب أحدث الأجهزة الطبية من أجل أن تكون متوفرة في مستشفياتنا، والاستعانة بكفاءات طبية تحمل مؤهلات علمية عالية في التخصص وبالرغم من تلك الجهود والتي يستشعر بها المواطن بكافة مناطق السلطنة ، لكن مازالت معاناة بعض المرضى تكمن في دوامة المواعيد المتأخرة في الحصول على موعد للكشف بأشعة تليفزيونية أو موعد لإجراء عملية جراحية في المستشفيات التابعة للوطن التي تكون بالنسبة للمريض وللأسف الشديد مثل طعم الحنضل بمرارتها في مختلف المسارات الطبية التي يلجأ لها المريض، وهي تشكل هاجسا مقلقا يعيش فيه المريض مقاوما للمرض في دوامة المواعيد المتأخرة التي قد تمتد إلى شهور متتابعة فمرحلة علاج المريض في هذا الوطن تمر بثلاثة مسارات طبية كما هو معروف تكمن في المراكز الصحية المتوفرة في بعض الولايات ، والمستشفيات العامة ، وبعدها المسار الأخير المستشفيات التخصصية إن وجدت وهي قليلة مقياسا لحالة الضغط عليها نظرا لضعف البنية التحتية لبعض المراكز الصحية والمستشفيات العامة في بعض مناطق السلطنة إضافه إلى قلة الإمكانيات المادية والبشرية في تلك المستشفيات لعدم وجود المستشارين المتخصصين الماهرين، مما يؤدي إلى حالة الضغط الشديد على المستشفيات التخصصية لبعض الأقسام ، حتى يصل الأمر إلى أن بعض الأقسام تكون عاجزة تماما عن استقبال مرضى ، وبعدها يدخل المرضى في دوامة المواعيد المتأخرة في قوائم الانتظار الطويلة حتى أن بعضهم يفاجئهم الموت ـ والأعمار بيد الله ـ ومازالت أرقامهم في الخانات المتأخرة ، ومن هنا نناشد وزارة الصحة ويحدونا بها الأمل كبيرا في تخطي عقبة قوائم الانتظار الطويلة من خلال التعاقد مع نخبة من الأطباء الاستشاريين المتميزين الحاصلين على أعلى المؤهلات العلمية في أدق التخصصات الطبية ، وذلك للعمل في كافة المستشفيات بمختلف ولايات السلطنة وليس التركيز فقط في ولايات معينة على حساب ولايات أخرى ، حتى تقل حالة الضغط على أقسام معينة في بعض المستشفيات ، وكذلك نناشد الوزارة بأن تكثف من عمل برنامج الزيارات المتكررة من قبل استشاريين مميزين في كافة ولايات السلطنة لعلاج الحالات المستعصية، وتخفيف معاناة المرضى المتواجدين في الولايات والتي تفتقر للمستشارين الماهرين في التخصصات الدقيقة.

حمد بن سعيد الصواعي
[email protected]