عام جديد يُقبل علينا ولا ندري بكل الأحداث والمواقف، نتساءل: ماذا سطّرت أقلامُنا؟ وماحوته كُتبنا من أعمال وأقوال وأفعال؟!.. انصرم العام وذهبت معه دروس وعِبر.. قد نكون تعلمنا منها الصبر والجلد والعزيمة وتكملة المسير.. وقد نكون أخفقنا وتعثرنا قليلاً لأمر نراه صعبًا وغير مـُجدٍ بفائدة.
والأحداث كثيرة مرّت بهذا العام والدروس أتت مجلسها، وحظيت النفوس بوقفة صادقة مؤمنة بأقدار، وقد أخذت مسارها وانتهت معها قصة حياة وأمل، لا سيما فقد الأحبة الساكنين قلوبنا، ولايزال لهم بالعين مسكنًا وبالقلب مأوى ويبقى الدعاء لهم رقراقًا كماءٍ جارٍ لا يجف، يظل جريانهِ محمّلًا بالدعاء لهم.. فيا رب اغفر لأحبةٍ فقدناهم وأسكنهم فردوسك الأعلى واجمعنا بهم بجناتك جنات النعيم.
عام هجري جديد يُقبل علينا بنفحات إيمانية ودعوات صادقة من القلب، وينصح بها غافل لا ننكر تقصيرنا، وغفلتنا عن أمور كثيرة تأجلت إلى إشعار آخر.. ولكن الفرصة لاتزال سانحة والهمم عالية، فلنشّمر أحبتي في الله ولنجتهد لنجعل عامنا الجديد عام صفحِ، وتسامح،وعفو وراحة بال، ورضا للنفس ولنعتذر لمن أخطأنا بحقه بقصد أو غيره، ونتصافى بقلوب نقية لاتحمّل بثنياها إلا الخير والسلام والوئام.
علينا أن نـُراجع أنفسنا وأن نضع أهدافنا ونرسم لعامنا الجديد أحلامًا وطموحات نجتهد قدر المستطاع لنـُحقق مابدأناه ولم ننتهِ منه.. نحاول أن نتطلع للحياة بإيجابية تامّة نطرد السلبية جانبا وننظر الى الغد، وكأننا بدأنا من الأمس وطوينا كل صفحاتهِ نعتذر ونصفح.. نبتسم ونُجدد الأمل بقلوب عاشت الألم.. نكسر حاجز القلق والخوف ونستمر ونطوي صفحة هذا العام بكل تفاصيلها.. وننسى عثراتنا لنعيش اليوم وكأنه يومنا الأخير.. نُسعد أنفسنا وبالتالي نرى السعادة لكل من وقف معنا.
رحل العام ويُقبل العام الجديد،ونرجومن كل التأجيلات المنتظرة أن تتحقق.. نطوي صفحات اليأس والحزن والألم.. نُقبل لخالقنا بروحٍ صافية مُحبّة للجميع.. كل يوم يمر علينا ينتهي ولا يعود، ينقص من أعمارنا لنعمل ونُشّمر للدار الأخرى بالأعمال الصالحة ولنُبادر بأن نكون خير خلف لخير سلف هكذا نجني ثمرة الجهد والإخلاص.
أرجو من الله ـ جلّت قدرتُه وتعالت صفاتُه وتقدست أسماؤه ـ أن يكتُب لكم دروب السعادة، ويفتح لكم أبواب الأمل، ويرزقكم رزقًا كالسيل لا ينقطع، وأن يُبارك أعماركم في طاعتهورضاه، وأن يُصفّي قلوبكم من الغيبة والنميمة والحسد، ويُزينكم بمكارم الأخلاق والسماحة وطيب الذِكر أينما حللِتم وارتحلتم.
كل عام وأنتم إلى خالِقكم أقرب وأنقى وأتقى وأجمل.. ونصر الله المسلمين بمشارق الأرض ومغاربها وأيدهم بالقوة والنصر.

* عواطف السعدية
كاتب عماني