- استمرار تشكّل السحب الركامية وهطول الأمطار الرعدية على جبال الحجر
- قوات السلطان المسلحة تواصل عمليات الإسناد لتخفيف آثار الأنواء المناخية
- «النقل والاتصالات» تفعل خطة الطوارئ الخاصة بقطاع الطرق

مسقط ـ العمانية:
الرستاق ـ من سيف الغافري:
عبري ـ من سعيد الغافري:
تستمر فرص تشكُّل السُّحب الركامية وهطول الأمطار الرعدية متفاوتة الغزارة، يصاحبها جريان الأودية الجارفة أحيانًا على جبال الحجر والمناطق المجاورة وعلى المناطق الصحراوية بمحافظتي الوسطى وظفار، قد تمتد لتشمل سواحل وجبال ظفار.
فيما قام صباح أمس ‏معالي ناصر بن خميس الجشمي ـ أمين عام وزارة المالية وعدد من أصحاب السعادة الوكلاء بزيارة ميدانية للقرى المتضررة بولايتي الرستاق والعوابي بمحافظة جنوب الباطنة.
تم خلال الزيارة الوقوف على الأضرار التي خلفتها الأمطار والأودية الغزيرة التي شهدتها تلك القرى الأيام الماضية، والتي أثرت بشكل كبير على المنازل والمزارع والطرق وخدمات الكهرباء والمياه والاتصالات، والتقوا خلال الزيارة بعدد من الأهالي المتضررة منازلهم وممتلكاتهم استمعوا منهم إلى حجم تلك الأضرار. ‏كما اطلع معاليه وأصحاب السعادة الوكلاء خلال الزيارة على الجهود المبذولة من قبل الجهات الحكومية والعسكرية والأهلية لإعادة الخدمات الأساسية المتأثرة جراء الأمطار الغزيرة والأودية، وقد شملت الزيارة قرى وادي بني عوف والغشب والطيخة بولاية الرستاق وقرى وادي بني خروص بولاية العوابي. من جانبه قال سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات لوكالة الأنباء العُمانية وتلفزيون سلطنة عُمان: إنّ الوزارة قامت بمعاينة الأضرار في الطرق المتأثّرة بالأمطار الغزيرة في ولايات محافظة جنوب الباطنة والأولوية في الوقت الحالي تكمن في إيجاد طُرق بديلة، على أن تتم تهيئتها لاحقًا بهدف إعادة الحركة المرورية لطبيعتها في أقرب فرصة مُمكنة. وأكَّد سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية لوكالة الأنباء العُمانية أنّ الزيارة الميدانية تأتي استكمالًا للجهود التي تقوم بها الوزارة لمعاينة وحصر الأضرار التي تعرضت لها المحافظات المتأثّرة جرّاء الأمطار الغزيرة، وتعمل الفرق المعنية حاليًّا على متابعتها. من جانبه أكَّد سعادة الشيخ صالح بن ذياب الربيعي والي الرستاق لوكالة الأنباء العُمانية أن العمل متواصل ومُستمر من قِبل كافة المؤسسات والجهات الحكومية لإعادة الخدمات الأساسية الكهرباء والمياه والاتصالات والطرق، في ولايتي الرستاق والعوابي بمحافظة جنوب الباطنة.
وأضاف سعادته أن الزيارة الميدانية التي قام بها معالي أمين عام وزارة المالية وأصحاب السعادة الوكلاء للولايات المُتضررة تعكس حرص الحكومة ومُتابعتها لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها.
