[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/samyhamed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سامي حامد[/author]
” المشهد الأبرز في أحداث العنف كان عشية ذكرى الخامس والعشرين من يناير حين لقيت الناشطة شيماء الصباغ حتفها بثلاث رصاصات وهى في طريقها إلى ميدان التحرير لوضع أكاليل من الزهور تكريما لذكرى الشهداء .. الضحية شيماء وهى عضو قيادي في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي كانت تسير ضمن مسيرة انطلقت بشكل رمزي إلى الميدان لوضع الزهور تكريما للشهداء...”
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عاد العنف مجددا في مصر مع حلول الذكرى الرابعة لانتفاضة 25 يناير التي أسقطت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك .. شهدت القاهرة وعدد من المحافظات اشتباكات تارة بين أنصار جماعة الإخوان والأمن وتارة أخرى بين عناصر الاخوان والأهالي سقط خلالها 24 قتيلا و97 جريحا وهى أعلى حصيلة للضحايا تشهدها مصر منذ سقوط نظام حكم الإخوان في نهاية يونيو العام 2013 مايعيد إلى الاذهان الاضطرابات التي عانى منها المصريون عقب اندلاع أحداث 25 يناير العام 2011 مع الفارق في انخفاض عدد المتظاهرين عما كان عليه الحال في السابق حيث خرج أنصار جماعة الإخوان في مسيرات محدودة ومتفرقة في بعض أنحاء العاصمة ومايقرب من خمس محافظات تصدت لها قوات الأمن والاهالي كانت أشدها في حي المطرية بالقاهرة حيث يقطن عدد كبير من أنصار جماعة الإخوان في تلك الضاحية.
المشهد الأبرز في أحداث العنف كان عشية ذكرى الخامس والعشرين من يناير حين لقيت الناشطة شيماء الصباغ حتفها بثلاث رصاصات وهى في طريقها إلى ميدان التحرير لوضع أكاليل من الزهور تكريما لذكرى الشهداء .. الضحية شيماء وهى عضو قيادي في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي كانت تسير ضمن مسيرة انطلقت بشكل رمزي إلى الميدان لوضع الزهور تكريما للشهداء فإذا بطلقات الخرطوش تصيبها من الخلف لتلفظ أنفاسها الأخيرة عقب وصولها إلى المستشفى ليتم مجددا توجيه أصابع الاتهام إلى رجال الأمن بينما نفت وزارة الداخلية في بيان رسمي إطلاق الرصاص على شيماء وبأن رجال الشرطة استخدموا فقط قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين فيما قرر النائب العام في مصر المستشار هشام بركات فتح تحقيقا واسعا لمعرفة ملابسات الحادث ولاتزال التحقيقات جارية.
حادث "شيماء " ليس الأول من نوعه حيث تكرر كثيرا في أحداث شارع محمد محمود وفي ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية حين يسقط القتلى بينما الفاعل مجهول، حيث كل طرف يوجه الاتهامات إلى الطرف الآخر .. بينما تموت الحقيقة في يد صاحبها فرجال الأمن ينفون نفيا قاطعا إطلاق النار على " شيماء " بينما أعضاء حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الذين شاركوا في تلك المسيرة يؤكدون أنهم توجهوا إلى الشرطة لإبلاغهم بأنهم في مسيرة سلمية ستذهب إلى الميدان لوضع أكاليل من الزهور تكريما للشهداء فكان الرد من رجال الامن إطلاق قنابل الغاز وطلقات الخرطوش على المسيرة واعتقال عدد من المشاركين فيها ليتصدر الطرف الثالث الخفي المشهد من جديد !!
قبل حلول الذكرى الرابعة لاحداث 25 يناير حذرت الدولة المصرية من محاولات الوقيعة مرة أخرى بين الشرطة والشعب وبين الجيش والشعب مثلما حدث بالفعل من قبل حين كان يردد المتظاهرون " يسقط حكم العسكر " ويهاجمون الداخلية ورجالها .. وعقب ثورة 30 يونيو نجحت المؤسسة العسكرية في احتواء الشعب حين وقفت إلى جانبه لإسقاط حكم جماعة الإخوان كما استعادت الشرطة هيبتها ومكانتها حتى عاد المتظاهرون يرددون " الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة " .. فهل حادث مقتل " شيماء " هو محاولة للوقيعة بين الشرطة والشعب مجددا أم أن الشرطة متورطة في هذا الحادث بشكل أو بأخر .. هذا هو المفترض أن تكشفه تحقيقات النيابة الجارية حاليا !!
يبقى السؤال .. إلى متى ستعيش مصر في دوامة العنف الذي ينحسر بعض الوقت ليعود مجددا ؟! .. وما الفائدة التي ستعم على جماعة الإخوان من تلك الأعمال العدائية التي بات المواطن المصري البسيط يدفع ثمنها ؟! وهل من المنطق أن مليون مواطن إخواني يفرضون رأيهم على 89 مليون مواطن ؟! .. هل جماعة الإخوان على قناعة بأنها بتلك الأعمال تستطيع استرداد السلطة التي انتزعها الشعب منها ؟!.. في الواقع أن جماعة الإخوان فقدت أثرها في الشارع المصري ولم يعد لها وجود مؤثر مثلما كان عليه الحال قبل أحداث 25 يناير العام 2011 بعد أن انكشفت حين زعمت في البداية انها غير طامعة في السلطة وأنها لن ترشح أحدا من قياداتها في انتخابات الرئاسة وأنها لن تنافس سوى على عدد محدود من مقاعد البرلمان ثم تبين للجميع كذب الجماعة حيث حصدت أغلب مقاعد البرلمان ودفعت باثنين من المرشحين في انتخابات الرئاسة الأول خيرت الشاطر الرجل القوي في جماعة الإخوان الذي لم تنطبق عليه شروط الترشح والثاني محمد مرسي الذي فاز بفارق ضئيل عن منافسه الفريق أحمد شفيق في انتخابات شابها التزوير!!
جماعة الإخوان فقدت مصداقيتها عند المواطن المصري وبالتالي فالمحاولات التي تقوم بها من تظاهر مصحوب باستخدام العنف لن تجدي ولن تؤدي إلى نتيجة سوى زيادة حجم الكراهية عند المصريين تجاهها وأن عودتها للحياة السياسية وليس للسلطة باتت مستحيلة في ظل العنف الذي تنتهجه والذي يسحب من رصيدها في الشارع المصري كل يوم حتى صارت بلا رصيد !!.