” للنجاح علامات فعندما يتصل بى أحد معارفى أن أساعده فى نشر إعلان فى قسم الاعلانات المبوبة واساعده على ما يريد ليتصل بى صباح اليوم التالى يشكرنى فقد أوتى الاعلان ثماره من اول نشرة بعدما فشل قبل ذلك من نشره فى عدة صحف ولم يسمع عنه أحد وعندما أسمع ايضا من صديق آخر مازحا معى قائلا: تكون ليلتى ليلاء اذا دخلت على أولادى بدون جريدة الوطن،”
ــــــــــــــــــــ
دائما للنجاح شيفرة لا يفك طلسمها إلا المجتهدون فلا وصول للقمة حتى ينزف العرق ولا بلوغ للمجد حتى يلعق الصبر .. تلك هى مواصفات الريادة وتلك هى باختصار ملحمة جريدة الوطن.
ونذكر لمن نسى ونروى لمن تناسى عندما نكون فى أحلى ساعات النوم تدق رنات الهواتف وتقرع أبواب كافة العاملين هلموا فقد ظهرت نتائج الثانوية العامة وكمن على جبهة القتال يهرع جموع العاملين الى مبنى الجريدة تلهث أنفاسهم كى يلتقطوا كشوف الطلبة التى تتجاوز مئات الصفحات والمطلوب أن تنشر آلاف الأسماء على صفحات الجريدة فى طبعات متتالية وفى أسرع وقت ممكن وكيف لا تسرع وأنت ترى المئات من الأسر وأولياء الأمور والطلبة يفترشون ساحة الجريدة وعيونهم شاخصة على كافة النوافذ ودقات قلوبهم المتسارعة تجعل الجميع يلهث بكل سرعة كى نحمل لهم البشرى كما حملوا للوطن كل الثقة فى أنها الجهة الوحيدة القادرة أن تصل اليهم وتنشر لهم الخير قبل الخبر وتمر الساعات ونتمنى أن يتجمد الزمن الذى نصارعه كى تطير الجريدة الى ايدى المتلهفين عليها ويدور رحى العمل من قسم إلى آخر ومن مرحلة الى اخرى حتى تصل الى المطبعة وهى المرحلة النهائية ومن سرعات بطيئة تخرج للحياة وريقات الجريدة ويتسارع دوران الماكينات وتشم رحيق الأحبار وتخرج النسخة تلو الاخرى تشق طريقها الى جميع العطشى للبشرى وفى مشهد لم تجده ولن تجده تتصارع آلاف الأيدى وتتشابك وتتعارك كى تفوز بنسخة من جريدة الوطن وتخرج الطبعات تلو الطبعات توزع بعضها وبالمجان على تلك الحشود البشرية والأخرى الى سيارات التوزيع والتى تنطلق باقصى سرعة لكل ربوع السلطنة تطفئ لهيب الانتظار لآلاف الطلاب وأسرهم.
واذا كان للنجاح عنوان فلابد ان تصل لصاحب العنوان الصحيح فى هذا النجاح الا وهو صاحب تلك الملحمة الاستاذ محمد بن سليمان الطائى هذا الرجل المدرسة كيف والعمل فى الصحف يكون على مدار الساعة كل قسم يسلم للآخر ولا تتعجب ان يكون هذا الرجل مع كافة الاقسام من الصباح الباكر حتى اخر الليل يتابع بنفسه الصغيرة قبل الكبيرة يذلل مشكلة هنا ويؤسس لفكرة هناك يحتوى من يغضب بدون غضب ونختلف معه وايضا لايغضب يحمل العطف والمودة لكل مرؤسيه وتسأل بعد ذلك كيف تفوقت الوطن.
وللنجاح علامات فعندما يتصل بى احد معارفى أن اساعده فى نشر اعلان فى قسم الاعلانات المبوبة واساعده على ما يريد ليتصل بى صباح اليوم التالى يشكرنى فقد أوتى الإعلان ثماره من اول نشرة بعدما فشل قبل ذلك من نشره فى عدة صحف ولم يسمع عنه احد وعندما اسمع ايضا من صديق آخر مازحا معى قائلا: تكون ليلتى ليلاء اذا دخلت على اولادى بدون جريدة الوطن، الى اخر لم يجاملنى قائلا ايضا: اذا اردت ان تضمن اعلانك او سلعتك تصل للجميع فعليك بالوطن واذا اردت روح الصحافة والمصداقية فعليك بالوطن واذا أردت أن تغرق فى حب وتراب الوطن فعليك بجريدة الوطن.
فليس كل مطبوعة تكون مثل الوطن ولا يصنع النجاح الا أمثال الاستاذ محمد الطائى .. لا أبالغ فتلك هى الحقيقة 44 عاما مرت على تأسيس هذه المطبوعة العريقة من غرفة فى شقة الى غرفتين فى أخرى تتنقل الجريدة صفحات قليلة وتأثير كبير واحترام وثقة اكبر ومعاناة وتعب وعرق وسهر وجهد وفكر وابداع وتكبر الوطن فى عدد صفحاتها وموظفيها ومبانيها ومطبوعاتها وفى المقابل تكبر فى قلوب الناس وتكبر مصداقيتها ويكبر انتشارها لتتربع على عرش الصحافة العمانية وتصير الصحيفة الشعبية الأولى وتصير الوطن اكثر الصحف انتشارا وتوزيعا فى السلطنة بشهادة كبريات مؤسسات التحقق من الانتشار وأنا لا اضيف شيئا ولكن انقل حقيقة وأصف واقعا وأروى فقط قصة نجاح اسمها الوطن....
كل عام وأنت الرائدة ....كل عام وأنت العريقة ....كل عام وأنت الوطن.

فوزى رمضان
كاتب صحفى مصرى
[email protected]