كما يواصل الجيش السُّلطاني العُماني تقديم الجهود الفنية المتنوعة، وعمليات الإسناد في جوانب متعددة، إنسانية منها واجتماعية، من خلال تسخير مقدراته البشرية وأعداد من المعدات والآليات لمساندة المتضررين في عدد من ولايات محافظة جنوب الباطنة، وذلك في إطار العمل التكاملي والجهود الوطنية المشتركة للتخفيف من آثار الأنواء المناخية التي تمر بها البلاد. ومن جانبه قام سلاح الجو السُّلطاني العُماني بعملية (إجلاء طبي) لعدد من الحالات التي تعذر نقلها برًّا جراء الحالة الجوية الرَّاهنة وذلك بمناطق (هاط، وبلد سيت، ومن مركز الطيخة الطبي) ونقلهم إلى مستشفى الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة لتلقي العلاج التخصصي اللازم، كما تم نقل طاقم طبي ومؤن استهلاكية إلى وادي بني عوف بولاية الرستاق. كما قامت وحدات من الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع بتقديم أوجه الدعم الفني والإسناد الهندسي لإعادة فتح الطرق الرئيسة والفرعية في كل من ولاية نخل ووادي المعاول جراء الحالة الجوية التي يتعرض لها عدد من ولايات ومحافظات سلطنة عُمان، وسبق ذلك جهود الخدمات الهندسية في محافظة مسندم. وفي وقت سابق قامت أيضًا البحرية السلطانية العُمانية بتسخير سفن أسطولها لتسيير رحلات بحرية لنقل بعض المعدات والمواد والاحتياجات الضرورية إلى نيابة ليما بمحافظة مسندم نتيجة تأثرها مؤخرًا بالحالة الجوية التي أدت إلى هطول أمطار غزيرة وجريان الأودية مما تسبب في انقطاع الطرق وتأثر بعض الخدمات الأساسية، حيث أبحرت إحدى سفن البحرية السُّلطانية العُمانية من ميناء خصب التجاري محملةً ببعض المعدات والمستلزمات الضرورية إلى ميناء ليما بمحافظة مسندم، وذلك حفاظًا على استمرارية توفر المواد الضرورية في أرجاء النيابة وباقي الاحتياجات الأساسية الأخرى. يأتي ذلك في إطار الجهود والأدوار الوطنية والإنسانية التي تقدمها قوات السُّلطان المسلحة، ودوائر وزارة الدفاع للمواطنين والمقيمين على أرض الوطن جنبًا إلى جنب ومع باقي المؤسسات الحكومية الأخرى. وشهد عدد من قرى ولاية عبري أمس هطول أمطار رعدية متفارتة الغزارة كانت مصحوبة برياح وتساقط حبات البرد تركزت على نواحي قرى وادي العين وضم والعبلة وعملاء وسويداء الماء ومناطق جبل الكور أدَّت إلى جريان عدد من الأودية والشعاب في القرى الواقعة على السلسلة الجبلية شرق ولاية عبري. واستبشر الأهالي بالأمطار وجريان الأودية والشعاب خلال الأيام الماضية مما أدَّت إلى امتلاء سدود التغذية الجوفية وفيضانها وزيادة منسوب المياه في الأفلاج والآبار بالولاية وانسيابية المياه الجارية على ضفاف الأودية في قرى ضم والهجر ومقنيات وبلاد الشهوم ومجزي وظاهر الفوارس والمحيول والحيال والقرى الواقعة على مسار الوادي الكبير.
