[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
امتدت بها السنون عمرا واحدا فظلت نكهة السلطنة وأحد أعمدتها التي جاءت في وقت الاصغاء لتاريخ جديد لها.
هي " الوطن " التي علمت حروفها ما أحلى الوطن، وساهمت بصدق الكلمات معنى أن يكون الوطن عمان، وانتجت تلك الفخامة من العبارات كي يظل الوطن يقظا على أيامه القادمة.
ما أجمل أن تنتسب لـ " الوطن " كي تكون مواطنا في وطن يرقى الى مصاف من سبقوه، لكنهم كانوا قد سبقوا بتعداد السنين أما هو فسبقهم بأريحية الروح والمكان وبسطوة التقدم والعملقة.
ها هي السنون تفعل فعلها، تشيخ لكن " الوطن " تظل صبية تسر نظرتها كل من أحب فيها الانتماء، واي انتماء أجمل ما كان لوطن كلما اقترب التاريخ منه صنعه من جديد.
كلما كنت اذهب اليها أجدها على شغل الأيام تنتظر بوح العاملين بما يجب كتابته وقوله. تتغير الأيام والعناوين لكنها تظل ابنة اللحظة التي دبت فيها حماسة أولى، ونبضة أولى، وفرح برائحة حبرها في اللحظة الأولى إلى كل السنين التي كان فيها الوطن العماني مشتغلا على ذاته ليأمن مستقبل أبنائه.
اليوم أحن اليها، لكني قريب منها دائما، فالمسافات ليست بالكيلومترات، إنها بالروح، عندما تكون في المكان الأحب لا مقاييس للمسافات، أما الأمكنة التي لا تحب فقد تكون فيها لكنها أبعد من كل المسافات.
ليتها الأيام تعود، هكذا يقول القلب، ربما تسمعها الشفاه فتتمتم.
صبيحة هذا اليوم المليء بذكريات " الوطن " تذهب الصحيفة إلى قرائها مبللة بالحنين الأول الذي أطلق فيها معنى أن يظل العماني على عادته من أجلها . لكنها حين عايشت مشوار العمر الطويل مع وطن يحقق المعجزات، فقد غرفت من تجربة سلطانها وذاك أساس نضارة الوطن الذي تجمل بعبق رائده وصانعه ومحقق آماله، بتلك النعمة التي هبطت على عمان بعدما كان لها سلطانها الذي قهر الزمان.
يحلو اليوم أن يتكرر عيد الصحيفة الغراء فيكون عاما آخر، يوم الصحيفة تجربة عام، وعامها صورة من تجارب، ولديها دائما ذلك الحنو الذي يداعبها كلما اشرقت شمس يوم عليها بان لها في الآمال استمرار الابد.
هي بداية مع التجربة الخلاقة التي ولد بها وطن جليل ، فكانت " الوطن " ولادته.
إنها لعبة الأعمار التي تستفيد دائما مما سبق، وتكاد " الوطن " ان تكون روح الإفادة، بمجرد التفكير بانشاء صحيفة في ذاك الزمن الأول، فقد كان بحاجة للكلمات، ويوم مشت الطمأنينة في قلب الوطن وفي قلب كل مواطن عجزت الكلمات عن البوح بما تحس.
أسنكتب في كل عام عن وطن صنع " الوطن " وعن " الوطن " التي ساهمت في كتابة تاريخه. هي رحلة الثانية من أجل أن تطل صفحاتها على محبين يريدون معنى المشاريع التي صنعت لهم وطنهم. بهذا الادراك يكمن المعنى في الصحيفة التي لم تستطع احيانا مواكبة التنمية الهائلة التي زرعت في قلب الوطن بأسرع مما يتصوره عقل أو زمان مشابه عند آخرين .
إنها التهاني ، لكن هل يهنيء المرء نفسه .. أجل ، عندما تكون الصحيفة عمانية الوجه عربية المحتوى، قومية الاحساس، ووطنيتها فوق كل اعتبار.