الأربعاء 3 أغسطس الحالي، اختتمت في صلالة منافسات دوري قوات السلطان المسلحة لكرة القدم في النسخة رقم (25)، توج بها في نهاية المطاف فريق الحرس السلطاني العماني بتفوقه على فريق سلاح الجو السلطاني العماني في النهائي، هذه البطولة تضم في مختلف فرقها المشاركة أعدادا كبيرة من لاعبي الأندية المحلية سواء في دوري الاضواء أو دوري الدرجة الأولى، الأمر الذي حرم الأندية من هؤلاء اللاعبين خلال أهم فترات الاستعداد للموسم الكروي القادم 2022/‏2023م ، خاصة وأن بعض الاندية تعاقدت مع أبرز اللاعبين للعودة لمنصات التتويج التي غابت عنها فترات طويلة من الزمن، وفي ذات الوقت فإن أغلبهم – اللاعبين – ينتمون لفرق القوات المسلحة، لذلك فإن معاناة الاندية كانت كبيرة بعد أن غاب عنها لاعبوها الذين سيتم الاعتماد عليهم في تحقيق الأهداف المنشودة بنهاية هذا الموسم ..
مدربو الأندية يصرخون من غياب اللاعبين عن التدريبات، وبأنهم لا يستطيعون تنفيذ وتطبيق كافة الخطط التي رسموها لرحلة الاستعداد للموسم الجديد، حيث استعانوا بلاعبي المراحل السنية في هذه الاندية والذين هم في الاساس ليسوا سوى تكملة عدد ولن يجدوا فرصة للتواجد ضمن خطط المدربين في المنافسة المتوقعة بهذا الموسم، لكن الواقع يقول بأنه على هؤلاء المدربين التكيف مع الوضع فليس هناك مجال سوى (الصبر) والرضى بما أمامهم من أدوات دون تذمر أو قلق لن يجد صدى إيجابيا في نهاية المطاف ... وهذا ما حدث بالفعل طيلة فترة استعداد فرق القوات المسلحة وبعدها طيلة أيام البطولة ..
لعل هذا الوضع ليس جديدا وهو أمر اعتاد عليه الوسط الرياضي، وبات من الماضي والنقاش فيه لن يأتي بجديد، خاصة وأن هؤلاء اللاعبين يدركون بأنهم موظفون في نهاية المطاف وعليهم الالتحاق بهذه الفرق متى ما تم استدعاؤهم للمشاركة مهما كانت الظروف، وعلى الأندية القبول بالأمر إذا ما ارادت الاستعانة بهؤلاء اللاعبين للمنافسة على الألقاب أو يكونوا من ضمن خططهم المرسومة لأهداف تسعى إليها مجالس إدارات هذه الاندية ..
عودة اللاعبين لأنديتهم بعد صراع قوي في منافسات دوري القوات المسلحة قبل بداية الموسم الكروي بأقل من (11) يوما هو أمر مقلق لمدربي الأندية في المقام الأول، فاللاعب قد يكون مصابا وبحاجة إلى فترة علاج مهما كانت فترتها، أو يكون – اللاعب – مرهقا نظير ضغط المباريات وحدة المنافسة التي يعرفها الجميع في هذا الدوري ، وبالتالي يحتاج إلى فترة استشفاء يحددها الجهاز الطبي، وبالتالي يجد المدرب نفسه في حيص بيص لا يعلم كيف ستكون بدايته بالدوري رغم ما وضعته الادارة من آمال عظام على مسيرة فريقه، ناهيك عن أن هؤلاء اللاعبين لم يتدربوا على يد هذا المدرب في فترة الإعداد الهامة ولم يهضموا طريقة اللعب التي وضعها لمسيرة فريقه بالدوري هذا الموسم، وفي النهاية كلها عوامل سلبية قد لا تخدم تطلعات الوسط الرياضي في مشاهدة مستوى مميز لدورينا ..
كلمة أخيرة
إلى المعنيين بالأمر ... أرجو إيجاد حل جذري لهذه المعضلة التي طالت .. فمتى نرى تنسيقا مريحا وحلا نهائيا يخدم مسيرة اللاعبين والكرة العمانية على حد سواء .. ننتظر .

* صالح البارحي
[email protected]