الخدمات الأساسية
ويواصل قطاع الخدمات الأساسية باللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة جهوده في مختلف المحافظات المتأثرة بالحالة الجوية التي شهدتها سلطنة عُمان مؤخرًا. وقامت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وبلديات المحافظات بتفعيل خطة الطوارئ الخاصة بقطاع الطرق وذلك بتوجيه الشركات العاملة في مجال الطرق بضرورة توفير المعدات والعمالة اللازمة لفتح وصيانة الطرق وتوزيعها في جميع المواقع المتضررة، وتكوين فرق العمل الميدانية في مختلف ولايات المحافظات لمعرفة حالة الطرق في كل ولاية. ونظرًا لغزارة الأمطار وجريان الأودية بكميات فوق المتوقع فقد تضررت العديد من الطرق الإسفلتية والترابية وخصوصًا بمحافظة مسندم وشمال وجنوب الباطنة والظاهرة والبريمي والداخلية وشمال الشرقية، وتنوعت تلك الأضرار بين تكدس الرمال والمخلفات وإزالة لطبقات الرصف والحمايات وبين الانقطاع الكلي للطريق في أحيان أخرى، وتم العمل على فتح وصيانة جميع الطرق التي تضررت وعمل تحويلات مؤقتة لبعض الطرق المتضررة لضمان انسيابية الحركة المرورية ويجري حاليًّا تأهيل بعض الطرق الإسفلتية المتضررة والعمل على تنظيفها، كما أن العمل جارٍ لصيانة الطرق الترابية والجبلية لضمان سهولة تنقل الأهالي وسيتم تحديد نوعية جميع الأضرار واقتراح الحلول المناسبة لتفاديها مستقبلًا. والعمل جارٍ بالتنسيق مع القطاعات الأساسية الفرعية لتفتح الطرق لتسريع حركة فرق الاستجابة الميدانية لها.
وفي قطاع الكهرباء فقد تأثرت بعض خطوط الكهرباء بتساقط عدد من الأعمدة وغمر المياه لبعض مرافق خدمة الكهرباء مما أدَّى إلى انقطاع التيار الكهربائي سواء بشكل طارئ أو احترازي ببعض المواقع مثل محافظة مسندم وتمت استعادة خدمة الكهرباء بالشبكات العامة بجميع ولايات المحافظة حيث تعمل الخدمات بكفاءتها الاعتيادية. وفي محافظة جنوب الباطنة عملت الشركة المرخصة بالتعاون مع باقي الجهات لإصلاح الأعطال، وضمان استعادة خدمة الكهرباء بأقرب وقت ممكن وتم استعادة الخدمة بأغلب المناطق المتأثرة. ومن أهم القرى التي تم استعادة الخدمة بها هي الغشب والجفر وصلماء والحيل وجبل ضوي وضبعوي. كما تم تقديم الدعم لقطاع الاستجابة الطبية والتوعية العامة، وذلك بتركيب مولد كهرباء للمركز الصحي بوادي بني خروص كما تم توفير مولد كهربائي بمركز صحي وادي بني عوف وتم استعادة الخدمة بوادي بني خروص وجارٍ العمل لإعادة خدمة الكهرباء بوادي بني عوف وذلك بعد تأمين مسار للمعدات عن طريق وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وباقي الجهات الأخرى.
وفي قطاع الاتصالات بلغ عدد المحطات المتأثرة بالحالة الجوية والأمطار في المحافظات (54) محطة. وفي محافظة مسندم بلغ عدد المحطات التي تأثرت بالمحافظة (11) محطة موزعة على النحو الآتي: في ولاية خصب تأثرت (٧) محطات وتم استعادة (٤) محطات للخدمة ويجري التعامل مع (3) محطات وفي ولاية دبا تأثرت (3) محطات وتم إعادتها للخدمة وفي ولاية مدحا تأثرت محطة واحدة وإعادتها للخدمة. وفي محافظة شمال الباطنة بلغ عدد المحطات التي تأثرت بالمحافظة (9) محطات موزعة على النحو الآتي: في ولاية صحار تأثرت (7) محطات تمت إعادتها جميعا للخدمة، وفي ولاية لوى تأثرت محطة واحدة وتمت إعادتها للخدمة، وفي ولاية الخابورة تأثرت محطة واحدة وتمت إعادتها للخدمة، وفي محافظة جنوب الباطنة بلغ عدد المحطات التي تأثرت بالمحافظة (24) محطة موزعة على النحو الآتي: وفي ولاية الرستاق تأثرت (3) محطات تمت إعادة محطة واحدة ويجري العمل على إعادة محطتين، وفي ولاية العوابي تأثرت (19) محطة تم إعادة (8) محطات وجارٍ العمل على (11) محطة، وفي ولاية نخل تأثرت محطتان، وتم إعادة محطة واحدة ويجري العمل على المحطة الأخرى. وفي قطاع المياه والصرف الصحي تأثرت بعض خدمات المياه بعدد من المحافظات تمثلت في جرف وكسر عدد من خطوط شبكات المياه حيث تمت صيانة واستبدال تلك الخطوط لجميع المحافظات وجارٍ العمل على عدد من المواقع على النحو الآتي: في محافظة مسندم تأثرت شبكة ولاية مدحا بشكل عام نتيجة انجراف ما يقارب (1) كم من الأنابيب والفرق الفنية بدأت بأعمال الإصلاح، وبلغت نسبة الخدمة بولاية مدحا التي تم استعادة شبكة توزيع المياه فيها ٩٦٪ وجارٍ تزويد المشتركين المتأثرين بواسطة الناقلات، وتم استعادة خدمة المياه، كما تم استعادة نسبة ١٠٠٪ بولايتي خصب ودبا ونيابة ليما. أما في قطاع إدارة النفايات فقد تأثرت خدمات إدارة النفايات في بعض المناطق من المحافظات التي هطلت عليها أمطار غزيرة خلال الفترة الماضية وخاصة محافظة مسندم وأيضًا بصورة أوسع في محافظات شمال الباطنة وجنوب الباطنة والظاهرة والداخلية من جراء الأمطار وتم تفعيل خطط الطوارئ الخاصة بالتعامل مع هذا النوع من الحالات الطارئة التي تضمنت استخدام المعدات الثقيلة لمساندة عمليات إدارة النفايات في المناطق المتأثرة وتوفير حاويات بديلة للحاويات المفقودة والمتضررة ومساندة أعمال التعافي بشكل عام.
جهود مجتمعية
فيما تتواصل الجهود المجتمعية لإعادة الحياة إلى طبيعتها للقرى المتضررة بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة من خلال فتح الطرق وإعادة الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وإزالة مخلفات الأمطار والأودية من الأماكن العامة ومنازل الأهالي المتضررين إلى جانب توزيع المؤن والاحتياجات الاستهلاكية وإيصالها إلى الأسر المستحقة. وقد أوجد مشهد التعاضد والتكاتف بين الجهات الحكومية المدنية منها والعسكرية وبين المواطنين تكاملا في أداء الواجب الوطني وجسد صورة مشرفة لأبناء هذا الوطن الغالي. يقول صالح بن سعيد الصخبوري رئيس اللجنة الإعلامية لفريق الرستاق الخيري: بأن فريق الرستاق الخيري يواصل العمل في حصر الأضرار التي خلفتها الأمطار والأودية الجارفة بمختلف قرى الولاية وينفذ الفريق حاليا حملة إغاثة للقرى المتضررة وتم توزيع بعض المؤن والاحتياجات الاستهلاكية والفرش للأسر المستحقة التي تضررت منازلها جراء الأمطار والأودية. وقال المواطن علي بن خليفة الناصري: لقد خلفت الأمطار والأودية الغزيرة أضرار كثيرة لا تعد ولا تحصى سواء على المساكن أو المزارع ومختلف الممتلكات ولكن بفضل تكاتف الأهالي مع كافة مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية ساهم هذا التكاتف والتعاون في التخفيف من معاناة الأهالي المتضررين حيث بدأت الخدمات تعود بشكل تدريجي للمناطق والقرى المتضررة. من جانب آخر تواصل بلدية جنوب الباطنة أعمال فتح الطرق وإزالة مخلفات الأودية بمختلف قرى الولاية بالتعاون مع باقي الجهات الحكومية والعسكرية حيث تم تسخير كافة الإمكانيات من معدات وكوادر بشرية وتشكيل فرق عمل ميدانية لإزالة المخلفات والمشوهات وفتح الطرق.